أبو علاء يفتخر بأناقة صباح السهل

رياض أحمد كان يغني 1000 كم.. ذكريات الخياط بين الناصرية والزبير

الزبير (البصرة) 964

في سبعينيات الزبير جنوب غرب البصرة، افتتح أبو علاء محله الصغير في السوق الكبير تحت لافتة كتب عليها “خياط الجماهير”، ولم يكن يعرف آنذاك أن هذا الاسم سيصبح جزءاً من ذاكرة المدينة، وأن زبائنه لن يقتصروا على الأهالي فقط، بل سيمتد فنّه إلى مسؤولين وفنانين بارزين، فمن بين أولى البدلات التي فصلها كانت لمهندس في نفط الزبير، لتفتح له باباً لمشوار طويل صارت فيه بدلاته ترافق حسين نعمة في تسجيلاته، وتمنح صباح السهل أناقة مسرحه، وتبقى حاضرة في يوميات رياض أحمد الذي تشارك مع الخياط أبو علاء أيام خدمته العسكرية، وكان يستمر بالغناء من ساحة سعد إلى زاخو!.. ومع كل قصة جديدة صار مشغله محطة يعرفها الجميع، رغم تغير أذواق الناس وهيمنة الملابس الجاهزة.

أبو علاء الخياط – صاحب مشغل خياط الجماهير، لشبكة 964:

أول بدلة فصلتها في حياتي كانت لمهندس يعمل في نفط الزبير، حيث أنجزت له بدلتين خلال أسبوعين فقط، واعتبرت تلك التجربة “فاتحة خير” لمشواري المهني في عالم الخياطة، وما زلت أتذكر تلك اللحظة باعتزاز كبير.

أتذكر صدفة في السبعينات.. حين كنت في زيارة إلى الناصررية وطلب مني صديقي الخياط صلاح ابن حجي حسن أن أفصل بدلتين للفنان حسين نعمة على وجه السرعة، ليسجل إحدى أغانيه، وقمت بالأمر بالفعل.

لا أنسى أيضاً صداقتي مع الفنان رياض أحمد، كنا في الخدمة العسكرية سوياً، وكان يقضي أيامه متنقلاً بزي الجيش من ساحة سعد إلى زاخو طوال ستة أشهر، وهو يردد أغانيه بحماس، وكانت تربطني به علاقة قريبة.

أما الفنان صباح السهل فقد خصصت له عشرات البدلات التي رافقته في جميع ظهوراته الفنية، وأضفت على حضوره لمسة أناقة مميزة لا تُنسى.

وفي السبعينيات منحني صبري كاطع، رئيس النقل البحري في البصرة آنذاك، ماكينة خياطة من نوع “براذر”، كانت بمثابة إضافة مهمة لمشغلي.

استلهمت اسم محلي “خياط الجماهير” من شغفي بالاستماع إلى إذاعة صوت الجماهير في البصرة، التي رافقتني طوال سنوات شبابي وألهمتني في عملي.

اليوم تغيرت أذواق الناس، فالملابس الجاهزة باتت تهيمن على السوق بعد أن كان التفصال الخيار الأكثر رواجاً وله مواسمه الخاصة، أما البدلة فلم تعد حاضرة إلا في الأعراس.

أسعار الخياطة حالياً تبلغ 200 ألف دينار للبدلة، و125 ألف دينار للسترة مع الصاية، و175 ألف دينار للسترة مع الدشداشة.

Exit mobile version