عمرها ألف عام من أيام الشريف الرضي
شعيرة “كندي كلو” حفظها السادة الخلخالي.. مسير بطيء بوقار مع الشموع بين أزقة الكوفة
الكوفة (النجف) 964
قبل ألف عام أو أكثر قليلاً، كان الشريف الرضي، الشاعر العلوي صاحب القبر المعروف في الكاظمية، يقيم العزاء على جده الإمام الحسين بالسير بين الطرقات والأزقة حاملاً الشموع وهو يردد الشعر رثاءً واستذكاراً للمصيبة، وبعد 10 قرون تلت ذلك، استلهمت أسرة السادة آل الخلخالي هذا الطقس لتأسيس الموكب الشهير في الكوفة بـ “الكاندي كلو” مطلع القرن العشرين، وهي عبارة من الثقافات التركية القديمة، وتستمر هذه الشعيرة حتى هذه الأيام، حيث يُحيي أهالي المدينة هذه الشعيرة صغاراً وكباراً وشَيَبَة سنوياً، بحمل الشموع والتجول في الطرقات مع ترديد القصائد الحسينية والمرثيات التي تليق بمقام الحزن.
قصصنا عن عاشوراء 1447
أحد المشاركين في الموكب، لشبكة 964:
يعد موكب الشموع الشهير بموكب الـ “كندي كلو” واحداً من أشهر المواكب التي تأسست في مدينة الكوفة، وهو أحد الفعاليات الحسينية التي تقوم بها أسرة السادة الخلخالي، حيث تم تأسيسه مطلع القرن العشرين، ويتميز بملامح حزن خاصة.
استمد آباؤنا وأجدادنا هذه الطريقة من الشريف الرضي الذي كان يجول الطرقات ويرثي الإمام الحسين بالشعر والبكاء، وهكذا سار أسلافنا ونحن اليوم نسير في أزقة وطرقات الكوفة القديمة ونردد شعار “الأرض والسماء تبكي عليك يا حسين.. حزناً عليك بالدماء يا حسين” حاملين الشموع ولاطمين الصدور.
أغلب أهالي الكوفة يحرصون على المشاركة في هذا الموكب لما يحمله من معان حسينية جميلة تربت عليها الأجيال، وأصبح هذا الموكب أشهر من الشهير، فمعظم كبار السن يتذكرون مشاركاتهم حينما كانوا أصغر سناً خلال القرن الماضي، وحرصت أسرة الخلخالي على إخراجه بأفضل طريقة ممكنة، وإن شاء الله يستمر وتتربى عليه الأجيال الجديدة.