حيدر سعيد يراجع تركيب “جماعة الأهالي”.. صفحات سبقت ظهور البعث والشيوعيين

964

يعود الباحث والمفكر العراقي حيدر سعيد إلى الثلاثينات، باحثاً عن “إعادة تركيب” للأجواء التي انبثقت خلالها الأحزاب العراقية الحديثة سواء كانت قومية بعثية أم يسارية شيوعية أو ليبرالية، ويعتقد خلال محاضرة ألقاها في بغداد السبت الماضي، استعرضت أهم النقاط التي توصل إليها في ورقة بحثية ستنشر لاحقاً، أن أول نواة لعبت دوراً أساسياً في ذلك وسبقت ظهور التنظيمات الكبيرة هي “جماعة الأهالي” التي تأسست عام 1932، واعتبرت نواة للحركات الحديثة في البلاد، وساهم في تأسيسها شخصيات بارزة مثل جعفر أبو التمن وحسين جميل وعبد القادر إسماعيل ومحمد حديد وعبدالفتاح ابراهيم وحسين الرحال وكامل الجادرجي وعزيز شريف وحكمت سليمان، قبل أن يتفرق معظمهم لاحقاً بين أحزاب شتى رسمت الخيارات السياسية في المراحل التالية.

وراجع حيدر سعيد تاريخ جماعة الأهالي بوصفها صفحة مهمة من صفحات العمل الديمقراطي في العراق، مشيراً إلى العديد من المصادر العراقية والأجنبية التي درست ظروف تشكلها وكذلك علاقتها بانقلاب 1936 بزعامة بكر صدقي وثورة 1958 بقيادة عبد الكريم قاسم، داعياً إلى الاهتمام بفهم تلك المرحلة التي شغلت العديد من المؤرخين رغم أن أعمالهم بقيت غير معروفة بما يكفي للمهتمين بالجدل حول التاريخ السياسي للعراق.

8 نقاط عن المرأة وعهد الملك وقاسم.. مرافعة حيدر سعيد: لا نزاع مع الإسلام

حيدر سعيد: ماذا يعني أنني شيعي سياسياً؟ تشرين لم تنتج حزباً

فيديو: بحثاً عن رواية جديدة لثورة العشرين.. المفكر العراقي حيدر سعيد في بغداد

مقتطفات من محاضرة حيدر سعيد، في تجمع “بيتنا الثقافي”، ببغداد، تحت عنوان “جماعة الأهالي: إعادة تركيب”.

منذ سنة وأنا مشغول بجذور الحركة الاشتراكية في العراق، منذ أواسط العشرينات، وراجعت عدداً غير قليل من الكتب التي أنجزتها الأكاديمية العراقية حول الموضوع، وخصوصاً التأريخ لحركة الأهالي وسأختلف مع بعض التقييمات خصوصاً بعض ما ورد في الكتاب المهم لحنا بطاطو وما يخص حول التيارات الاشتراكية والشيوعية.

وقد بدأ اهتمامي بالأمر منذ اطلاعي على شخصية عبد الفتاح ابراهيم، وكتبت عنه حين توفي عام 2003، وقدمت ورقة عن “الطريق الثالث”، مستعيراً من عالم الاجتماع أنطوني غيدنز، وكنت أفترض أن عبد الفتاح ابراهيم كان يبحث عن طريق بين الاتجاه القومي والاتجاه الشيوعي، وهو ما كان ملهماً لحركة الأهالي بوصفها الفضاء الذي نمى في داخله الفكر الشيوعي بتداخلاته وتنوعاته وصولاً لتأسيس الحزب الشيوعي وعدد من الأحزاب والحركات المهمة الأخرى.

جماعة الأهالي نشأت كتجمع لا تنظيم سياسي، من تلك النخبة المتعلمة مطلع الثلاثينات، ومثلت نواة ظهرت منها الحركات القومية والليبرالية والشيوعية.

في تلك الفترة ظهرت النوادي السياسية كالتي أسسها حسين الرحال أب الشيوعية العراقية، ونادي الجوال العربي الذي كان بين أعضائه شخصيات فلسطينية في بغداد أيضاً، وبينها جماعة الأهالي، التي أعقبها ظهور الأحزاب العراقية الكبرى، التي مهدت للتحول نحو الجمهورية وثورة 1958.

بدأت حركة الأهالي بتأسيس جريدة الأهالي مطلع عام 1932، من قبل شخصيات متعلمة تلقت دراسات حديثة في ذلك الوقت، بينهم خريجو الجامعة الأميركية في بيروت، وظهرت الحركة السياسية في إطارها، وقد توقفت الجريدة عدة مرات خلال العهد الملكي، واضطرت لإصدار صحف بديلة أحياناً مثل صوت الأهالي، فضلاً عن كتب عديدة في الإطار ذاته مثل كتاب عبد الفتاح ابراهيم “الطريق إلى الهند”، وكان مجمل هذا النشاط هو جماعة الأهالي.

مثلت معرفة هذا الجيل باللغات الأوربية مثل إتقان حسين الرحال للألمانية، فرصة أول اطلاع عراقي عميق على الأدبيات الليبرالية واليسارية والاشتراكية.

أدناه تسجيل كامل للمحاضرة.