الديوانية – 964
يقول زبائن في سوق التحدي بمدينة الديوانية، إنهم يفضلون شراء الخضار من البائعات المسنّات، ليس دعماً لهن في مواجهة مصاعب الحياة فحسب، بل لجودة منتجاتهن وكرم نفوسهن.
وعلى ضفتي السوق، تفترش عدة نساء الأرض، ويعرضن أصنافاً من الخضار الورقية وغيرها، من المشتريات اليومية، منذ الخامسة فجراً، إلى غروب الشمس.
تقول أم شيماء، وهي إحدى بائعات الخضار في السوق، إن لكل سيدة مكان معلوم “ويجري الاتفاق عليه مع أصحاب المحال، الذين يسمحون لنا بافتراش الرصيف أمام محالهم، شريطة أن لا تضايق بضائعنا الزبائن، ولذا نحاول تقليص المساحة التي نشغلها”.
وتضيف “بعض أصحاب المتاجر يطلبون أجرةً للموافقة على افتتاح بسطيات أمام متاجرهم، لكن معظمهم يتعاونون مع السيدات، فهنّ معروفات لدى الجميع هنا في السوق، بأنهن ينفقن على عوائلهن، لذا نحصل على دعم ومساعدة غالبية الناس”.
تقول أم علي -وهي المعيلة الوحيدة لأسرتها بعد وفاة زوجها- إنها تذهب فجر كل يوم إلى علوة الخضار الرئيسية مع زميلاتها للتبضع، وافتتاح البسطيات، على أن يكون كل شيء جاهزاً قبل السادسة فجراً.
معظم النسوة البائعات، تجاوزن الستين عاماً، وهن من الأرامل أو بلا مُعيل، ولا يحصلن على رواتب الرعاية الاجتماعية، ويأتي بعضهن من المناطق المحيطة بالديوانية.
“أم علي” قضت السنوات السبعة الأخيرة في هذه المهنة: “كل شيء يجري على ما يرام، ولدينا زبائن ثابتون، نعاني في أيام الأمطار بسبب غرق السوق، لكننا اعتدنا على الأمر، وأتمنى أن يتم شمولي مع بقية السيدات برواتب الرعاية الاجتماعية”.
يقول زبائن التقاهم مراسل شبكة 964 إنهم يفضلون التبضع من السيدات المسنّات، لأنهن “عصاميات وعلى باب الله” كما أنهن ماهرات في كسب الزبائن “كلما اشتريت من أم شيماء خضاراً بألفين أو ثلاثة، أضافت لي باقة مجانية، هذا شيء رمزي، لكنه يدل على كرم نفسها، ولذلك أنا زبون دائم” يقول أحد المتبضعين.