"السماعات تنادي.. البيع بس اليوم"

آخر ساعات سوق الحي: خوف وخسائر مليونية.. هنا عاش أكراد مدينة الصدر

سوق الحي (مدينة الصدر) 964

يوشك سوق “الحي” (نسبة لحي الأكراد في قطاع 18 بمدينة الصدر) على الاختفاء من خارطة المدينة أيضاً، بعد إزالة “مريدي” قبل أيام، بفعل حملة واسعة لإنهاء التجاوزات عن الشوارع الرئيسية وفتحها أمام السيارات، وقد وصلت الحملة إلى شوارع مغلقة منذ عهد النظام السابق، ومع سوق الحي ستختفي ذكريات كثيرة شكلت جزءاً من هوية المدينة وتاريخها منذ تأسيسها إبان الجمهورية الأولى في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم، وحتى ما بعد تحولها إلى أحد أهم معاقل معارضة نظام البعث، ثم الصدامات الدامية مع القوات الأميركية عام 2004 وصعوداً، بحكم قرب السوق من مكتب المرجع محمد الصدر بين جداريته الشهيرة وساحة “55”، لكن كل ذلك ليس مهماً الآن، فنحو 500 محل وبسطة ستزال خلال ساعات وفق بلاغات البلدية، ويشهد السوق انهياراً كبيراً في حركته التجارية، واضطرار الباعة إلى تكبد خسائر فادحة تجاوزت عشرات ملايين الدنانير، بعد أن اضطروا إلى تخفيض أسعار البيع إلى ما دون أسعار جملة السلع، لكي لا تبور بضائعهم، مع مناشدات أطلقوها بحرقة حول مصير عوائلهم، وماذا سيحل بأرزاقهم التي ستقطع دون توفير بديل!

أبو علي – صاحب محل، لشبكة 964:

أعطونا 24 ساعة فقط كمهلة قبل المباشرة بعمليات الإزالة، ولم يفكر بمصيرنا أحد ونحن أصحاب عوائل ونعتمد على هذا السوق لكسب العيش.

لم يفكر أحد من المسؤولين بإيجاد بديل لهذا السوق، فهؤلاء لا يهتمون لأبناء البلد، ولكنهم يهتمون لمن يأتون من خارج الحدود، أما نحن فالكل يسحق على رؤوسنا.

خسائرنا كبيرة، ولا نستطيع تقديرها، ولكن نحن نبيع قطعة الملابس التي سعرها 15 ألف دينار بـ 5 آلاف فقط، ونضطر لخسارة 10 آلاف دينار في كل قطعة لكي نصفي بضائعنا قبل الإزالة.

نحن أكثر من 500 محل ولا نعرف الآن إلى أين سنذهب، وهناك الكثير من المشاكل ستحدث نتيجة هذه البطالة التي سنجبر عليها، فالدولة لا يمكن أن توظفنا، ولم تجد لنا بديلاً، وأنا خريج وعمري 48 سنة ولا تناسبني أي وظيفة حكومية أيضاً.

حسين سعدون – صاحب محل:

هذا القميص نشتريه بـ 13 ألف دينار، ونبيعه الآن بـ 5 الآف، بسبب قرار الإزالة وإجبارنا على تصفية البضاعة، فأنا شاب، وأين سأذهب بعد أن تتم إزالة السوق؟ هل سأتجه إلى المخدرات؟ أم للقتل؟ وكيف سأعيل اهلي وأسكن منزلاً بالإيجار.

خسارتي إلى الآن 10 ملايين دينار، وما زلت مديناً لتجار الشورجة، فكيف سأعوض كل هذه الخسائر وكل هذه الديون؟

ياس محمد – صاحب محل:

الدولة تعتبرنا متجاوزين، ولكننا لا نتذكر لها أي إنجاز منذ 2003 وإلى اليوم، فمن يمسكون المناصب لا هم لهم سوى التبليط، ولم يعطونا أي فرص عمل أو أي شيء من ثروة البلاد، فليوفروا لنا البدائل وليهدموا السوق.

الشارع بعرض 14 متراً، والبلدية مصرة على توسعته لمترين آخرين بعد أن تهدم بعض المحال التي بنيت على الرصيف القديم، فهم يريدون توسعة الشارع إلى 20 متراً، ولا أعلم لماذا يريدون لهذا الشارع أن يصبح مثل شارع المطار!

Exit mobile version