رسالته دافئة صادقة إلى الشباب

لاحظ الفرق بين تفكير الرجل والمرأة.. صانع عطور الزعفرانية يشمّ ولا يرى!

الزعفرانية (بغداد) 964

مرتضى ماجد، شاب ضرير في العشرينيات، يهوى العطور منذ الصغر، فقدانه للبصر حفّز بقية حواسه وعلى رأسها الشم، ولذا طوّر مهاراته في اللمس والشم والتحسس، ويدير اليوم “عطور مرتضى المركزة” وهو واحد من أهم متاجر العطور في منطقة “سعيدة” في الزعفرانية، ويسجل مرتضى ملاحظات على الفرق بين طلبات الرجال والنساء في شأن العطور، فالرجال لا يعرفون ما يريدون.. وطلباتهم محيّرة لأن عطوراتهم عشوائية وأحياناً لا يتذكرون أسماءها، أما النساء فيعرفن تماماً ما يطلبن، ويذكرن أسماء عطورهن السابقة بما يسهل على مختص العطور أن يقترح لهن عطوراً تشبه أمزجتهن، وإلى جانب هوايته هذه، فهو معلم كذلك، ويوظف مهارات المزج والانتقاء في مهامه التربوية مع التلاميذ، ورغم الأعباء الكبيرة التي يخلقها الانشغال بمهنتين، غير أن ابتسامته ما تزال جميلة، أما معنوياته فتبدو أجمل مع ابتسامته وكلماته الدافئة والصادقة.

مرتضى ماجد – صاحب محل عطور، لشبكة 964:

كانت بدايتي مع العطور منذ الطفولة، فكان لدي شغف كبير فيها وكنت أجمع الأموال منذ الصغر لشراء العطور بدلاً عن الألعاب أو الحلويات وكنت أمزجها على يدي بشكل عفوي ولم أكن أعرف أن هناك تركيبات منوعة، حتى تمكنت من فتح محل بسيط بهذه الهواية، وأول عطر خلطته كان (غرام+هاواي).

أميز العطور وأنواعها من خلال أماكنها لأنني أرتبها بالتسلسل، بالإضافة لحاسة الشم التي تساعدني في التعرف على نوع العطر.

أما أصعب تحدي لي في هذه المهنة هو ذوق الزبائن لأني أواجه مزاجيات صعبة وأذواقاً مختلفة، فالرجال ذوقهم أصعب من النساء لأنهم لا يعرفون ماذا يريدون، أما النساء من الممكن أن تأتي بعلبة العطر التي تستخدمها سابقاً وتطلب مثلها، أو توحي لي بشريحة العطور التي تفضلها لكي أقترح لها.

أعمل كمدرس والعطور هوايتي، ولدي قاعدة بأنني إذا استطعت تغيير فكرة طالب أو مساعدته على تحديد هدفه حتى لو كان 10 طلاب من أصل 300 طالب فإني أعتبر نفسي قد حققت منجزاً.

نعم هناك تعب وضغط في وظيفتي وعملي في العطور، ولكن عندما تجتمع صفة الحب بين المهنتين سوف تزول الصعاب، ورسالتي للشباب الذين يواجهون صعوبة في الحياة أو في تحقيق أحلامهم، فأقول مستحيل تحقيق الحلم في حالة بقائك نائماً، أما إذا حاولت وعملت فسوف تزول كلمة مستحيل ويتحقق كل شي تعتقد بأنه صعب أو مستحيل.

أحمد باسم، زبون:

أستاذ مرتضى إنسان راقي وخلوق وعطوره جميلة، عندما آتي إلى هنا لشراء عطر أعاني من مسألة الاختيار لذلك أطلب من الأخ مرتضى مساعدته واختياره لعطر مناسب لي وهو إنسان محترم سواء كان بتعامله داخل المحل أو في المنطقة.

Exit mobile version