"امتداداً لنهج والده"
خطيب الكوفة: الصدر يرفض السلطة حين تكون أداة فساد لا وسيلة حق
النجف – 964
قال خطيب وإمام جمعة الكوفة، السيد كاظم الحسيني، خلال خطبته اليوم الجمعة، إن موقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر برفض المشاركة في عملية سياسية تهيمن عليها قوى الفساد، يأتي امتداداً لنهج المرجع الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر، الذي واجه الاستبداد وأعاد إحياء الخطاب الإصلاحي في مواجهة السلطة، مشيراً إلى إلى أن الحكومات الفاسدة، قديماً وحديثاً، تتقاسم الثروات على حساب إفقار الشعب، بينما لا يجد أتباع محمد وعلي قيمة للسلطة ما لم تكن وسيلة لإقامة الحق ودفع الظلم، مؤكداً أن النهاية مهما امتد البذخ والثراء ستكون في “قبر ضيّق”.
جاء ذلك في نص الخطبة الكاملة، تابعتها شبكة 964:
أكد خطيب وإمام صلاة جمعة مسجد الكوفة المعظم فضيلة السيد كاظم الحسيني (دام توفيقه) اليوم 26 شوّال 1446 الموافق 25 نيسان 2025 أن الحكومات الفاسدة في كل زمان تتقاسم الثروات على حساب خراب البلد وافقار الشعب، فيما بين أن النهاية ستكون في قبر ضيق المساحة.
وقال الحسيني: إن أكثر ما يقض مضاجع الظالمين والمفسدين في الأرض، أن يوجد في المجتمع جهة صلاح وإصلاح تسعى إلى كفكفة ظلمهم وإزالة فسادهم، ذلك لأن الظالم بطبيعته يعتاش على نهب حقوق الناس، عبر خداعهم بشتى السبل، وابقائهم صمًا بكمًا خاضعين لسلطته.
وأضاف: ومن هنا نلحظ الرعب الشديد الذي عاشته الأنظمة الظالمة لبني أمية وبني العباس بسبب وجود أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، لأن خلفاء الجور سعوا لاستعباد الناس، فيما ينتهج أئمة أهل البيت منهج تحرر البشر من كلّ عبودية من دون الله، وأن يترّقى الناس في المعارف والعلوم، وأن تسخر موارد الطبيعة لسعادة البشرية، وهذه الأمور لا تنسجم مع توجهات الظالمين وأحلامهم المريضة.
وأوضح: لقد قامت حكومات الظلمة الأمويين والعباسيين بنهب أموال الناس وتدمير البنية الاقتصادية لهم، وحرمانهم من مظاهر العمران والتمدن، من خلال فرض الضرائب المجحفة، وهذه السياسة التعسفية تمارسها الأنظمة الظالمة لإلهاء الشعوب بتحصيل قوتها.
وتابع إمام الجمعة: وهذا ديدن تسير عليه الحكومات الفاسدة في كل زمان حيث يتقاسم الظلمة ثروات البلاد وخيراتها بينهم بالاستثمارات والخصخصة وبيع الموارد الطبيعية لتتضخم أموالهم الشخصية على حساب خراب البلد وافقار الشعب، فأين الرحمة للرعية واللطف بها وقد تركها الظالمون فريسة للمؤسسات الرأسمالية المتوحشة بعد رفع الدعم الوطني عن المستشفيات والمدارس والخدمات العامة.
وأكمل: وما دمنا نعيش ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) فإن خلفاء الجور كانوا ينظرون إلى الإمام بريبة وحذر، كونه ليس راضيًا بسياسة البطش والنهب التي تمارسها السلطة، وكونه ينشر الوعيَ بين تلاميذه وسائر الناس برفض الظلم ورفض الاستعباد، وقد أدى رسالته تلك وسلاطين بني العباس يراقبونه ويضيقون عليه، ويتوجسون خيفة منه على عروشهم التي بنيت على جماجم الناس وفقرهم.
واسترسل: وكم حاول أبو جعفر المنصور احتواء الإمام الصادق (عليه السلام) وتقريبه للسيطرة عليه ومنع تأثيره المبارك على الأمة، ولكن الامام أفشل هذه الممارسات الماكرة، وعلى ذلك المنهج المحمدي كان حفيد الصادق (عليه السلام) الشهيد السعيد السيد محمد الصدر (قدس سره)، الذي مَن الله تعالى به على الشعب العراقي رافعاً علم الهداية والرشد، وباعثًا في التديّن وعيًا حرًا ومفكرًا.
وواصل خطيب الكوفة: ليكسر بفأس التوحيد أصنام الوهم المقدس وأوثان الأفكار البالية ويفتح مغاليق الفكر على جواهر المحجة البيضاء المحمدية وينقذ أجيالًا من مستنقعات الذل والامتهان يدلك على ذلك مطالبته العلنية من جمعة الكوفة لحكومة الهدام بالرفق بالشعب العراقي وإعادة الخدمات له والإحسان إليه ورفع الضغط عنه ليمارس شعائره وعباراته بحرية.
وختم: وعلى نهج أبيه كان موقف سماحة القائد السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) برفض أن يكون في عملية سياسية يسيطر الفساد على مفاصلها، فالسلطة عند أتباع محمد وعلي لا تساوي نعلًا بالية إذا لم تكن وسيلة لإقامة الحق ودفع الظلم، وماذا يفعل أتباع محمد وعلي بالاستثمارات والترليونات من الأرصدة والحياة الموغلة بالرفاهية إذا كانت النهاية عن قريب في قبر ضيق المساحة.