بعد 20 عاماً من حياة الكواليس
جبار المشهداني.. أول مشروع إعلامي يكشف خفايا البيت السنّي!
ميسون الشاهين – 964
منذ أيام قليلة انطلق بودكاست “المشهد آني” على منصة يوتيوب، من تقديم الإعلامي والمسرحي جبار المشهداني، وهو مخصص لكشف أسرار وكواليس المشهد السياسي السني وما رافق الدخول إلى العملية السياسية بعد 2003، وفقاً للمشهداني الذي قال في حديث لشبكة 964 إن البودكاست يبحث في البيئة الاجتماعية للضيف وتأثيرها على أدائه السياسي، في محاولة لفهم وتفسير القرارات التي اتخذها سياسيون بمن فيهم صدام حسين ونوري المالكي، وتأثير المجتمعات التي قدموا منها على شخصيتهم السياسية وسلوكهم، مشيراً إلى أن هذا البودكاست يركز على كشف خفايا وأسرار المشهد السياسي السني منذ دخوله في العملية السياسية بعد سقوط النظام السابق، ويقول المشهداني إن الناس لا يعرفون سوى القليل أو رأس جبل الجليد، وبالنظر إلى وجود المشهداني داخل الكواليس وعمله في محطات وأماكن حساسة كثيرة فإن لديه الكثير ليقوله ويسأل عنه أو يشهد به خلال برنامجه، لافتاً إلى أن المبدأ هو لقاء رجالات تلك المرحلة ليتحدثوا عن الكواليس التي كان المشهداني شاهداً عليها، لكنه يرغب بروايتها على لسان الضيف أولاً ثم يأتي دور المشهداني ليكون الشاهد الحي على كلام الضيف ويفند روايته بالأدلة أو يثبتها، ثم يترك الحكم للمشاهد، ومن هنا جاء اسم البودكاست “المشهد آني” ليمزج بين جزئين، أن الضيف هو المشهد والمحور ثم يأتي دور جبار المشهداني، الذي أكد لشبكة 964 أن هذا البودكاست سيكون مشروعه الإعلامي الأخير، وسيتفرغ له، كاشفاً عن إصدار كتاب لرواية أحداث العقدين الماضيين، لكن كسل الناس عن القراءة دفعه إلى تقديم الرواية مصورة أولاً قبل أن تصدر مطبوعة قريباً، واصفاً البودكاست بـ”روح الكتاب” الذي لم يكشف عن عنوانه الكامل واكتفى بـ”20 عاماً من..”.
وحتى اللحظة قدم المشهداني حلقتين، الأولى مع النائب السابق عدنان الدنبوس تناولت تاريخ مدينة العمارة ودورها عبر العصور، إلى جانب شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم وتأثيره على العراق خلال فترة حكمه، كما سلطت الضوء على هجرة الفلاحين من الريف إلى المدينة في العهد الملكي وأثرها على المجتمع والاقتصاد، في حين ناقشت الثانية، التاريخ الاجتماعي للبصرة والحاضر السياسي، مع القاضي وائل عبد اللطيف.
والمشهداني هو ممثل ومخرج مسرحي وإعلامي، درس الفنون الجميلة في بغداد، وكان عضو اتحاد المسرحيين العراقيين، ثم بدأ عمله الإعلامي مراسلاً حربياً مع الفضائية العراقية لتغطية أحداث 2003، ليتولى بعدها إدارة المكتب الإعلامي في وزارة الثقافة، ثم مجلس النواب العراقي.
دردشة مع جبار المشهداني لا تنقصها الصراحة: خسرنا جمهور المسرح.. لكني متفائل
على المسرح العراقي أن يتخلص من السوداوية المعقدة.. حديث جريء من جبار المشهداني
جبار المشهداني – سياسي وإعلامي، لشبكة 964:
استشرت الأصدقاء حول الاسم وأشاروا علي بأسماء مميزة، لكني اخترت هذا الاسم لأنه يمزج بين لقبي العائلي وبين فكرة أن الضيف هو المشهد، ويعني ذلك بودكاست جبار والضيف هو المشهد.
من خلال عملي في الفضائية العراقية كمراسل حربي في تغطية معارك 2003، ثم مدير إعلام في البرلمان وعملي مع غالبية رؤساء مجلس النواب، كنت شاهداً على أحداث سياسية مهمة، ونقاشات واجتماعات داخلية وخارجية، لذلك أردت أن أوثق تلك الأحداث وقريباً سيصدر كتابي حول ذلك والذي يوثق 20 عاماً من الأحداث التي عاصرتها.
في البودكاست والكتاب أنا أختص بطبقة سياسية لمكون محدد وهم “السنة” ودخولهم بالعلمية السياسية وما حصل من أحداث كثيرة لهذا المكون خلال 20 سنة، بعضها كان بسبب من مثلوه سياسياً، وأخرى بسبب إخفاق مجتمعي وعدم إدراك للمرحلة أو تصرف بشكل صحيح.
فكرة البودكاست أن ألتقي برجالات المرحلة ليتحدثوا عن الكواليس التي كنت شاهداً عليها وعاصرتها، فلا يكفي أن اتحدث وحدي عن تلك الأحداث بوجهة نظر أحادية، وبعد أن يتحدث الضيف ويقول روايته يأتي دور جبار وهو الجزء الثاني من اسم البرنامج، سيكون جبار الشاهد الحي لما تحدث به الضيف، هل كان دقيقاً، ما أدلة جبار وما أدلة الضيف ونترك الحكم للقارئ.
أنا أبحث في البيئة الاجتماعية للشخصية المستضافة، دائماً نحن نتحدث عن السياسيين لكن لا نتحدث عن مجتمعاتهم وبيئاتهم المجتمعية.
أريد أن أظهر للناس البيئة الاجتماعية التي جاء منها السياسي وهل كان صادقاً في تمثيلها؟ هل عبّر عن روحها؟ أم حوّل هذا التجمع البشري في منطقة ما وفقاً لمصالحه السياسية؟ وما هو الفرق بين البيئة التي صدّرت السياسي وبين أدائه؟.
هذا البودكاست هو روح الكتاب، لكن كسل الناس عن القراءة دفعنا إلى الكاميرا، لتخرج الروايات إلى الناس مصورة، ثم تَصدر لاحقاً بكتاب.
لو أن الناس درسوا البيئة الاجتماعية لأي متصدّر سياسي بما في ذلك صدام والمالكي، ولو أنهم فهموا البيئة التي جاء منها السياسي، لفهموا الكثير من قراراته، لأن فهم البيئة الاجتماعية يساعد على فهم الشخصية السياسية.
أحاول إعادة تصحيح الأحداث بطريقة علمية مهذبة، لأن من يقرأ التاريخ سيجد عدة روايات متضاربة، وأحاول أن أقدم روايتي كجزء منها وكشاهد عليها وأقدمها أيضاً على لسان أصحابها.
إذا اكتمل الكتاب خلال 20 أو 30 حلقة من البودكاست سيكون هناك جزء آخر، وقد يمتد إلى جزء ثالث.
أتوقع في حلقات البودكاست سيكون هناك كشف للكثير من الأسرار ذات المستوى العالي، ما رافق دخول السنة في العراق بالعملية السياسية بعد 2003، تشكيل الحكومة، طريقة التعامل فيما بينهم، كيف انخرطوا بعد ذلك في مشروع “العراقية”، من هم سنّة السلطة ومن هم السنة المعارضون فعلاً، ما جرى في الفلوجة، والمشهد السياسي السني المخفي، جبل الجليد المخفي والغاطس.
عاصرت حقبة مليئة بالأحداث والقصص، وأشعر بمسؤولية أخلاقية، تجاه الناس إذ يجب أن يعرف الآخرون حقيقة الأحداث التي عايشتها وسأقول كل ما يجب قوله وما يجب أن يعرفه الناس، باستثناء ما هو متعلق بأسرار شخصية لا تهم الناس.
بودكاست “المشهد آني” هو آخر مشروع إعلامي لي وسأتفرغ له تماماً وأبقى متواصلاً معه إلى أن أصل إلى مرحلة لا أكون فيها قادراً على إجراء المقابلة ولا على الكتابة عند ذلك فقط سأتوقف، وأتفرغ بعدها للقراءة وسماع الموسيقى.
ليس سراً أن أقول أن شبكة 964 ومتابعتي اليومية لها، كانت عاملاً محرضاً للبدء في المشروع، وعدم تأجيله، كما أن قسم تدقيق المعلومات في الشبكة يحرضني لأن أكون دقيقاً وأعمل بشكل صحيح كي لا يجد المحررون أخطاء في العمل.