حصة لندن من تقسيم إرث التحالف
إيران تحب “أبو ناجي” في العراق.. السوداني يمنح أكبر قاعدة للإنكليز
ميسون الشاهين – 964
“بدأ العراق بتقسيم إرث التحالف الدولي على الأعضاء، أما الإنكليز فحصتهم قاعدة القيارة، ولفرنسا رعاية ملف الرادارات، مع بقاء ملف الغطاء الجوي بيد الأميركان، ومقاومة الطائرات (باترويت) إلى كوريا الجنوبية”.. هل هذا هو التفسير الدقيق للصفقة العراقية البريطانية بقيمة نصف مليار باوند؟ أم أن العراق يُجري نقلة استراتيجية على الرقعة، ويستبدل ضجيج الأميركان بهدوء الإنكليز؟.. استمعت شبكة 964 إلى عدد من الخبراء ومسؤولي الحكومة لفهم الجانب العميق من البند الوارد بالتسلسل رقم (2) في الحزمة التي وقعها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع نظيره البريطاني “كير ستارمر” في لندن منتصف كانون الثاني الجاري، ويقول مصدر حكومي عراقي إن القاعدة باتت خالية من الأميركان منذ وقت مبكر، ويصف الإنكليز بأنهم “أهدأ من الأميركان وأقل استفزازاً للجوار” في إشارةً إلى الحساسية الإيرانية من الولايات المتحدة وتقبّل إيران لأدوار بريطانيا التي مازالت سفارتها شاخصة في طهران، وإلى ذلك، فإن طياراً عراقياً حلّق كثيراً من القيارة يذهب بعيداً في التحليل نحو أجواء الحرب الباردة، ويقول إن حصول الإنكليز على موطئ قدم عسكرية في نقطة حساسة وذهبية مثل القيارة، يحقق منافع عديدة على رأسها البقاء قريباً من تحركات حزب “الاتحاد الوطني الكردستاني” القريب في كركوك، والذي مازالت تعتبره لندن حزباً “شيوعياً”، وتبعد القاعدة أقل من 100 كم عن كل من الموصل وأربيل وكركوك وسهل نينوى التجمع الأبرز للأقليات العراقية، وهي على عكس “كي وان” منشأة ضخمة وقابلة للتطوير والتوسع، وهي تضاهي قاعدة “بلد” وإمكانياتها أقل بقليل من “عين الأسد”، ويشير الطيار أحمد الشريفي إلى علاقة التموضع الإنكليزي الجديد بخط نفط كركوك – حيفا الذي توقف إبان احتلال فلسطين، وإمكانية تفعيله وإن كان بوجهة جديدة وبحماية “القيارة”، كما يؤكد أن الأميركان يفضلون ملء فراغهم في العراق بالإنكليز بدل الفرنسيين وغيرهم، ويلفت المسؤول الحكومي إلى تفضيل الحكومة للوجود البريطاني على الأمريكي لأنه “صمام أمان بالنسبة للعراق”، إلى جانب “العلاقة التاريخية واتجاه العراقيين العاطفي نحو الإنكليز فهم عرابو تأسيس الدولة العراقية”، ووفقاً للخبير العسكري عدنان الكناني فإن “الإنكليز كانوا نبلاء مع العراقيين على عكس التجربة السيئة مع الأمريكان”.
العراق يتسلح بقوة.. منظومة دفاع بصواريخ باتريوت الأمريكية من كوريا وطائرات ودبابات
السوداني يعود بالعراق إلى "الزمن الأول" مع الإنكليز ونتذكر تضحياتهم - الناطق الرسمي
السوداني ونظيره البريطاني يوقعان اتفاقية شراكة وتعاون تاريخية
العراق لا يمتلك سوى رادار فرنسي واحد لكن مسيّرة عين الأسد دمرته.. ضابط سابق
أحمد الشريفي – خبير عسكري لشبكة 964:
البريطانيون لديهم رغبة في إحياء خط البترول كركوك حيفا، المشروع الذي بدأته بريطانيا في بداية تأسيس الدولة العراقية وهو بناء قواعد ضامنة لأمن مصادر الطاقة ومعابرها فكان هناك قواعد (K1, K2) ويقصد بها كركوك 1 وكركوك 2 وصولاً إلى الأردن.
القيارة قريبة لأن تكون بديلاً لقاعدة كركوك وهي حامية لخط نقل الطاقة من شمال العراق وصولاً إلى حوض المتوسط، لأن خط بترول كركوك وصل حينها إلى حديثة، وهناك حدث خلاف بين الفرنسيين والبريطانيين هل يمر ضمن المستعمرات الفرنسية أو البريطانية، ثم حصل اتفاق أن ينشطر إلى شطرين، الأول باتجاه الأردن فلسطين، والآخر باتجاه سوريا، ومع احتلال فلسطين عام 1948 ألغي هذا الخط.
يبدو الآن أن هناك رغبة في إعادة إحياء هذه الخطوط، بالتالي يجب حماية مصادر الطاقة والقيارة ستكون بديلاً لكركوك.
تم الاستغناء عن قاعدة كركوك لأن مدرجها صغير وعند الهبوط يكون الطيار قريباً من أسطح المنازل (ارتفاع منخفض) وتحديداً طائرات ميغ 23، وهي الآن غير مناسبة للاستخدام مع المقاتلات الحديثة.
القيارة قريبة على كركوك التي لطالما كانت تمثل نقطة تأثير بالنسبة لحزب الاتحاد (الذي هو آيدولوجياً شيوعي وليس ليبرالياً) هناك توجه واضح للاتحاد للسيطرة بشكل أو بآخر أو فرض نفوذ على كركوك، وهذا واحد من الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تحاول ملأ الفراغ بالإنكليز كي تمنع إيران من المناورة عن طريق الحزب الحليف لها وخلق أزمة في كركوك.
ثمة صدامات مؤخراً بين حرس الحدود التركي والبي كي كي وهناك قتلى من الأتراك، وإيران بدأت تلعب بأوراق خطرة، ستؤدي إلى نوع من عدم الاستقرار في الصراع التركي الإيراني على إقليم كردستان وقاعدة القيارة هي أفضل قاعدة يمكن أن تؤمن دعماً لوجستياً للإقليم بالطائرات الاستراتيجية إذاً طورت من قبلهم، لأن قاعدة حرير في أربيل محدودة القدرات، وتستخدم للطيران الحربي والمدني وهي ليست للدعم اللوجستي.
قاعدة القيارة ضخمة جداً من حيث الإمكانيات والمساحة وهي تضاهي قاعدة بلد وأقل بقليل من عين الأسد.
احتمالية انتفاء الحاجة للتحالف الدولي وخروجه من العراق ستؤسس لمعادلة جديدة، الولايات المتحدة ستملأ الفراغ باعتبارها حليف للعراق بعدة اتفاقيات، وبريطانيا هي الحليف الأقرب.
الولايات المتحدة وبريطانيا يتشاركان في نظام “حامل القلم”، فيما يتعلق بالإطلالة البحرية وترسيم الحدود مع الكويت فـ “حامل القلم” هو بريطانيا، أما بقية الشأن العراقي فإن “حامل القلم” هو الولايات المتحدة.
البريطانيون أكثر معرفة بالشأن العراقي، وهم عرابو مشروع تأسيس الدولة العراقية.
لم يترك الخيار للعراق باختيار القيارة للبريطانيين، لأن الذي يدير العملية السياسية الآن هو السوداني المنبثق عن الإطار الذي تديره إيران، لذلك الولايات المتحدة فرضت التقسيمات.
هناك اختلاف بين الإنكليز والأمريكان في وجهات النظر لكن في الأمور الاستراتيجية هما توأم متماثل، ولا يختلفان.
لا يمكن عزل المصالح الأمريكية عن البريطانية في الشرق الأوسط، وهذه محاولة أجراها عادل عبد المهدي عندما اتجه إلى الصين، لكنها فشلت فشلاً كبيراً.
الأمريكان ماضون باتجاه إعطاء فرصة وتوسعة للوجود البريطاني في هذه المرحلة، وهذا أقرب إلى تقاسم النفوذ، في ظل انحسار الدور الروسي في سوريا، والدور الإيراني في العراق وسوريا، ومن يملأ الفراغ هو الحليف الأقرب للولايات المتحدة وهي ترى أن بريطانيا خير من يملؤه، فهم لا يرغبون بفرنسا لوجود خلفيات آيديولوجية وعدم وحدة الموقف الفرنسي الأمريكي.
بينها مجموعة الرضا.. "حفلة" توقيعات كبيرة بين العراق وبريطانيا (صور)
مصدر حكومي خاص لشبكة 964 اشترط إخفاء هويته:
كان التوجه لتوقيع اتفاقيات مع دول التحالف الدولي بدلاً من التحالف مجتمعاً، وكانت حصة فرنسا الرادارات، وقضايا الدفاع الجوي مع كوريا الجنوبية، ومع الولايات المتحدة أيضاً توجد تفاهمات حول الطيران والدفاع الجوي، فيما قاعدة القيارة كانت حصة بريطانيا.
الحكومة وجدت أنه من الأفضل أن تحال إلى بريطانيا إذ يوجد علاقات معها ودورها كبير في التحالف، إلى جانب عقود كبيرة بين البلدين في عدة مشاريع من ضمنها تحلية المياه في البصرة.
القاعدة الجوية نفسها ستكون مع بريطانيا أي بناء القاعدة، أما تجهيزها والتدريب والتطوير وتسليحها بالطيران والمعدات فبتوافق مع الأمريكان.
اليوم بدأت اتفاقات أمنية ثنائية مع دول التحالف وإلى الآن نفذت مع بريطانيا، أمريكا، ألمانيا، فرنسا، وقد تتوسع.
بريطانيا أكثر هدوءاً من الولايات المتحدة في القرارات السياسية، وهي صمام أمان، وحريصة على علاقتها بالعراق، كما تضم جالية عراقية كبيرة، والوجود البريطاني “أهدأ” وأكثر قبولاً.
الأمريكان كانوا يتواجدون سابقاً في القيارة خلال أعوام 2014 وتحرير الموصل، ثم انسحبوا إلى عين الأسد وحرير، أما الآن لا يوجد أمريكان في القيارة، وتستخدم حالياً فقط لتنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب المشتركة بين الجهاز العراقي والتحالف الدولي، لانطلاق العمليات.
عدنان الكناني – خبير عسكري لشبكة 964:
بريطانيا ضليعة بإدارة السياسة العراقية وأدرى بكيفية إدارة العملية داخل العراق، ويوجد دراسات إنكليزية مستفيضة من العشرينات عن العشائر ونفسية المواطن العراقي.
قاعدة القيارة كانت تحت إشراف خبراء روس وتتضمن معدات وطائرات روسية إلى جانب فنيين عراقيين تدربوا على يد الروس لكن بعد عام 2003 تعرضت للسلب والنهب، وهُرّبت الكثير من معداتها إلى دول مجاورة من بينها سوريا.
كانت من أهم القواعد لكنها أهملت، ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم تستخدم مدارج القيارة للإقلاع والهبوط سيما طائرات التحالف أثناء العمليات المشتركة.
كانت هي وقاعدة “الإمام علي” من أهم قواعد البلاد، وجودهما كان إيجابياً، والعراق يعمل اليوم ضمن المدرسة البريطانية.
نحن نحترم البريطانيين ونثق بهم أكثر من الأمريكيين، وكانوا دوماً نبلاء مع الشعب العراقي، وتجربتنا مع الأمريكان سيئة.
اقرأ المزيد من التغطيات والتحليلات:
"إعلان رفض الاندماج جزء من الضغط"
الفصائل تشترط مناصب سياسية "مهمة ومؤثرة" للتخلي عن السلاح - تقرير المدى
أول تهنئة عراقية للرئيس السوري الجديد.. بيان خميس الخنجر
سوريا تحل البعث والجيش وكل الميليشيات.. وأحمد الشرع هو الرئيس
الجولاني يصدر خطاب النصر
الخارجية العراقية تحذر من محاولات تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها
نقلاً عن رويترز
الجولاني يطلب تسليم "الأسد" من أول وفد روسي يزور دمشق
افتتاحية صحيفة المدى
فرج بغداد يأتي ولا يأتي.. فخري كريم و"معلّقة" رئيس كولومبيا ضد ترامب
"انتبهوا لمصائر الأنظمة"
فخري كريم يصعّد ضد البرلمان.. هذا "ليل الهزيمة" في بغداد
هاكان سيبحث هذا الملف في بغداد