بغداد – 964
استذكر جهاز مكافحة الإرهاب، اليوم الجمعة، أحد مقاتليه الذين شاركوا في معارك التحرير، مستعرضة مسيرته البطولية من تحرير الأنبار حتى الموصل وآخر لحظات حياته، عندما اعترض محمد ناهي العكيلي، سيارة مفخخة ومنعها من الوصول لزملاءه خلال معركة تحرير مستشفى السلام بأيسر الموصل عام 2016، ليفارق على أثرها الحياة.
فارق الحياة وهو يحاول إنقاذ زميله.. جهاز مكافحة الإرهاب يستذكر المقاتل محمد كاظم
وقال الجهاز في بيان الاستذكار، وتلقت شبكة 964 نسخة منه:
في أرض الوطن، لا تُكتب أمجاد الأمم إلا بحروف من دماء، دماءٍ نقية يخطها الشهداء لتبقى خالدة في ذاكرة التاريخ، الشهداء هم من يهبون أرواحهم ليبقي الوطن شامخاً، يُخيفون الأعداء حتى بعد رحيلهم، ويتركون رسالة واضحة أن تضحياتهم ستتواصل، وأن النصر دائماً حليف من يرفض الذل ويقدم دمه دفاعاً عن الكرامة.
ومن بين أولئك الأبطال، يبرز الشهيد البطل محمد ناهي حسين العكيلي، وُلد في بغداد، منطقة المعامل، بتاريخ 15 حزيران 1987، ليكبر ويصبح واحداً من أبطال جهاز مكافحة الإرهاب، شارك الشهيد في معارك كثيرة، وكان في الصفوف الأمامية لتحرير الأراضي العراقية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
كانت معركة تحرير الأنبار محطة بارزة في مسيرته البطولية، حيث سطر مع زملائه ملحمة عظيمة من الشجاعة والصمود حتى تم تحرير المحافظة بالكامل، ومع انطلاق عمليات تحرير الموصل، أظهر محمد شجاعة استثنائية، إذ كان من أوائل المتحمسين لتحرير المدينة وإنقاذ أهلها من قبضة الإرهاب، شارك في تحرير العديد من أحياء الموصل مضيفاً صفحات ناصعة إلى سجله البطولي، حيث لم يكن مجرد مقاتل، بل مثالاً للإنسانية والشجاعة.
بلغت تضحيته العظمى في احد ايام شهر كانون الأول 2016، خلال معركة تحرير مستشفى السلام في الجانب الأيسر من الموصل، في لحظة فارقة، شاهد عجلة مفخخة يقودها انتحاري متجهة نحو زملائه، وبدون تردد انطلق محمد بسيارته ليقطع الطريق أمام العجلة، واصطدم بها وجهاً لوجه، ما أدى إلى انفجارها واستشهاده فوراً. لقد ضحى بحياته ليحمي زملاءه ويمنع كارثة كانت ستحصد أرواح الكثيرين.
ارتقى محمد ناهي إلى عليائه، تاركاً أثراً لا يُمحى في نفوس من عرفوه، سيبقى رمزاً للشجاعة والتضحية، وستبقى روحه الطاهرة تلهم الأجيال القادمة، حاضرة في صفحات التاريخ وذاكرة الوطن كأحد الأبطال الذين صنعوا مجده بدمائهم.
