فيديو: كسرى قطّع جسده.. نينوى تصلي في كنيسة مار يعقوب وتخلد 5 قرون

الحمدانية (نينوى) 964

شهدت مدينة الحمدانية صلاة تكريس خلال إعادة افتتاح كنيسة مار يعقوب التاريخية للسريان الكاثوليك، بعد إنجاز أعمال ترميم شاملة أعادت شكلها القديم الذي تعرض للتدمير خلال حرب داعش، وشمل تدعيم الأساسات المتهالكة التي تضررت بفعل الرطوبة والمياه الجوفية والتفجيرات، إضافة إلى إعادة بناء ما دُمر من جدران وزخارف ورموز دينية تحافظ على طراز الكنيسة الأثري من الداخل، كما جرى إعادة تثبيت الأحجار واللوحات القديمة التي تعود لأكثر من خمسة قرون، فضلاً عن فرش الكنيسة من جديد بمساهمات مؤمنين ومتطوعين من أبناء المنطقة، بينهم مسلمون من الموصل، واحتفل بتكريس الكنيسة المطران مار بندكتوس يونان حنو رئيس أساقفة أبرشية الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة وجموع المؤمنين.

تفاصيل:

اسم الكنيسة يستلهم ذكرى القديس يعقوب المقطّع، مثل كثير من كنائس المشرق، وهو رجل مسيحي تقي من بلاد فارس القديمة، عاش قبل ظهور الإسلام بنحو قرن ونصف، وجرى اتهامه وتعذيبه من قبل الملك الفارسي الكبير يزدجرد الأول، عبر تقطيعه أمام الناس.

روني سالم – أمين سر مطرانية السريان الكاثوليك في الموصل، لشبكة 964:

شهد مركز قضاء الحمدانية (بغديدا) إعادة افتتاح كنيسة مار يعقوب المقطّع للسريان الكاثوليك بعد سنوات من الدمار الذي تعرضت له على يد عصابات داعش الإرهابية.

شمل الإعمار أساسات الكنيسة وكل ما تم تخريبه، علماً أن الكنيسة كانت في السابق تُستعمل كمدرسة لتعليم العلوم الدينية والثقافية، وأيضاً للقراءة والكتابة، ثم أصبحت تُستخدم ككنيسة للتقديس والصلاة، وهي اليوم شاهدة على تاريخ الشعب السرياني.

التحديات كانت عديدة، منها التحدي المالي، وتحدي توفير مهندسين ذوي كفاءة ومهارة، بالإضافة إلى هشاشة أسس الكنيسة بسبب الرطوبة والمياه الجوفية، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بها نتيجة التفجيرات، خصوصاً في فترة داعش، حتى أصبحت مهددة بالسقوط. لكن بفضل الله، بقيت الكنيسة وجُددت.

المواد التي استُخدمت فقد كانت صعبة، لكن مع تطور العلم جرى استبدالها بمواد أخرى، مع الحفاظ على تصميم الكنيسة من الداخل، وخاصة أن الفرش كان قد أزيل في فترات سابقة، واليوم أُعيد بجهود المتبرعين، ومن بينهم إخوة مسلمون من الموصل ساهموا في فرش الكنيسة.

خلال الترميم اكتُشف العديد من الأحجار واللوحات القديمة التي يعود تاريخها إلى أكثر من 500 سنة، فأُعيدت إلى أماكنها داخل الكنيسة لتُظهر قدمها وأصالتها.

لا يوجد تاريخ دقيق مثبت للكنيسة، غير أن مخطوطاً للمطران كارس البغديدي ذكر أن إعمارها تم مع إعمار كنيسة مار زينا، بعد أن تضررت جراء غزو طهماسب الفارسي، حيث أُعيد بناء ثماني كنائس في الموصل سنة 1747، من بينها كنيستا مار يعقوب المقطع ومار زينا.

معلومات عن الكنيسة

كانت تُعرف سابقاً بكنيسة مار أندراوس، ولاحقاً سُميت بكنيسة مار يعقوب المقطع، وفي بعض الفترات كانت تُدعى تارة كنيسة، تارة ديراً، وربما كانت جزءاً من دير اندثر مع الزمن.

كانت تُقام فيها الصلوات والقداديس وأُغلقت مرات عديدة لقربها من كنيستي الطاهرة الكبرى ومار يوحنا المعمدان، وأحياناً بسبب قلة الكهنة.

استُخدمت في بعض المناسبات والاحتفالات الكنسية الخاصة.

تُعتبر كنيسة مار يعقوب المقطع أول كنيسة صلى فيها الكاثوليك في بغديدا قبل انقسام الكنائس عام 1837، وقد أشار المطران ميخائيل جروة في رسالة مؤرخة بتاريخ 7 حزيران 1778 إلى أن الكاثوليك امتلكوا آنذاك بيعة الطاهرة في الموصل وبيعة مار أندراوس في بغديدا.

أبرز ما تضمه الكنيسة اليوم

تضم الكنيسة قطعة مرمرية داكنة اللون منقوشة عليها صلبان، لا تزال محفوظة فوق باب المذبح وقطع مرمرية مزخرفة بصور صلبان اكتُشفت أثناء الحفريات، وُضعت في مداخل الكنيسة، ومخطوطتان أصليتان للكنيسة، وهما الوحيدتان المتبقيتان.

بئر الكنيسة كان قديماً موجوداً وردم، وأعيد اكتشافه عام 2024 بتوجيه من سيادة المطران مار بندكتوس يونان حنو.

المذبح الرئيسي، صُمم عام 1928 بتبرع من السيدة مريم عولو، ولا يزال قائماً حتى اليوم.

الثريا الخشبية، قديمة ومميزة، كانت تُضاء بالشموع وتُرفع بالحبال، وهي محفوظة حالياً في متحف الكنيسة.