الديوانية – 964
موكب “المحسن” في شارع المواكب وسط الديوانية، أحد أبرز المواكب الحسينية التي تحيي مراسم عاشوراء، إذ يتميز بخدماته المقدمة للزائرين عبر دلال القهوة وأواني الطبخ القديمة “الانتيكات” ذات الطراز البدوي، ومع حلول ليلة التاسع من محرم، يلفت هذا الموكب الأنظار بطقس فريد من نوعه، حين يقلب القائمون عليه الدلال والقدور ويمتنعون عن تقديم الطعام والقهوة، في رمزية حزينة تستحضر تقليداً عشائرياً قديماً كان يمارس عند وفاة شيخ العشيرة أو أحد وجهائها، ليكون امتداداً شعورياً وتجسيدياً للحزن على مقتل الإمام العباس ومن بعده الإمام الحسين.. ويؤكد القائمون على الموكب أن هذه الممارسة تحولت إلى جزء من الذاكرة العاشورائية للديوانية، التي ما تزال متمسكة بالموروث العربي البدوي الأصيل في التعبير عن الحزن.
تغطياتنا لعاشوراء:
إحسان الهرموشي – مسؤول علاقات ممثلية الشعائر الحسينية، لشبكة 964:
من عادات العرب القديمة أن يتم قلب الدلال والأواني عند وفاة كبير العشيرة أو شيخها، وذلك تعبيراً عن الحزن والألم، كما يعتبر إشارة للضيوف على أن هناك مصيبة وقعت، ولا يتم تقديم القهوة لهم في هذا السياق حداداً على الفقيد.
هذه الممارسات تعد مكملة للشعائر الحسينية، وتقام في اليوم السابع واليوم العاشر من محرم إيذاناً بالحزن.
باسم السعيدي – باحث، لشبكة 964:
هذا الموروث مستمر منذ القدم وحتى اليوم، حيث كانت تقلب الدلال قديماً عند وفاة زعيم أو شيخ العشيرة، للدلالة على فقدان أهم شخصية فيها.
وكيف لا تقلب اليوم حزناً على الإمام الحسين عليه السلام؟، الحزن على مصيبته حاضر في جميع المحافظات الجنوبية، وحتى في بعض المناطق الغربية، ولا سيما في الديوانية التي ما زالت متمسكة بالموروث العربي الأصيل في التعبير عن الحزن، ففقد الإمام الحسين يعد فقداً لأعظم رجل في تاريخ الأمة.