ذكرى ميلاده الـ 150

بغداد تناقش كتب “توماس مان” وألمانيته الصعبة في دار المدى

شارع المتنبي (بغداد) 964

أقام بيت المدى للثقافة والفنون في شارع المتنبي وسط بغداد، جلسة نقدية بمناسبة مرور 150 عاماً على ولادة الكاتب الألماني الشهير توماس مان، أحد أبرز رواد الرواية الحديثة في الأدب الألماني، وصاحب الأعمال الخالدة: الدكتور فاوستوس، يوسف واخوته، موت في البندقية، والجبل السحري، حيث شارك في الجلسة الدكتور بهاء محمود علوان، أستاذ الأدب الألماني في كلية اللغات – جامعة بغداد، والناقد السينمائي علاء المفرجي، فيما قدّمها وأدارها الدكتور أحمد حسين الظفيري، وتناول المتحدثون خلال الجلسة مسيرة توماس مان الأدبية، وتأثيره الكبير في تشكيل الرواية الألمانية الحديثة، إلى جانب استعراض إسهاماته الفكرية والفلسفية، وكم أن لغته الصعبة أبعدت كثيراً من المترجمين عن أعماله على عكس كثير من المفكرين والكتاب الألمان الذين كتبوا بلغة أيسر.

بهاء محمود علوان – أستاذ الأدب الألماني في كلية اللغات في جامعة بغداد لشبكة 964:

الأدب الألماني أدب عريق، وقد مر بمراحل متعددة، لو أطلعنا على كتاب “الأدب الألماني عبر العصور”، سنلاحظ أن الأدب الألماني بدأ من فترة الكلاسيكية والرومانسية، وأنه قدم لنا أدباء عظام مثل شيلر وغوته وليسينغ وهيردر، كما قدم لنا فلاسفة كبار مثل نيتشه.

كان توماس مان يستند إلى إرث حضاري وثقافي كبير جداً، وقد استطاع توظيف هذا الإرث الثقافي والأدبي توظيفاً رائعاً في مجال الرواية والسرد الروائي، فكان من رواد الحداثة في الرواية الألمانية، ويُعد مؤسساً لعصر الحداثة في الأدب والرواية الألمانية.

الأعمال الأصيلة لا تموت؛ فمثلاً ، أعمال شكسبير ما زالت قائمة، وأعمال غوته من القرن الثامن عشر ما تزال حاضرة، ومسرحية “اللصوص” التي كتبها شيلر كانت شعلة ألهمت الثورة الفرنسية وما زالت تُقرأ حتى اليوم.

الأدب الرصين والمتجذر لا ينطفئ، أما الأدب اللحظي أو السطحي أو المرتبط بموجة معينة، فهو ينتهي بانتهاء تلك الموجة.

كل رواية لها هدف معين. في رواية “دكتور فاوستوس”، كان الهدف منها هو تقديم فلسفة مضادة لفلسفة ديكارت، الذي كان يرى أن الإنسان لا يستطيع الوصول إلى مبتغاه إلا من خلال قوة خارقة.

أما توماس مان، فقد قدم من خلال الرواية تصوراً بأن الإنسان يملك قوة خارقة في داخله، وأنه قادر على تحقيق أهدافه بالاعتماد على ذاته.

كان توماس مان أديباً فيلسوفاً وفيلسوفاً أديباً. والسؤال الذي طُرح في بداية الجلسة: هل كان فيلسوفاً استخدم النص الأدبي، أم أديباً قدم نص فلسفي؟، في الواقع، هو كان الاثنين معاً.

في الوطن العربي، وتحديداً في العراق، يهتم القراء بأدب غوته أو ليسينغ، أو أدب هاينرش بول وڤولفغانغ بورشرت، وقد ترجمت شخصياً كتباً للأخير.

لكن أعمال توماس مان تتميز بصعوبة لغتها في الأصل الألماني، وهذا ما جعل الكثير من المترجمين يتنحون عن ترجمتها، كما أن القراء لم يتح لهم الوصول إلى ترجمات كافية ورصينة لهذا الكاتب الكبير.

علاء المفرجي – ناقد سينمائي، لشبكة 964:

بمناسبة مرور 150 عام على ولادة توماس مان، أقامت “دار المدى” اليوم جلسة نقدية عن الكاتب الألماني الشهير، صاحب روايات “الدكتور فاوستوس”، و”موت في البندقية”، و”الجبل السحري”.

من المعروف عن الأدب الألماني أنه دائماً ما يمازج نتاجه الإبداعي بالأدب العربي فغوته، وتوماس مان، وحتى ستيفان تسفايغ، انفتحوا على هذا التلاقح الثقافي مع الأدب العربي.

المداخلة الأساسية التي قدمها الدكتور بهاء كانت نظرة بانورامية شاملة على جميع أعمال توماس مان.

أما المداخلات الأخرى، فقد تناولت غياب اقتباس المسرح العراقي لأعماله، إذ لم يتم تقديم أعمال توماس مان على المسرح بالشكل المطلوب.

حتى في السينما والمسرح العربي، تم اقتباس بعض الجوانب من أعماله، ولكن على مستوى السينما تحديداً ، لم يتم الاستفادة من أعماله كما ينبغي.

Exit mobile version