الأورفلي (بغداد) 964
مصطفى (17 عاماً) يتعاطى المخدرات منذ عام ونصف، والى جانبه يرقد علي الذي يكبره بسنتين، ورغم صغر السن إلا أنهما يملكان الإرادة الكافية لمحاولة الالتحاق بـ 38 ألف مدمن أقلعوا عن التعاطي بعد مراجعة مستشفى العطاء في مدينة الصدر ببغداد، ورغم أنه يخلو من أقسام مخصصة لرقود النساء، إلا أن أكثر المراجعين هم من المدمنات اللاتي يتلقين العلاج عبر مراجعات أسبوعية، حسب مسؤول أمن المستشفى الذي لاحظ ارتفاع نسب تعاطي النساء مقارنة بالرجال.
“كمپ ترك اعتياد”.. عراقيون شجعان يتعافون من المخدرات في إيران (صور)
أفغاني في النجف يبعد الشباب عن المخدرات بالقفز على الجدران (فيديو)
علي كريم – طبيب مقيم في المستشفى، لشبكة 964:
يقع مستشفى العطاء في قاطع صحة الرصافة في مدينة الصدر، ويعمل بالمجان بشكل كامل، وتمكنا من معالجة 38 ألف حالة إدمان مخدرات خلال 3 سنوات.
نستقبل حالات الإدمان من كافة الأنواع، والمرحلة الأولى من استلام المريض تكون في الاستشارية لعمل تحاليل الإدرار اللازمة لمعرفة نوعية المخدر الذي يتعاطاه، بعدها نبدأ بتسجيل التاريخ المرضي له ونباشر بالعلاج حسب الحالة.
بعض الحالات تحتاج الى رقود مستمر في المستشفى، وبعضها الآخر بحاجة الى مراجعات أسبوعية فقط، وحتى بعد مغادرة المستشفى بالنسبة للراقدين بالإمكان أن تكون لهم مراجعات أسبوعية أيضاً.
المراجعات الأسبوعية تقسم الى أسبوع لأهالي بغداد وأسبوع للمحافظات، ونستقبل الحالات من كل أنحاء العراق جنوباً وشمالاً كذلك.
العلاج يعتمد على تعاون المريض ورغبته بالتشافي ونحن نساعده في ذلك خلال فترة رقوده او مراجعته الأسبوعية.
علي – أحد الراقدين في المستشفى:
أنا من مواليد 2006 وأتعاطى الكرستال منذ عامين، وكنت أترك التعاطي لأيام ولكن أعود مرة أخرى ولا أسمع نصائح أهلي بالذهاب الى المصحات العلاجية.
باشرت بالعلاج منذ 11 يوماً في مستشفى العطاء، وأنا هنا برغبتي وأشعر بتحسن وحالتي جيدة، وبدأت أرى الحياة جميلة وأحس أن المادة المخدرة خرجت من جسمي بالكامل.
أنصح جميع المتعاطين بالعلاج والتخلص من إدمان المخدرات، فأنا مثلكم كنت لا أرغب بالتشافي من الإدمان ولكن أنا الآن أعيش بشكل أفضل بعد أن تخلصت منه.
مصطفى – أحد الراقدين في المستشفى:
عمري 17 سنة، من مواليد 2008، وأتعاطى الحبوب المخدرة منذ سنة ونصف، لكن أدمنت الكرستال منذ 4 أشهر، وقررت أن أتعالج في مستشفى العطاء بعد أن واجهت عائلتي مشاكل كثيرة بسببي.
أتيت برغبتي الى هنا، والكادر يعاملنا بشكل جيد جداً وقاموا بالواجب اتجاهنا، وأشعر بأنني بحال أفضل وأنصح كل المتعاطين بترك طريق الإدمان والبدء بالعلاج والتخلص من المخدرات وآثارها.
أبو مصطفى الساعدي – مسؤول أمن المستشفى:
لا نواجه أي حالات هروب أو تمرد من قبل الراقدين في مستشفى العطاء، لأن الجميع جاءوا برغبتهم طواعية للمباشرة بالعلاج والتخلص من الإدمان.
لدينا استعلامات وتفتيش بالكلاب البوليسية “K9” وحتى الأكل الذي يجلبه الأهالي معهم يخضع للتفتيش الدقيق، وأعتقد أن إجراءاتنا الأمنية هنا هي الأفضل في العراق.
لا يسمح للنساء بالرقود في المستشفى، هناك مراجعات دورية لمن ترغب بالتعافي من الإدمان، وهذه المراجعات تستمر لمدة 6 أشهر، وبمتابعة من الأخصائيين في المستشفى، ونسب النساء المقبلات على العلاج أكبر من نسب الرجال.