بلا انترنت بل كلام كثير بين الأحبة

العمارة بعيون آل “شنّون”.. من ألم التسفير إلى إيران حتى هدوء اليوم

العمارة (ميسان) 964

في قلب السوق الكبير وسط مدينة العمارة، يصمد مقهى شَنّون كأحد أقدم ملامح المدينة، ويبقى شاهداً حياً على التحولات الاجتماعية والثقافية، لا سيما حملة التهجير القسري إلى إيران (التسفير) إبان حكم النظام السابق، حيث تم “تسفير” بعض جيران المقهى، وتغيّرت الأحوال وشكل السوق ورواده ومحاله عبر 5 عقود مضت، حيث كانت نقطة التقاء وجهاء المدينة وشيوخها حين أسسها الحاج شَنّون باسم “مقهى الشرق” في مطلع سبعينيات القرن الماضي، ولكنه حمل اسم مؤسسه لاحقاً بعد أن توارثها الأبناء والأحفاد، ويتحدث صاحبها الحالي محمد شَنّون عن ارتباط مقهاه بذاكرة العمارة وحكاياتها المحلية حتى صار جزءاً من هويتها، ويبقى المكان بعيداً عن الإنترنت والأراكيل وألعاب التسلية ليحافظ على أجواء الحوار والحديث البشري الذي صار نادراً في كثير من الجلسات الحديثة!

محمد شَنّون – صاحب المقهى، لشبكة 964:

المقهى تم تأسيسها على يد والدي منذ السبعينيات، وكانت بإدارته حينها، ولكن بعد أن انتقل إلى رحمة الله، استلمنا إدارتها مع الحفاظ على هويتها وطريقة العمل، وبقي روادها القدامى يزورونها لقضاء أوقاتهم.

مقهانا معروف على مستوى المدينة، والمحافظات المجاورة، لأنها كانت ملتقى لمشايخ العمارة القدامى، ويرتادها بعض الشيوخ لغاية الآن، إضافة الى المتقاعدين وشَيَبَة المدينة وبعض الشعراء كذلك، الى جانب كسبة السوق الكبير.

كاظم الزبيدي – أحد رواد المقهى:

كان معظم شيوخنا يلتقون في هذا المقهى، وهي تمثل جزءاً من تراث العمارة، ونعتز بها كثيراً ونرتادها لقضاء أوقاتنا ولقاء أهل المدينة.

مقهى شنون قديم ويعود تاريخه إلى السبعينيات وتوارثها أبناء شنون من جيل إلى آخر، ويحبها أهل المنطقة لأن شايها طيّب المذاق وأصحابها من أهل المدينة القدامى.

هذا المقهى هو آخر ما تبقى من السوق القديم حيث كان هذا الشارع يعج بالكثير من المقاهي والمطاعم، ولكن بعضها أغلق بسبب موت أصحابها، أو بسبب التهجير القسري والتسفير في زمن النظام السابق نهاية السبعينيات.

Exit mobile version