الصويرة تقتفي آثار الزعيم قاسم وتعرض فيلم “صيرورة الذاكرة”

الصويرة (واسط) 964

في محاولة لتوثيق التحولات الاجتماعية والثقافية التي مرت بها مدينة الصويرة شمالي واسط، عبر محتوى بصري منظم يعتمد شهادات حية للسكان ومواد أرشيفية، عُرض على قاعة منتدى الشباب فيلم “صيرورة ذاكرة” من إنتاج قاسم العبدلي وإخراج الشاب علي رحيم البكري، والذي يندرج ضمن مشروع توثيقي بالتعاون مع باحثين ومؤرخين من أبناء الصويرة، ويهدف إلى إعادة بناء صورة المدينة انطلاقاً من داخلها، وبعيداً عن القوالب العامة في التوثيق، وتوزعت محاور الفيلم على مواقع محددة داخل المدينة، بينها نهر دجلة والسوق الرئيسي، واستعراض طقوس اجتماعية تتعلق بالأعراس ومجالس العزاء، إلى جانب تناوله حياة شخصيات بارزة ارتبطت بتاريخ الصويرة، أهمها الزعيم عبد الكريم قاسم.

قاسم العبدلي – منتج الفيلم، لشبكة 964:

هذا الفيلم يتناول مرحلة من تاريخ مدينة الصويرة تمتد من خمسينيات وستينيات القرن الماضي وصولاً إلى السبعينيات.

يروي الفيلم شهادات من أشخاص مازالوا يعيشون في الصويرة، ومن بينهم السيد علي والد مؤلف كتاب عن تاريخ المدينة، كأحد الأعمال المهمة التي أرّخت ووثقت حياة شخصيات الصويرة من فنانين وشعراء ورياضيين وخطاطين ورسامين وأدباء.

السيد علي قام بتوثيق هذه الذاكرة، بينما يشارك ابنه اليوم كراوٍ ضمن هذا الفيلم، ليسهم بدوره في تسجيل تلك المرحلة الزمنية القديمة.

نأمل إن شاء الله أن ننتج أفلاماً توثيقية جديدة، وأن يحضر أهل الصويرة، وخاصة كبار السن منهم، في عملية التوثيق المستمر لهذا التاريخ، حتى نصنع أفلاماً أخرى عن الماضي، ونساهم نحن أيضاً في حفظه.

علي رحيم البكري – مخرج الفيلم، لشبكة 964:

إيماناً بأن لكل مكان ذاكرة، بنيت محاور الفيلم على أماكن محددة ترتبط بالذاكرة الجمعية لأهالي المدينة، لذلك اخترنا نهر دجلة الذي نطلق عليه اسم “الشط”، كما اخترنا السوق لأنه يحتفظ بكل ذكريات أهالي الصويرة، واخترنا أيضاً عادات قديمة كانت موجودة في السابق لكنها اندثرت مع مرور الوقت وتعاقب الأجيال، ورغبنا في إحياء الذاكرة والتذكير بأن هذه الأمور كانت موجودة ذات يوم.

أردنا أن نلفت النظر إلى أن سكان الصويرة كانوا يحتفلون بأعراسهم بتلك الطريقة القديمة، وأن وراء هذه الطقوس معاني اجتماعية وجمالية تمثل المدينة.

تناولنا أيضاً محاور تتعلق بشخصية الزعيم عبد الكريم قاسم، ذلك الرجل الذي له ارتباط وثيق بمدينة الصويرة، وقد سلطنا الضوء على حياته الشخصية التي لا يعرفها كثيرون خارج المدينة، كقصة حبه في أيام دراسته ولقاءاته وتفاصيله الحميمة مع الآخرين.

كذلك سلطنا الضوء على تفاصيل ترتبط بحقبة الظلام التي عاشها العراق في عهد صدام حسين، حيث تحدثنا عن كيف كان العراقيون يعانون من القمع، في الداخل كما في الخارج، وكيف كان السجناء يعذبون سواء في أوطانهم أو في المنافي.