"أبو أسراء لا يقصد السنة"

كتلة المالكي: شباب الشيعة تأثروا بصدام والبعث وسنلاحق المروجين

964

مضى على سقوط نظام حزب البعث نحو 23 عاماً، ورجالاته باتوا بين سجين ومطارد، أما رؤوس النظام فأعدموا ولم يبق حتى لقبورهم أثر، وهذه إشكالات تثيرها قوى سياسية عديدة حول سبب استمرار هيئة المساءلة والعدالة بالعمل الى اليوم، مع توجيه اتهامات لجهات نافذة باستخدام إجراءاتها كأداة سياسية لضرب الخصوم، وهو جدل يتجدد مع كل موسم انتخابي تقريباً، حتى أن رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، حذر قبل أيام من “خفافيش ظلام” تضمر الشر للعراق، وأن عودة البعثيين ليست مستبعدة، الأمر الذي يؤكد جديته الناطق باسم الائتلاف، عقيل الفتلاوي، والذي يرى أن العودة الى عصر المقابر الجماعية محتمل، وأن تحذيرات المالكي ليست مجرد دعاية انتخابية أو أداة استقطاب وتحشيد للجماهير، بل تحذير من خطر وشيك يكاد أن يزعزع الاستقرار في البلاد، محذراً من تأثر الشباب بفكر البعث، حتى من المناطق الشيعية، الى جانب قنوات إعلامية تضخ دعاية البعثيين بشكل ممنهج، وهو ما يشكل الخطر، لا شخوص الحزب المحظور الذين لم يعد لهم أي تأثير، بينما شدد الفتلاوي على تمسك “دولة القانون” بهيئة المساءلة والعدالة من منطلقات دستورية بحتة، خاصة وأن الهيئة لم تستكمل 30% من الملفات المطروحة أمامها، على حد قوله!

المالكي يجدد التحذير: أفعى البعث لم تمت.. تغير جلدها وتن...

المالكي يجدد التحذير: أفعى البعث لم تمت.. تغير جلدها وتنتظر الفرصة لبث سمومها

عقيل الفتلاوي، في حوار مع الإعلامي عدنان الطائي، تابعته شبكة 964:

السيد المالكي لا يستخدم الخطاب المناهض لحزب البعث كآلية لاستقطاب وتحشد الجماهير، بل هي تحذيرات تستند الى معرفة تمتد الى سنوات طويلة بهذا الحزب، وهو متضرر لسنوات من حكمهم، ورأينا الطامورات والسجون ومعسكر الرضوانية والمثرمة وغيرها، ولدينا مخاوف من عودة حزب البعث، بفكره لا بشخوصه، فشخوض البعث منهم من مات ومنهم كبر في السن ومنهم من تبرأ منه، ولكن الفكر قد يعود وهذا ما نحذر منه، وقد نعود الى مرحلة السجون والمقابر الجماعية مرة أخرى، وهذا الحزب كان يعتقد بعدم وجود مشكلة إذا وضع نصف العراقيين تحت التراب.

نحن مصرون على بقاء هيئة المساءلة والعدالة لمنع فكر حزب البعث من العودة، وهذا مبدأ نتبناه علناً، فجوهر دولة القانون هو حزب الدعوة، والأخير وصل الى كسر العظم مع البعثيين، وليس كباقي الأحزاب التي استقطبتهم لأنها لا ترى بوجود أي مشاكل مع البعثيين، ولكن المخاوف ما تزال موجودة من عودة فكر البعث، ولن نتنازل عن المساءلة والعدالة كهيئة دستورية.

أتمنى أن يفسر كلام السيد المالكي عن حزب البعث بمضامينه الصحيحة، فالمالكي لا يقصد السنة بكلامه، بل يراهم كشركاء في الوطن، ولا يصح أن نطلق عليهم كلمة أخوة، بل نحن وإياهم كالجسد الواحد، ونلتزم بما قالته المرجعية عن ذلك، فهم أنفسنا، وكذلك السيد المالكي لا يريد تخويف الشعب العراقي بل أن يلفت نظرهم الى الخطر المحدق بالعراقيين، فإن عاد هذا الحزب مرة أخرى الى الحكم فسيعودة بوطأة أقسى من حكم صدام حسين، ويجب أن يعرف كل قادة القوى السياسية أن العدو الأول للعراق الآن هو حزب البعث وتوابعه.

لا نخشى من شخوص البعث، بل من فكره ومن يتأثر به من الشباب، وهناك ضخ إعلامي لترويج البعث، وبعض الشباب يرى في صدام بطلاً حين يشاهد صوره في المحكمة، ولكن هؤلاء الشباب لا يعلمون أن صدام كان جرذاً في حفرة، وهؤلاء الشباب ليسوا من المناطق السنية فقط، بل من مناطق الشيعة أيضاً، وهناك قنوات إعلامية تضخ هذا المحتوى بشكل ممنهج ومتعوب عليه.

نحن ندافع عن دستورية هيئة المساءلة والعدالة ولا يمكن أن تلغى قبل إكمال ملفاتها، وما أكملته الى اليوم لا يتجاوز 30%، وحتى إن ألغيت هذه الهيئة فسنأتي بهيئة أخرى لملاحقة البعثيين في الانتخابات أو خارجها، ومن يرى أن الحياة وردية فليذهب ويلاحق الفساد ويهتم بالتنمية، وليتركنا “نتماطل” مع البعثيين، فهم جزء من المخاطر الخارجية التي تهدد استقرار العراق، وهذا خطاب حزب الدعوة منذ أيام المعارضة ولم نتبناه بسبب اقتراب الانتخابات.