بيان التاريخ بعد 40 سنة حرب

أوجلان يشرب كأس السم.. نلقي السلاح وكل شيء “برقبتي”

964

في نهاية المطاف، شرب عبدالله أوجلان “كأس السم” وطلب في رسالة بخط يده من حزب العمال الكردستاني أن يحل نفسه ويضع السلاح، وهذا هو ما تطالب به تركيا لإنهاء نزاع مستمر منذ 40 عاماً.

في أحد فنادق إسطنبول، اجتمع عدد من أصدقاء أوجلان، وهم الذين يُطلق عليهم وفد جزيرة إمرالي، والمكون من برلمانيين من (حزب الشعوب الديمقراطي والمساواة) وسياسيين أكراد بارزين من تركيا، لقراءة الرسالة المنتظرة من عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الذي لا يزال سجيناً في تلك الجزيرة التركية المعزولة.

العراق ينتظر دخان أربيل الأبيض بعد رسالة أوجلان من سجن الجزيرة المهجورة

كُتب اوجلان الرسالة باللغة التركية وبخط يده وتوقيعه، وتعود لقبل يومين (25 شباط/فبراير)، كتب فيها بوضوح رسالة موجهة لحزب العمال الكردستاني: “عليكم أيضاً عقد مؤتمركم طواعية واتخاذ القرار، يجب على كل المجموعات إلقاء السلاح، وحل حزب العمال الكردستاني، من هنا أبعث بتحياتي للجميع الذين يؤمنون بالحياة المشتركة ويستمعون لندائي”.

وللتأكيد، كان هناك خلف الوفد خلال المؤتمر الصحفي، صورة حديثة لأوجلان بشعره وشاربه الأبيض وهو جالس مع أعضاء ذلك الوفد الذين أرسل عبرهم رسالته، حيث كتب: “أطلب إلقاء السلاح وأتحمل المسؤولية التاريخية لهذا النداء”.

أوجلان سجين منذ 26 عاماً، وهذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها علناً وضع السلاح وحل الجماعة المسلحة التي أصبحت كابوساً لتركيا لما يقرب من أربعة عقود.

تأسس حزب العمال الكردستاني عام 1978، لكنه كان في البداية قوة سياسية ثم تحول منذ عام 1984 إلى منظمة مسلحة، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن، وفقاً للإحصاءات غير الرسمية، قُتل أكثر من 80 ألف شخص من مسلحي حزب العمال الكردستاني والأتراك، هذا بالإضافة إلى الأضرار المادية بقطاعات الزراعة والسياحة والثروة الحيوانية وانهيار الاقتصاد التركي، وقد امتدت تلك الأضرار لتطال إقليم كردستان أيضاً.

انطلقت مبادرات سلام عديدة بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، لكن لم يحدث مطلقاً أن قرر أوجلان وضع السلاح وحل قواته كما يفعل الآن.

عبدالله أوجلان هو المؤسس الرئيسي لهذه القوات، وقادها منذ تأسيسها، وفلسفة إدارة حزب العمال الكردستاني تقوم على أن “القائد يفهم الوضع أفضل من الجميع ويتخذ القرارات الصحيحة” على الرغم من أن هذا القائد سجين في تركيا منذ عام 1999.

تم الترحيب بحرارة بالرسالة على المستوى الرسمي في إقليم كردستان، وكان أول رد فعل من نيجيرفان بارزاني رئيس الإقليم، الذي كتب بعد دقائق قليلة من النداء: “نرحب بحرارة برسالة السيد أوجلان ودعوته لوضع السلاح وحل حزب العمال الكردستاني، ونأمل أن يلتزم حزب العمال الكردستاني بالرسالة وينفذها”.

وقال مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في بيان: “ندعم عملية السلام في تركيا بكل قوتنا”، وأيضاً كانت رسالة بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني في نفس الإطار: “نرحب برسالة السيد عبدالله أوجلان، ونعتقد أنها رسالة مسؤولة”.

لكن ردود فعل الناس على وسائل التواصل الاجتماعي كانت متباينة، حيث ألزم بعض أصدقاء حزب العمال الكردستاني أنفسهم بالرسالة دون قيد أو شرط وكتبوا: “السلام أصعب من الحرب، أوجلان رجل حكيم ويعرف ما يفعل”، لكن البعض الآخر هاجم أوجلان بعنف ووصفوه ب “المهزوم” وقالوا: “لا ينبغي الاستماع لشخص في السجن”.

لم يرد حزب العمال الكردستاني على النداء حتى الآن، على الرغم من أن جميع المصادر تقول إن الرد مسألة وقت وقد لا يستغرق سوى بضع ساعات، ولكن بحسب تغطية وسائل إعلامهم، فإن الاحتمال الأقوى هو أن يكون الرد قبولاً لطلب أوجلان.

يقول أصدقاء حزب العمال الكردستاني إن هذه القوة تدرك جيداً أن تغيرات المنطقة ليست في صالحها، لذلك يشبهون رسالة أوجلان بعبارة الخميني الذي قال في اللحظات الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت ثماني سنوات إنه مضطر لشرب كأس السم والموافقة على وقف الحرب.

Exit mobile version