المشرقي الوحيد في الفاتيكان

العراق برقم 5 والبابا الجديد 4.. ساكو من داخل الطقس السري: هناك صوت زائد!

964

أدلى بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والمشرق العربي الكاردينال لويس ساكو، بتفاصيل نادرة ومثيرة أحياناً حول ما جرى خلال 4 أيام من التصويت لاختيار البابا الجديد ضمن طقوس تتمتع بالسرية تاريخياً في الفاتيكان، وكان الممثل الوحيد لمسيحيي المشرق الكاثوليك، حيث جلس برقم 5 داخل المجمع الانتخابي بينما جلس إلى جانبه الكاردينال الأميركي برقم 4 وهو الذي انتخب لاحقاً كخليفة للبابا باسم ليو الرابع عشر، وأشار ساكو كذلك في تصريح تلفزيوني أن أحد الكرادلة صوت ببطاقتين خلال الجلسة الرابعة ما أثار بعض اللغط والتأخير!

ساكو أوصى البابا الجديد بالشرق الأوسط أثناء التهنئة: ليكن في فكرك وقلبك وأولوياتك

العالم ينتظر ظهور البابا من الشرفة بعد قليل.. هذه تفاصيل العملية فائقة السرية!

ونقلت البطريركية الكلدانية، القصة الكاملة لانتخاب البابا الجديد برواية الكاردينال ساكو، وتابعتها شبكة 964:

شاركتُ في الاجتماعات العامة للكرادلة الناخبين والمتقاعدين (تقريبا 185) كانت المداخلات متنوعة وغنية، تنصبّ على أولوية وحدة الكنيسة والمحافظة على عقيدة الإيمان والقرب من الناس والتخفيف من معاناتهم خصوصاً حيث الحروب والصراعات، وضرورة وقف الحروب وتحقيق السلام.

اتفقت اُمنيات المتداخلين في كلماتهم وانا من بينهم على أن تكون هذه من أولويات البابا الجديد.

سادت اللقاءات، التي دامت أكثر من اسبوع، أجواء الصلاة والاخوّة وروح المسؤولية والاحترام المتبادَل بعيداً عن أي تكتّل أو توتّر أو انقسام. الجدير بالذكر، أنه تم سحب هواتف المشاركين وقطع الانترنت منذ صباح اليوم الأول لبدء الانتخاب (7 أيار) لكي يكون الانتخاب معزولاً وبعيداً عن التأثيرات الخارجية.

بدأ الكونكلاف، أي مجمع انتخاب البابا الجديد بمراسيم نادرة وفي غاية الدقة والروعة. افتتحناه بالقداس الصباحي تلاهُ الإرشاد والتصويت بعد الظهر. ترتيب الجلوس حسب النظام المُتَّبع: الكرادلة الذين يحملون صفة الاُسقف وهم أربعة ثم البطريرك واحد، يليه الكرادلة الكهنة والكرادلة الشمامسة، بحيث بلغ العدد 133 وتغيب اثنان بسبب المرض. بعد خروج المُرشد اُغلق باب كنيسة السيستين المُزينة بلوحات الفنان ليوناردو دافنشي (المتوفى في 2 أيار 1519) عن عمر ناهز السابعة والستين والفنان الإيطالي مايكل أنجلو (المتوفى في 18 شباط 1564) عن عمر ناهز الثامنة والثمانين.

ما حصل في الكونكلاف غير ما بثته وسائل الإعلام من تكهُّنات وتمنيّات حالة طبيعية، إذ ان كل بلد فيه كاردينال يتمنى شعبه بأن يكون هو البابا الجديد كما حصل في العراق وإيطاليا والفلبين وفرنسا وهنغاريا.. الخ. هذا أمر طبيعي بعد وفاة البابا السابق، وهذا ليس فيه أي تدنيس أو انتهاك لحرمة البابا الراحل أو اي انتقاص من مكانته في قلوبنا.

وزِّعت علينا بطاقة التصويت وهي من (كارتون) يميل لونها إلى الأصفر وعليها الشعار البابوي وعبارة انتخاب البابا الجديد. وكل واحد من الكرادلة يكتب اسم الشخص المرشَّح ورقم تسلسله بحسب قائمة الجلوس ويرفعها بيده اليسرى ويسير إلى المذبح ويؤدي القسم ويضع البطاقة في الإناء الفضي الخاص والمصنوع بشكل فني ثم يعود إلى مكانه. وهذه العملية تستغرق أكثر من نصف ساعة.

ثم يتم اختيار ستة كرادلة (بالقرعة) لقراءة البطاقات وتسجيل أسماء المرشحين وقراءتها بصوت مسموع على الميكروفون. وهكذا الجلسات الأخرى.

اما الجلسة الأخيرة التي حصل فيها الكاردينال المُرشَّح – على أكثر من 89 صوتاً (ثلثي العدد). فظهر الدخان الأبيض، الذي كانت تترقب ظهوره الجموع المحتشدة (نحو نصف مليون شخص) في ساحة القديس بطرس.

فضلاً عن حضور العراق في الكونكلاف بشخص البطريرك لويس روفائيل كاردينال ساكو، حاملاً في قلبه امنيات الشرق الأوسط، وعن ذكر اسم العراق أيضاً في كلمة عميد الكرادلة. كذلك رفرف علم العراق بشموخ وفخر واعتزاز كبير في ساحة القديس بطرس عند إطلالة البابا الجديد لاون الرابع عشر.

داخل القاعة وبعد انتهاء جرد الاصوات، كانت هناك رتبة صلاة شكر، ثم سأل رئيس الجلسات باللاتينية الكاردينال المُنتَخَب: هل تقبل ان تكون البابا الجديد؟ أجاب:“نعم أقبل“. وما الاسم الذي تختاره لك كحَبرٍ أعظم؟ أجاب:“لاون الرابع عشر“، فاستغرب بعض الحضور لان الكاردينال المُنتَخَب راهب اُغسطيني، لكنه اختار اسم لاون لأن هناك بابا قديس اسمه لاون الكبير، ثم البابا لاون الثالث عشر الذي توفي في1903 والذي يُعَد من البابوات العِظام في الانفتاح على العالم الثقافي والاجتماعي والسياسي. وقد أصدر رسالة عامة “الشؤون الجديدة”Rerum Novarum عام 1891. تناول فيها مواضيع العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والفقراء واستمر في خط إصلاحي.

بعد ذلك صفق الكرادلة تعبيراً عن فرحتهم وقدموا تهانيهم وتمنياتهم. ثم قاده المطران المسؤول عن المراسيم إلى غرفة صغيرة في كابيلة السستينا حيث ارتدى الملابس الحبرية وكانت هناك ثلاث حُلَلْ مُعَدَّة من قبل الخياط: بقياسات مختلفة (small, medium and large).

وعندما خرج بحلّته البابوية الكاملة وقف في الوسط، فتوجَّه اليه الكرادلة الواحد تلو الآخر للتهنئة وتقديم الطاعة. ثم سُلِّمت إليه وثيقة انتخابه الرسمية، وانتقل بعدها إلى شرفة كنيسة القديس بطرس، ليعلن كبير الكرادلة بشرى انتخاب البابا الجديد الذي سيحمل اسم “لاون الرابع عشر”، ثم حيّا البابا الجديد الجماهير المحتشدة وباركهم.

بصراحة هذا حدَث فريد جداً، بهذه المراسيم البديعة المرتبة بدقة متناهية، تتميز بها الكنيسة الكاثوليكية الجامعة.

خلال أيام الانتخاب، أسعدني جداً جلوسي على يمينه بحسب تسلسلي في مصاف الكرادلة، إذ كان هو الرابع وأنا الخامس، مما أتاح لنا فرصة لنتكلم ونمزح، وحصل نفس الشيء أثناء تناول وجبات الطعام في دير القديسة مارتا.

انطباعي عنه: شخص متواضع ومنفتح، يصغي ويتحاور. وفي تهنئتي له قلت: ليكن الشرق الأوسط في فكرك وقلبك وأولوياتك.

الكنائس الشرقية: أمل أن يكون البابا لاون الرابع عشر قريباً من كنائس الشرق الأوسط ليهتم بها ويعينها على مواجهة التحديات المصيرية في ظل الأزمات المتراكمة والضاغطة في المنطقة، لكن هذا سيتحقق حين تتوحد هذه الكنائس في مواقفها، مطالبةً الكرسي الرسولي باحترام خصوصيتها وإداراتها ومجامعها. نحن جزء من الكنيسة الكاثوليكية ولسنا أقلية. والتاريخ يشهد ان المسيحيين الشرقيين هم جذور المسيحية وكان لهم دور ريادي في حمل رسالة الإنجيل إلى العالم.

الكاردينال ساكو يغادر إلى روما للمشاركة في التشييع وانتخاب البابا الجديد

هشام داود يكتب عن البابا الجديد وترامب ويقارن الفاتيكان بالحوزة

البابا الجديد سيواصل العلاقة مع العلمانيين.. جانب من سيرة “ليو 14”

ترامب سعيد جداً بالبابا الأميركي: فخر كبير جداً أن يحمل جنسية بلادنا

أول صورة للبابا الأميركي.. ليو 14 يلوح إلى ملياري كاثوليكي في العالم

أول صورة للبابا الأميركي.. ليو 14 يلوح إلى ملياري كاثوليكي في العالم

ساكو عن انتشار أسماء مرشحين لخلافة البابا: تكهنات طبيعية تدل على محبة الناس

العراق يعلن دعمه للكاردينال ساكو خلفاً للبابا فرنسيس

Exit mobile version