تكريت تدقق نقود العراق وطوابعه طوال قرن واجتماع يومي للمحترفين

تكريت (صلاح الدين) 964

في مدينة تكريت، يجتمع بعد العصر أو المغرب عدد من محبّي التراث في مكان يشبه المتحف، أسسوه بأنفسهم ليجمعوا فيه قطعاً قديمة تروي قصص الأجيال السابقة، ويحتوي المكان على عملات نادرة، طوابع من مختلف العصور، هواتف ومسجلات قديمة، أدوات منزلية مثل الرحى والدولاب والمغزل، ولوحات فنية عراقية وأجنبية، وحتى باكيتات مسحوق غسيل تعود لستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وبدأت الفكرة عام 1990 عندما قرر أسامة الشادي، وهو أستاذ جامعي من تكريت، أن يجمع العملات العراقية القديمة مع شقيقه فضلاً عن صديقهم الحاج خالد، ثم تطورت الهواية لتشمل الأنتيكات وكل ما له علاقة بتراث أهل المدينة، وبعد توقفٍ دام سنوات بسبب الظروف الاقتصادية، عادوا بقوة بين عامي 2015 و2016، وبدأوا بجمع كل المهتمين من المدينة، حيث تعرفوا على بعضهم من خلال مواقع التواصل أو اللقاءات المباشرة، حيث كان أسامة يبادر بتبادل معلومات الاتصال مع من يلاحظ اهتمامه بالتراث، واليوم تتكون المجموعة من 15 إلى 16 شخصاً، بينهم من يهتم بجمع العملات، الطوابع، الصوتيات، وحتى اللوحات الفنية.

تفاصيل:

أغلب القطع جاءت من منازلهم، كالمقتنيات التي ورثها أسامة من والدته، ثم بدأوا بشراء القطع من الأسواق، أو الحصول عليها كهدايا من زوّار المعرض، لكن شراء القطع يشكل المصدر الأساسي للمجموعة، إذ يصعب الحصول على البعض منها بسبب ندرتها وارتفاع أسعارها، مثل العملات الملكية أو الطوابع النادرة، ومن بين أندر القطع التي يمتلكونها هاتف يعود لعام 1895، ومجموعة مسكوكات صادرة من البنك المركزي، إضافة إلى لوحات قديمة لفنانين عراقيين، والهدف من المعرض ليس فقط جمع الأنتيكات، بل خلق ملتقى لمحبي التراث، يتبادلون فيه المعرفة ويعرضون ما يملكون أمام الزوار ليُطلعوا الجيل الجديد على تاريخ الأجداد.

أسامة الشادي – جامع أنتيكات، لشبكة 964:

بدأت هوايتي بجمع العملات العراقية، ثم انتقلت إلى جمع الأنتيكات لإشباع طموحي وحبي لتراث أهلنا.

أول تجربة كانت عام 1990، وشاركني فيها شقيقي مع صديقي الحاج خالد.

توقفنا لفترة بسبب الظروف الاقتصادية، ثم عدنا ما بين عامي 2015 و2016 بنشاط أقوى.

جمعت المهتمين بهذه الهواية، وأصبح عددنا الآن يتراوح بين 15 إلى 16 شخصاً.

الأعضاء متنوعون، بين من يجمع العملات والطوابع، ومن يهتم بالأنتيكات والصوتيات.

تعرفت على المهتمين من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو التواصل المباشر في المدينة.

البداية كانت القطع من ممتلكات أهلنا، مثل الرحى والمغزل والدولاب، وهي تعود لوالدتي رحمها الله.

لاحقاً بدأنا نشتري كل ما يتعلق بتراثنا، وبعض الزوار قدموا لنا هدايا، لكن الشراء هو المصدر الأساسي.

المكان الذي أنشأناه يشبه المتحف، وهو أيضاً ملتقى لنا لتبادل الأفكار والحديث عن كل ما هو جديد في الهواية.

نجتمع عادة بعد العصر أو المغرب، أي بعد انتهاء الدوام في دوائر الحكومة.

شاركنا في عدة معارض، لكن المشاركة بالقطع الكبيرة صعبة بسبب خطر الفقد أو الكسر.

نشارك عادة بفئة العملات لسهولة نقلها، والمعرض متاح لزيارة المواطنين للاطلاع على تراث الآباء والأجداد.

نمتلك عملات نادرة، لكن بعضها يصعب اقتناؤه بسبب ارتفاع أسعارها، مثل العملات الملكية.

من أقدم العملات لدينا الليرة العثمانية والخمس قروش، تعود لسنة 1332 هجرية (أي قبل حوالي 100 عام).

نحتفظ أيضاً بعملات عراقية صدرت عام 1931، مثل الريال الذي صدر مرة واحدة فقط.

أقدم قطعة تراثية نمتلكها، فهي الرحى التي ورثتها والدتي عن جدتي، أي أنها متناقلة بين الأجيال.

لدينا أيضاً جهاز هاتف من إنتاج عام 1895، أي عمره حوالي 130 سنة.

لا يمكننا اقتناء قطع يتجاوز عمرها 200 سنة، لأن القانون يمنع ذلك.

أسامة محمد – جامع طوابع:

بدأت هوايتي بجمع الطوابع عام 1989، عندما كنت في العاشرة من عمري.

تأثرت بوالدي، فقد كان يمتلك مجموعة كبيرة من الطوابع.

جذبني شكل الطابع بسبب حجمه الصغير وصوره وألوانه وأفكاره المتنوعة.

الطوابع تصمم عادة حسب المناسبة أو الفكرة التي يريد المصمم إيصالها، منها التذكارية ومنها العلمية والحيوانية والنباتية.

قسّمت مجموعتي إلى ثلاثة أقسام، الطوابع العراقية، والعربية، والأجنبية.

لدي أكثر من 30 ألبوماً جمعتها خلال 30 سنة من العمل بهذه الهواية، لكن تركيزي الأكبر على الطوابع العراقية.

جزء كبير من مجموعتي ورثته عن والدي، والباقي جمعته بالمراسلات قديماً أو التواصل الحديث حالياً.

أندر مجموعة لدي هي طوابع الاحتلال البريطاني للعراق واحتلال الموصل، وتعتبر من أوائل الإصدارات النادرة.

لا أستطيع تحديد سعر دقيق، لكن مثلاً مجموعة احتلال الموصل بحالة مستعملة تساوي بين 40 إلى 50 دولاراً.

الطوابع الأجنبية التي أملكها ليست نادرة جداً، فالنادرة منها تباع في المزادات وتُرفق بشهادات.

رتبت ألبومي حسب التسلسل التاريخي، بدءاً من الاحتلال البريطاني للعراق عام 1917، وهي طوابع عثمانية.

تليها الطوابع التي كُتب فيها “العراق” عام 1923، ثم طوابع العهد الملكي الخاصة بالملك فيصل.

ليست كل المجموعات كاملة، وبعض الطوابع غير المتوفرة تعتبر نادرة جداً.

مثلاً، طابع “واحد ربية” عادي، لكن نسخته التي تحمل “25 ربية” من أندر الطوابع العراقية، ومعظمها خارج البلاد.

ثم تأتي مجموعة طوابع عبد الكريم قاسم، والتي بدأت فيها الطوابع تُلون، وآخر طابع في مجموعتي يعود لعام 2024.

صديق التكريتي – جامع أنتيكات:

المعرض يضم أنتيكات متنوعة، من بينها هواتف ومسجلات وطوابع وعملات ولوحات فنية.

من أندر القطع التي نملكها “باكيت مسحوق غسيل” يعود لفترة الستينات والسبعينات.

نحتفظ أيضاً بمسكوكات قديمة صادرة عن البنك المركزي العراقي.

لدينا لوحات فنية لفنانين عراقيين وأخرى أجنبية.

من أبرز القطع القديمة هاتف يعود إلى سنة 1895، وكان يُستخدم داخل العراق.

المعرض يحتوي كذلك على أجهزة تسجيل وهواتف من سنوات مختلفة، تعبّر عن تطور الأجهزة عبر الزمن.