وداعاً للشعارات
السوداني يعود بالعراق إلى “الزمن الأول” مع الإنكليز ونتذكر تضحياتهم – الناطق الرسمي
964
قدّم باسم العوادي الناطق باسم رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رؤية في غاية التفاؤل للعلاقات العراقية البريطانية بينما يجري السوداني زيارة وُصفت بالتاريخية إلى المملكة المتحدة، ووصف العوادي بريطانيا بأنها “الحاضنة الأساسية للنظام السياسي العراقي إبان تأسيس الدولة” كما أنها قدمت “تضحيات” خلال محاربة الإرهاب مع 10 آلاف ضربة جوية، ودربت 111 ألف جندي عراقي بينهم 21 ألفاً في البيشمركة، وأشار إلى أن الزيارة ستعيد العلاقة إلى “الزمن الأول” وقد تم تأجيلها بسبب “الأحداث المتصاعدة والمشاعر” بعد قضية البيجر، وأكد العوادي أن متغيرات كثيرة حصلت بعد السابع من أكتوبر، والعراق يبحث عن حليف استراتيجي يحمي مصالحه إلى جانب الولايات المتحدة، وتحدث عن سلة العقود الضخمة بين البلدين التي تتجاوز قيمتها 12 مليار دولار، ومن بينها تشغيل شركة “فودافون” في العراق، وتطوير حقول نفط كركوك مع “بريتش بتروليوم” وابتعاث 2000 طالب عراقي إلى جامعات بريطانيا، وقال إن ما يحصل اليوم هو التركيز على الاقتصاد أولاً بعيداً عن الشعارات.
لندن عن زيارة السوداني: فرص عمل قادمة للإنكليز.. وتبادل هائل يلامس 15 مليار دولار!
باسم العوادي، في حديث للقناة الرسمية، تابعته شبكة 964:
زيارة رئيس الوزراء إلى لندن ذات أهمية كبيرة جداً، وتعتبر تاريخية، فالزيارات تقاس قيمتها بحجم ما ينجز عنها، وإذا ما أردنا الحديث عن السياق التاريخي للعلاقات فبريطانيا هي الحاضنة الأساسية للنظام السياسي العراقي حين تأسست الدولة العراقية الحديثة، وكانت ثاني أكبر قوة عسكرية في التحالف الدولي بعد العام 2003.
قدمت المملكة المتحدة الكثير من التضحيات خلال فترات محاربة الإرهاب بعد ذلك، حيث نفذت المملكة المتحدة 10 آلاف ضربة جوية استهدفت 1400 هدفاً حيوياً لتنظيمات داعش الإرهابي، فضلاً عن تدريبها 111 ألف جندي عراقي خلال عشرين عاماً السابقة، بينهم 21 ألف جندي في البيشمركة.
نحن في طور إنهاء مهام التحالف الدولي في العراق، وهناك خطة وضعها رئيس الوزراء لتشبيك العلاقات الثنائية مع الدول الكبرى التي شاركت في المهمة، على المستوى الاقتصادي والسياسي والعسكري.
الزيارة تأخرت لعدة أشهر بسبب أحداث البيجر وتصاعد الحرب في لبنان، ولذا طلب رئيس الوزراء تأجيلها لكي لا تختلط مع الأحداث المتصاعدة والمشاعر، حيث تحمل أجندته لزيارة اليوم أكثر من 30 لقاءً، بينها 13 لقاء اقتصادياً، و8 لقاءات سياسية، و5 لقاءات إعلامية بينها لقاءان مع بي بي سي وفاينيننشال تايمز، وعدة لقاءات مع الجالية العراقية.
هذه الزيارة ستعيد العلاقات العراقية البريطانية إلى الزمن الأول، وستتمخض عن سلة متكاملة من الاتفاقات الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية والأمنية، كحليف استراتيجي داعم للعراق إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
الملفات الاقتصادية تأخذ أولوية الزيارة، فلا وجود لحد فاصل بين السياسة والاقتصاد، فالسياسة هي الاقتصاد، وكل زيارة تقاس بما تنتج عنه من اتفاقات، على عكس ما كان يحصل خلال الخمسينيات والستينيات حيث يسيطر الخطاب الشعاراتي وما شابه.
منذ 2003 وإلى اليوم، قطعنا مرحلة كافية جداً، والعالم انتظرنا فترة كافية جداً، ونحن نعيش في منطقة الثابت فيها هو المتغير خلال هذه الفترة، وخاصة بعد السابع من أكتوبر، حيت تحركت المشاريع والحدود والآيديولوجيات اهتزت كثيراً، ومن يسمع صوتنا يعرف حجم المتغيرات الاستراتيجية في المنطقة وما هي المشاريع والمخططات.
في ظل المتغيرات الحالية في المنطقة، يجب أن نبحث عن شركاء استراتيجيين لحماية مصالحنا، ولكن الدول الكبرى تنظر إلى ما لديها من مصالح عندك، كما هو الحال بالنسبة لنا حيث ننظر إلى مصالحنا التي عند الدول الكبرى، ولذا سيكون الاقتصاد في قلب أي زيارة لرئيس الوزراء.
قبل أشهر منحنا رخصة تشغيل الجيل الخامس للاتصالات لشركة فودافون البريطانية، كما منحنا عقد تطوير قاعدة القيارة الجوية لإحدى شركات الدفاع الجوي البريطانية، إلى جانب اتفاقات بخصوص تقنيات مراقبة الحدود، كما جددنا بعض العقود القديمة في القطاع النفطي بينها مجموعة كاملة من العقود لصالح شركة بريتش بتروليوم في محافظة كركوك.
سيعلن عن اتفاق ملياري لتعزيز تقنيات تنقية المياه ومجاري الصرف الصحي، كما سيتم ابتعاث 2000 خريج عراقي للدراسة في المملكة المتحدة، وهناك تعاون على المستوى الرياضي أيضا، وإذا ما جمعت هذه الاتفاقيات ستتجاوز 12 مليار دولار، وستبني إن شاء الله علاقات استراتيجية بين العراق والمملكة المتحدة، يتقدمها التعاون الأمني والعسكري فنحن نبحث عن شركاء لمساعدتنا في مواجهة التحديات السابقة واللاحقة.