"البيئة السياسية غير عادلة"

تيار عزيز الربيعي يعتمد المصارحة ويدين “مقصلة” الانتخابات في ذكرى تأسيسه

بغداد – 964

أعلن تيار الخط الوطني تمسكه بخياره الإصلاحي ورفضه المشاركة في أي مشهد انتخابي يفتقر للنزاهة، مؤكداً في كلمة القاها أمين سر التيار عزيز الربيعي، في الذكرى السنوية الأولى لتأسيسه، أن البيئة السياسية الحالية غير عادلة وتقصي المستقلين عبر هيمنة المال السياسي والسلاح، واستمرار التحالفات الصورية، مشدداً على أن مشروعه الوطني يقوم على المصارحة والوضوح لا على المساومة أو التجميل، وسط دعواته المستمرة لحماية سيادة الدولة ومنح الشباب والمرأة أدواراً حقيقية في بناء مستقبل العراق.

تيار عزيز الربيعي غاضب: مقترح منح الناخبين حوافز للمشاركة يضرب قيم الديمقراطية

تيار عزيز الربيعي: من يصر على تغليف فساده بمسميات وطنية سنكشفه بالاسم

11 حزباً في مقر عزيز الربيعي: على السوداني التمسك بالتوازن في الحرب

الفياض أصر على اجتثاث سجاد سالم.. تيار عزيز الربيعي يضع الملح على جرح “الاستقلال”

بيان تيار الخط الوطني، كما ورد لشبكة 964:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخوات، أَبْنَاءَ العِرَاقِ الاصلاءِ، يَا شَبَابَ الوَطَنِ وَشَابَّاتِهِ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ جَمِيعاً وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

تَلْتَقِي اليَوْمَ فِي الذِّكْرَى السَنَوِيَّةِ الأُولَى لِتَأْسِيسِ تِيَّارِ الخَطِ الوَطَنِيِّ، تِيَّارٌ وُلِدَ مِنْ إِرَادَةِ شَبَابٍ مُثَقَّفٍ وَأَكَادِيمِيِّينَ وَطَنِيِّيْنَ، آمَنُوا أَنَّ السِّيَاسَةَ فِي العِرَاقِ يَحِبُ أَنْ تَعُودَ إِلَى مَعْنَاهَا الأَصِيلِ: خِدْمَةُ الشَّعْبِ، وَصِيَانَةُ السِيَادَةِ، وَصِنَاعَةُ المُسْتَقْبَلِ.

لَقَدِ اخْتَرْنَا مُنْذُ البِدَايَةِ أَنْ نَكُونَ مُخْتَلِفِينَ، فَكَتَبْنَا بِوُضُوحٍ رُؤْيَتَنَا السِّيَاسِيَّةَ، وَقَدَّمْنَاهَا لِلشَّعْبِ دُونَ مُوَارَبَةٍ أو تردد، وَأَقْرَرْنَا مُنْذُ اللَّحْظَةِ الأُولَى بِوُجُودِ مَعُوِّقَاتٍ جِدِّيَّةٍ أَمَامَ تَنْفِيذِهَا، لِأَنَّنَا نُؤْمِنُ أَنَّ الوُضُوحَ مَعَ النَّاسِ هُوَ الخُطْوَةُ الأُولَى نَحْوَ بِنَاءِ الثِّقَةِ. وَلِهَذَا، فَإِنَّ تِيَّارَ الخَطِ الوَطَنِيِّ يُعَدُّ مِنْ أَوَائِلَ الأَحْزَابِ السِّيَاسِيَّةِ النَّاشِئَةِ الَّتِي وَضَعَتْ رُؤْيَةً مُعْلَنَةً وَمَسْؤُولَةً، تَعْتَرِفُ بِالتَّحَدِّيَاتِ .. كَمَا تُؤَكِّدُ عَلَى السَّعْيِ لِتَجَاوُزِهَا.

لَقَدْ قُلْنَا بِوُضُوحِ خِلَالَ الأَشْهُرِ المَاضِيَةِ: إِنَّ المُشَارَكَةَ فِي الإِنْتِخَابَاتِ لَا جَدْوَى مِنْهَا فِي ظِلِّ بِينَةٍ سِيَاسِيَّةٍ تُسْتَغَلُّ فِيهَا مَوَارِدُ الدَّوْلَةِ لِصَالِحِ النَّافِذِينَ، حَيْثُ تَتَحَوَّلُ العَمَلِيَّةُ الإِنْتِخَابِيَّةُ إِلَى سَاحَةٍ غَيْرِ عَادِلَةٍ، فِيمَا يُحْرَمُ المُسْتَقِلُونَ مِنْ فُرَصِهِمُ الحَقِيقِيَّةِ. وَمِنْ هَذَا المُنْطَّلَق، أَعْلَنَّا مَوْقِفَنَا المبدئي بِعَدَمِ المُشَارَكَةٍ فِي الانتخابات المُقْبِلَةِ وَعَدَمِ الدُّخُولِ فِي تَحَالُفَاتٍ اِنْتِخَابِيَّةٍ صُورِيَّةٍ، لِأنَّنَا نَرْفُضُ أَنْ نَكُونَ جُزْءاً مِنْ مَشْهَدٍ يَفْتَقِدُ إِلَى النَّزَاهَةِ وَالعَدَالَةِ وَيَتَحَكَّمُ فِيهِ السِّلَاحُ وَالمَالُ السِّيَاسِيُّ وَالقَرَارَاتُ السُّلْطَوِيَّةُ الَّتِي تَخْدِمُ أَطْرَافاً وَتُضَيِّقُ عَلَى أُخْرَى.

أَيُّهَا الحُضُورُ الكَرِيمُ، عَلَى مَدَى عَامٍ كَامِلٍ، عَمِلْنَا بِصَمْتٍ وَجِدِّيَّةٍ: أَقَمْنَا الحِوَارَاتِ، نَاقَشْنَا قَضَايَا الدَّوْلَةِ، دَافَعْنَا عَنْ سِيَادَةِ العِرَاقِ، وَحَذَّرْنَا مِنَ المَخَاطِرِ الَّتِي تُحِيطُ بِهِ نَتِيجَةَ الصِرَاعَاتِ الدُّوَلِيَّةِ فِي المِنْطَقَةِ. لَمْ نَكُنْ نَبْحَثُ عَنْ ضَجيجٍ إِعْلَامِيّ أَوْ مَكَاسِبَ وَقَتِيَّةً، بَلْ عَنْ بِنَاءِ وَعْي وَطَنِيٍّ رَامِخِ يَضَعُ مَفْهُومَ الدَّوْلَةِ فِي قَلْبِ كُلِّ نِقَاشْ.

وَمِنْ بَيْنِ مَا نَفْتَخِرُ بِهِ فِي تِيَّارِ الخَطِ الوَطَّنِيِّ، أنَّنَا لَمْ نُهْمِلْ نِصْفَ المُجْتَمَعِ، بَلْ أَكَّدْنَا مُنْذُ يَوْمِ التَّأْسِيسِ أَنَّ المَرْأَةَ شَرِيكَةٌ فِي القَرَارِ وَصَانِعَةٌ لِلتَّغْبِيرِ، لَمْ تَكْتَفِ بِالشِّعَارَاتِ، بَلْ فَتَحْنَا أَمَامَهَا مَوَاقِعَ القَرَارِ دَاخِلَ مَكَاتِبِ التِّيَّارِ ، وَأَعْطَيْنَاهَا المَسَاحَةَ لِتَكُونَ جُزْءاً مِنْ صِنَاعَةِ الرُّوْيَةِ الوَطَنِيَّةِ.. فَنَحْنُ نُؤْمِنُ أَنَّ العِرَاقَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْهَضَ إِذَا بَقِيَتِ المَرْأَةُ عَلَى الهَامِشِ، بَلْ يَنْهَضُ فَقَطْ حِينَ تَتَقَدَمُ إِلَى الصُّفُوفِ الأُولَى جَنْباً إِلَى جَنْبٍ مَعَ الرِّجَالِ فِي مَشْرُوعِ بِنَاءِ الدَّوْلَةِ الَّتِي لَا تُخْضِعُ النِّسَاءَ عَبْرَ تَشْرِيعَاتٍ تَمَسُّ بِكَرَامَتِهَا.

وَلَكِنَّنَا فِي الْوَقْتِ نَفْسِهِ لَا نُخْفِي حَقِيقَةً مُرَّةً: إِنَّ قِيَمَ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ غَابَتْ عَنِ السُّلُوكِ السِّيَاسِيّ فِي العِرَاقِ، وَبَدَلًا مِنْ أَنْ تَكُونَ الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ وَسِيلَةً لِحِمَايَةٍ المُجْتَمَعِ، تَحَوَّلَتْ إِلَى أَدَاةٍ لِلهَيْمَنَةِ وَالإِقْصَاءِ. وَبَدَلًا مِنْ أَنْ تَكُونَ المؤسسات الوَطَنِيَّةُ خَيْمَةً لِجَمِيعِ العِرَاقِيِينَ، جرى تَوْرِيطُهَا فِي مَعَارِكِ وَتَصْفِيَاتٍ سِيَاسِيَّةٍ تَسْتَهْدِفُ كُلَّ مُعْتَرِضٍ عَلَى النَّهْجِ القَائِمِ.. وَلَقَدْ شَهِدْنَا كَيْفَ جرى استِهْدَافُ الأَصْوَاتِ الوَطَنِيَّةِ وَأَصْحَابِ الرَّأْي الحُرِّ وَالنَّاشِطِينَ المَدَنِيّينَ بأسَالِيبَ بَعِيدَةِ كُلَّ البُعْدِ عَنْ أخْلَاقِيَّاتِ الفُرْسَانِ، بَلْ لَا تَمُتُ بِصِلَةٍ إِلَى أَيّ تَقْلِيدِ دِيمُقْرَاطِيّ أَوْ وَطَنِيّ مُحْتَرَمٍ، وَهَذَا مَا يَفْتَحُ البَابَ وَاسِعاً أَمَامَ المَزِيدِ مِنَ الاخْتِلَالَاتِ السِّيَاسِيَّةِ وَالوَطَّنِيَّةِ الَّتِي نَبَّهْنَا إِلَيْهَا مِرَاراً.

أَيُّهَا الشَّبَابُ، أيُّهَا القَادَةُ الحَقِيقِيُّونَ لِلْمُسْتَقْبَلِ، اِسْمَحُوا لِي أَنْ أَخُصَّكُمْ بِكَلِمَةٍ مِنَ القَلْبِ: أَنْتُمْ لَسْتُمْ مُجَرَّدَ حُضُورٍ فِي هَذِهِ القَاعَةِ، بَلْ أَنْتُمُ الكُتْلَةُ البَشَرِيَّةُ الَّتِي يَخْشَاهَا الفَسَادُ، وَيُحَاوِلُ أَنْ يُفَتِّنَهَا وَيُخْضِعَهَا عَبْرَ أَسَالِيبِ التَّضْلِيلِ، وَاليَأْسِ، وَالإِلْهَاءِ، وَالإِفْقَارِ .. لِأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ جَيِّداً أَنَّ قُوَتَكُمْ، إِذَا تَوَحَّدَتْ، سَتَفْتَحُ طَرِيقاً جَدِيداً لِلْعِرَاقِ.

نَصِيحَتِي لَكُمْ، وَأَنْتُمْ.. بُنَاةُ الغَدِ، أَلَّا تَسْمَحُوا لِأَحَدٍ أَنْ يُصَادِرَ وَ عَيَكُمْ أَوْ يُثْنِيَكُمْ عَنْ دَوْرِكُمْ.. تَمَسَّكُوا بِحَقِّكُمْ فِي الوَطَنِ، فِي الحُرِّيَّةِ، فِي العَدَالَةِ، فِي دَوْلَةِ المُؤَسَّسَاتِ وَالقَانُونِ.. قَدْ لَا يَكُونُ طَرِيقُ الإِصْلَاحِ سَهْلًا، وَلَكِنَّ التَّارِيخَ يَصْنَعُهُ مَنْ لَا يَتَرَدَّدُونَ، مَنْ يُصِرُّونَ عَلَى المَبَادِي، وَمَنْ يَثْبُتُونَ عِنْدَ المَوَاقِفِ الصَّعْبَةِ.

أَيُّهَا الحُضُورُ الأَعِزَّاءُ، إِنَّ تِيَّارَ الخَطِ الوَطَنِيِّ، وَهُوَ يَدْخُلُ عَامَهُ الثَّانِي، يُؤَكِّدُ تَمَسُّكَهُ بِخَطِّهِ المَبْدَئِيِّ: خَطِّ الوُضُوحِ مَعَ النَّاس، خَطِ الدَّوْلَةِ العَادِلَةِ، وَخَطِّ الانحياز التَّامِ لِلشَبَابِ بِاعْتِبَارِهِمْ صُنَّاعَ الغَدِ، وَيُجَدِّدُ العَهْدَ بِأَنَّهُ لَا يَسْعَى إِلَى مَوَاقِعَ شَكْلِيَّةٍ، بَلْ يَسْعَى إِلَى عِرَاقٍ مُسْتَقِرّ، يَحْتَرِمُ كَرَامَةَ أَبْنَائِهِ جَمِيعاً، وَيُوَفِّرُ فُرَصاً تَنَافُسِيَّةً عَادِلَةً عَبْرَ آليَّاتِ دِيمُقْرَاطِيَّةٍ تَمْنَحُ الفَائِزَ حَقَّ تَشْكِيلِ الحُكُومَاتِ بَدَلًا مِنَ الخَاسِرِينَ.. وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

Exit mobile version