بقيادة صلاح الأشعل

مطيرجية مدينة الصدر يطلقون حملة إصلاحية: حصر الطيور بالأبراج وطرد المسيئين

مدينة الصدر (بغداد) 964

سلسلة صفحات في مدينة الصدر تشنّ حملة شرسة ضد هواة تربية وتطيير الحمام، ووصل الأمر إلى الشرطة المجتمعية التي ينتشر منتسبوها بشكل شبه يومي بين القطاعات بحثاً عن المخالفين، والمسألة في حقيقتها أكبر مما تبدو عليه، لأن تربية الحمام هواية عراقية وشرقية قديمة، ولا يمكن إنهاؤها خاصة في مدينة شعبية تضم كبار مطيرجية العراق، وفي الوقت ذاته، ترتبط بكشف بيوت الجيران وإمكانية التلصص على العوائل خاصة في بيوت المدينة المتلاصقة.

وتعتمد الصفحات طريقة التشهير بالمطيرجي لحثه على التوقف وردع الآخرين، وتقوم الصفحة بنشر صورة للمنزل ومكان الطيور مع اسم الشخص وعنوانه!

وتحدثت شبكة 964 إلى الأطراف الثلاثة (أصحاب الحملة، والمطيرجية، والشرطة) مع ظهور ملامح “حل وسط” يتلخص بالإبقاء على الأبراج النظامية المبنية من الطابوق، وإزالة ما يُعرف بـ “العازولات” وهي غرف صغيرة يبنيها الفقراء الذين لا يمتلكون المال الكافي لبناء “بيتونة” من الطابوق، وتثير العازولات غضب السكان أكثر لأنها مبنية من صفائح “الجينكو” ومع الكثير من الثقوب والفتحات.. يمكن التلصص من خلالها بما يربك العوائل.

وتسببت الحملة المعادية للمطيرجية، بإطلاق حراك إصلاحي داخلي بين المطيرجية الملتزمين، ضد المطيرجية المراهقين المتهمين بإزعاج الجيران أو انتهاك معايير التطيير.

صلاح الأشعل، وهو من أهم مطيرجية مدينة الصدر، يبدي احتراماً كاملاً للشرطة المجتمعية وجيرانه، ويتحسر على الانحدار الذي وصلت إليه الهواية بعد دخول الجيل الثاني المنفلت من ضوابط وتقاليد الهواية وأصولها.

يدعو الأشعل أبناء مدينته إلى إنتاج ما يصفه بـ “جيل ثالث” ويقترح ما يشبه معاهدة يلتزم بموجبها المطيرجي بمعايير التطيير القديمة.

يحدد الأشعل عدة شروط في مبادرته، على رأسها بناء بيتونة من الطابوق بسياج أعلى من طول الإنسان يكون مريحاً للجيران، وارتداء ملابس مرتبة، والتوقف عن الصراخ ورمي الأشياء على الطيور، وكذلك إيقاف كل الحروب بين المطيرجية على كل المستويات والإقلاع عن سرقة الطيور، فعندما يضل طير من سربه وينخرط في سرب آخر، يقوم المطيرجي بإعادته إلى صاحبه.

ولا تنص القوانين العراقية على منع هواية تربية وتطيير الحمام، لكن الشرطة تجد مسوغات قانونية أخرى للاستجابة إلى شكاوى الناس، ومنها قوانين الصيد الجائر، أو قوانين الصحة التي تمنع تربية الحيوانات داخل المناطق السكنية، أو المواد المتعلقة بإحداث ضرر عام.

صلاح الأشعل – أحد أشهر مربي الطيور في مدينة الصدر، لشبكة 964:

موضوع العازولات (أبراج الطيور) ليس عند الجميع، فمعظم المربين هم أشخاص مؤدبون، لكن بالمقابل يوجد مراهقون يصعدون إلى السطوح دون ثياب لائقة.

نحن هوايتنا تربية الطيور منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما كان سعر الطير ربع دينار.

“المطيرچية” أنفسهم يكرهون بعضهم ويصنعون صفحات وهمية على فيسبوك لينشروا ضد بعضهم.

الآن ظهر جيل “مزعطة”، يتسابقون في رفع العازولات، وفي نفس الوقت هناك أشخاص وضعهم المادي ضعيف كحالتي، غير قادرين على بناء طوابق عالية فيلجأون لبناء عازولات من الخشب والحديد، لكني قمت بهدمها مؤخراً تنفيذاً لقرار الشرطة المجتمعية بإزالة “العازولات”.

اليوم، إذا حدثت مشكلة مع أحد المطيرجية، أو قام بأخذ طيوري أو أنا أخذت طيوره، يقوم بإنشاء صفحة وهمية على فيسبوك وينشر ضدي، يفضحني ويحرض الناس والشرطة المجتمعية عليّ.

هذه فضائح ومشاكل ارتكبها الجيل الثاني من الأطفال والمراهقين.

في العقود السابقة عندما كنا نصعد إلى السطح، نعتبر الجيران بمثابة الأهل، وبنت الجيران بمثابة الأخت، لكن الوضع اختلف الآن بسبب الجيل الجديد.

في السابق، القطاع لم يكن يتعدى خمسة مطيرچية وبعيدين عن بعض، أما الآن ففي البلوك الواحد أكثر من ستة وهذا سبب مشاكل كثيرة بين القطاعات، وكلها تُحسب على الجيل القديم.

في السابق، لم تكن هناك سطوح عالية وكانت كل المنازل متساوية، ولم يكن أحد يضرب الحمام ولا توجد أصوات عالية أو صفير.

سابقاً كانت الطيور للتسلية فقط، تقوم بفتح طيورك وتضع كرسيك وتشاهدها تطير، أما الآن فقد أصبحت الهواية بلا طعم مليئة بالضرب والصفير والصراخ.

نصيحتي للجيل الجديد، “بعد إزالة العازولات يجب أن نصنع جيلاً ثالثاً يطير باحترام، بلا أصوات مزعجة ويجب أن تُرفع ستارة البيت، وأن يرتدي الشخص ملابس خاصة عند صعوده إلى السطح، لنمارس الهواية معاً دون افتعال مشاكل، أوقفوا الحروب وألغوها”.

سابقاً كنا حينما نمسك طير أحد نتصل به ونعطيه إياه.

بكل تأكيد لا نريد التعميم، فجيل الشباب فيه مؤدبون ودارسون يطيّرون دون مشاكل، لكن بعضهم يختلق المشاكل ولا يمكن التفاهم معه.

الشرطة المجتمعية في مدينة الصدر، لشبكة 964:

لا توجد عقوبات محددة في القانون العراقي لمجرد تربية الطيور بشكل عام.

العقوبات تتركز في المخالفات المتعلقة بالصحة العامة أو التجارة غير الشرعية.

إذا سببت تربية الطيور ضرراً عاماً أو خالفت تعليمات الصحة، قد تصل العقوبة إلى غرامة مالية أو حبس بموجب قانون الصحة العامة أو قانون العقوبات.

الصيد الجائر للطيور المهاجرة تصل عقوبته إلى 10 ملايين دينار، وحتى السجن.

أما من ناحية مخالفة الصحة العامة، فيمنع قانونياً إيواء وتربية الطيور في المناطق السكنية، خصوصاً في أمانة بغداد والمحافظات.

في حال ثبوت المخالفة، تكون العقوبة وفقاً لقانون الصحة العامة رقم (89) لسنة 1981، وتشمل الغرامات أو السجن.

قبل إنشاء مشاريع لتربية الدواجن أو الحيوانات، يجب الاستفسار من الجهات الصحية المختصة للحصول على الإجازات اللازمة.

مسؤول صفحة “مدينة الصدر”، لشبكة 964:

قامت صفحة مدينة الصدر وبمعية الشباب الذين يديرونها، بحملة واسعة ضد أصحاب العازولات (المطيرچية) في قطاعات المدينة، بسبب كثرة المناشدات التي وصلت للصفحة، أخذنا على عاتقنا هذه الحملة.

بعد النشر، أصبح الموضوع حديث الشارع في مدينة الصدر وبدأت الشرطة المجتمعية بالاستجابة السريعة لمناشدات الأهالي، حيث تم تشكيل فريق ومفارز لتبليغ أصحاب العازولات ميدانياً.

هناك تجاوب من الأهالي بخصوص هذا الموضوع ونحن على تواصل وتنسيق مع الشرطة المجتمعية والاستجابة لكل ما يُنشر في الصفحة.