استخدامات مقيدة وأسعار ممتازة

سماد كربلائي من مجاري الصرف الصحي.. “الخنس” في طريقه إلى السوق

كربلاء – 964

مياه الصرف الصحي التي تخرج من المنازل تحتوي مواداً مهمة للنباتات كما هو معروف لكن بالتأكيد بعد 3 مراحل من  المعالجة، وتنتج المحطات اليوم 12 ألف متر مكعب سنوياً من سماد “الخنس” الصلب، لكنه لا يُستخدم نهائياً في المزروعات المخصصة للغذاء البشري، بل لتسميد المحاصيل العلفية أو نباتات الزينة في المشاتل، أو أرضيات الملاعب، كما تنتج عملية المعالجة أيضاً مياهاً نظيفة ومعالجة تصلح للزراعة المقيدة، أي التي لا تدخل في غذاء البشر، وتظهر كربلاء تقدماً واضحاً في هذا المجال حيث تعمل 7 محطات بكامل طاقتها على معالجة مياه الصرف الصحي وطرحها إلى المبازل بشكل آمن، ومنها مشروع معالجة المياه الموحد الذي وثقت شبكة 964 تقدم العمل فيه، وخلال أسابيع، سيبدأ مشروع تعليب هذا السماد وطرحه إلى الأسواق بعبوات تزن 4 كغم وبسعر 2000 دينار.

باهر غالي – مدير إعلام زراعة كربلاء، لشبكة 964:

سماد الخنس أو ما يعرف باسم البودريت، هو ناتج عن معالجة مخلفات الصرف الصحي، مع إضافة الجبس أو حمض الكبريتيك لتثبيت الأمونيا، ويستخدم لتسميد أشجار الزينة والنباتات الخارجية فقط.

رغم فعاليته العالية يحتوي على معادن ثقيلة قد تضر التربة والكائنات الدقيقة فيها، لذلك نحذر من استخدامه مع المحاصيل الغذائية مثل الخضروات والفواكه، ويعد هذا النوع من السماد شائع الاستخدام في العراق تحت اسم “الخنس” وفي مصر باسم البودريت.

يعتمد أصحاب المشاتل على هذا السماد لزيادة فعالية التربة في النباتات غير المخصصة للأكل، ويستخدم كذلك في محاصيل العلف مثل الجت والبرسيم، خاصة في مناطق الخيرات والهندية شرق كربلاء، والحسينية شمالاً.

يستخدم “الخنس” في تسميد الثيل في الساحات والملاعب الرياضية، أما المياه المعالجة فتستخدم لزراعة أنواع متعددة من النباتات، خاصة في المناطق التي تكثر فيها زراعة الخضروات، كونها صالحة للزراعة فقط.

رائد راضي عبود – مسؤول واردات مجاري كربلاء، لشبكة 964:

تتابع مديرية مجاري كربلاء تشغيل محطات معالجة مياه الصرف الصحي، من خلال 3 مراحل تشمل المعالجة الفيزيائية والكيميائية والبايلوجية، وتنتج هذه العمليات مياهاً معالجة تستخدم في الري المقيد، وفي بعض الأعمال الصناعية والزراعية غير المباشرة.

تنتج المحطات سماداً عضوياً يعد جزءاً من النشاط الإنتاجي للمديرية، ويستخدم في استصلاح الأراضي وتشجير المساحات الخضراء والمتنزهات، ويخضع لمعالجات متعددة تتطلب كلفاً مالية مرتفعة للحصول على منتج آمن.

مفهوم “التقيد” في المياه والسماد العضوي، يعني عدم صلاحيتهما للاستخدام البشري المباشر، نظراً لأصل المكونات التي تعود إلى مياه الصرف الصحي، فالمياه المقيدة تحتاج إلى معالجات ثلاثية متقدمة باستخدام الأوزون أو الأشعة فوق البنفسجية، كما هو الحال في دول مثل سنغافورة، حيث تخلط أحياناً بالمياه العذبة بينما في العراق لا تزال تستخدم لأغراض غير بشرية فقط.

السماد العضوي كذلك مخصص حصراً لتسميد المساحات الخضراء والنباتات غير القابلة للاستهلاك الآدمي أو الحيواني، إذ إن استخدامه في المحاصيل أو الأعلاف قد يؤدي إلى انتقال البكتيريا والملوثات إلى الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر، ما يتطلب تقنيات متقدمة لمعالجته.

تعتمد المديرية حالياً على 3 مراحل للمعالجة، تبدأ بالغرابيل كمرحلة فيزيائية ثم التهوية كمرحلة بايلوجية، وتنتهي بالمعالجة الكيميائية.

يتم تسويق السماد على شكل أمتار مكعبة بسعر 20 ألف دينار للمتر المكعب، وهناك خطة لطرحه بأكياس وزن 4 كلغم بسعر 2000 دينار بانتظار موافقة محافظ كربلاء، ومن المؤمل بدء الإنتاج خلال 30 يوماً.

تنتج مديرية مجاري كربلاء سنوياً 12 ألف متر مكعب، ومن المؤمل عند افتتاح خط إنتاج عبوات بسعة 4 كلغم من السماد العضوي المحسن، أن يبلغ معدل الإنتاج اليومي في البداية 100 عبوة أي ما يعادل 3000 عبوة شهرياً، و36 ألف عبوة سنوياً قابلة للزيادة حسب العرض والطلب، بهدف سد حاجة الأسواق المحلية في المحافظة وقد يُصدر إلى باقي المحافظات.

سيتم افتتاح عدة مراكز مبيعات تبدأ من داخل مقر مديرية المجاري، بتاريخ الأول من تشرين الأول 2025، على أن تفتتح لاحقاً مراكز إضافية في مناطق مختلفة من المحافظة.

حامد عبيد عبد الله – مدير بيئة كربلاء، لشبكة 964

تضم كربلاء سبع محطات لمعالجة الصرف الصحي، تعمل بكامل طاقتها وفق المعايير البيئية، وتصرف المياه المعالجة إلى المبازل بشكل آمن.

تستخدم المخلفات الصلبة الناتجة من المعالجة بعد خضوعها لعمليات تجفيف وترسيب، وفق مواصفات بيئية دقيقة لإنتاج سماد عضوي، يستخدم بشكل آمن في الزراعة، ويعد بديلاً جيداً للأسمدة الكيميائية التي قد تحتوي على مكونات ضارة.

Exit mobile version