بوصلة للمجتمع وتنبيهاً للسلطات
إطلاق مبادرة “عراقيون” لتشكيل مرجعية مدنية بعيداً عن الاصطفافات السياسية
الكرادة ( بغداد ) 964
أعلنت نخبة من المثقفين والناشطين والأكاديميين العراقيين، السبت، إطلاق مبادرة وطنية مدنية بعنوان “عراقيون”، تهدف إلى الإسهام في تصحيح المشهد العراقي العام، عبر تقديم رؤية وطنية مستقلة تمثل مصالح المجتمع وتطلعاته، وأوضح المنظمون أن مساعيهم تستهدف تكوين جماعة ضاغطة من مختلف النخب العراقية بعيداً عن الاصطفافات السياسية، في محاولة لخلق مرجعية ثقافية توازي الصوت السياسي التقليدي، وتدعم قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة .
جمعية الدفاع عن حرية الصحافة تناقش تقريرها السنوي وتستعرض ورقة الشيخ ماجد
سعدون محسن – كاتب وإعلامي، لشبكة 964:
نحن نريد أن نعلن عن مواقف تمثل النخبة وتمثل المثقفين فيما يجري في البلد، ولا نترك المواقف محتكرة للسياسيين؛ لأن البلدان الحديثة لا تكون المواقف فيها محتكرة للسياسيين، ويجب أن تكون هناك رقابة شعبية يمثلها المثقف والخبير والاقتصادي والفنان، يعلنون عن مواقفهم إزاء الأحداث وعن قراءتهم الخاصة لها، وبالتالي الناس تسترشد بهم.
نريد خلق بوصلة للمجتمع العراقي، تعلن عما يجب أن يفعلوه ونعلن لهم عن تفسيرنا ونقاشنا للأحداث.
سوف نعلن عن مواقفنا، وربما نشكل وفوداً تحاول أن تؤثر على مواقف السياسيين، وربما تذهب لمؤسسات الدولة، وتذهب للقضاء، وتذهب للسلطة التشريعية، في إطار بلورة مواقف وفي إطار التأثير على الأحداث.
المبادرة غير ممولة، وحتى هذا المؤتمر قمنا بجمع مبلغ زهيد كمثقفين وأكاديميين.
نحن ليس لدينا وسيلة غير إعلان الموقف.
دولفان برواري – محامي وصحفي:
مفهوم التغيير يجب أن يكون عن طريق الحكومة، هذا مفهوم سلطوي يحدث عادةً في البلدان التي تشعر بها أن هناك هيمنة من السلطة على كافة مفاصل الدولة.
المبادرة بدأت من مجموعة من النخب الثقافية والاجتماعية التي كان لها مواقف في حالات تحتاج إلى موقف، مثلًا بخصوص الحقوق والحريات أو بخصوص وضع يمر به البلد، وبالتالي خرجت مجموعة من البيانات من هذه الشخصيات، واجتمعت آراؤهم على توجه معين، فوصلنا إلى نقطة: لماذا لا نستحدث منصة تكون معبرة عن الرأي العام من خلال النخب الموجودة، تكون أشبه بالتحذير من أي انحرافات عن مسار الديمقراطية أو عن مسار حقوق الإنسان أو انهيار السلطة أو توجهات ممكن أن تكون مضرة بهذا البلد من كافة النواحي.
الهدف الأساسي أن تكون المبادرة كالمرجعية للمواطن لمعرفة الرأي السليم والصواب في القضايا التي تخصه.
ثانياً، ستكون أشبه بالتنبيه للسلطات في حال حدوث أي مشاكل معينة، حيث تكون هناك جهات تعتبر أشبه بالرأي العام أو أقرب إلى الرأي العام لها رأي في هذا الموضوع، بالتالي لا تتصرف السلطات بعيدًا عن المجتمع.
منصة “قرار” ربما هدفها جمع إحصائيات، ولكن منصة “عراقيون” ستكون عبارة عن آراء تخص الواقع العراقي بشكل مباشر ودقيق وموجه حقيقي بدون أي رتوش. هي ليست صحافة، بل مواقف. موقفنا نحن كعراقيين مما يحدث حولنا.
قضية المهندس بشير، مثلًا، هي نوع من أنواع الانتهاكات التي يتعرض لها المواطن في داخل السجون، ومن ضمنها التعذيب، فممكن أن يكون لنا بيان كامل عن وقف الانتهاكات، هذا كمثال، أنا لا أعني بالضرورة أن لنا بياناً الآن، ولكن كان لنا بيان سابق قبل أن تبدأ المبادرة، نفس النخب، عن الحريات.
منتظر ناصر – كاتب وصحفي:
المبادرة تسعى حقيقة لتأسيس مرجعية ثقافية وتكون كصوت موازٍ لصوت السياسي، خصوصاً بعد الإخفاق الذي بان على العملية السياسية طيلة عقدين وأكثر، فكان لا بد من صرخة للمثقف بكل أشكاله، بكل مهنة، بكل شرائحه، من أن يقول كلمته في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة الراهنة، التي ربما ستكون مصيرية بالنسبة لبلدنا وشعبنا، فكان على المثقف أن يقول كلمته في هذه المرحلة الحاسمة.
المبادرة تشمل كل المساهمين في الحقل الثقافي والفكري والفني والأدبي وكل أشكال الإبداع والثقافة.
هذا التشكيل ليس انتخابياً وليس سياسياً، وإنما هو لتصحيح مسار، وربما يتحول في مستقبل الأيام القادمة إلى مجموعة للضغط على السياسيين لتعديل أو تصحيح المسار السياسي الذي شهد الكثير من الإخفاقات والاعوجاج في المرحلة الماضية.