راقبوا تجربة الإمارات
خبير ينصح العراق بمبدأ “صائدي الجوائز”.. الانضمام إلى “بريكس” شبه مستحيل
964
يرى الخبير في الشأن المالي، عقيل المحمداوي، أن فرص العراق بالانضمام إلى تكتل دول “بريكس” قليلة، بلحاظ تجربة الجزائر التي لم تصل إلى مستوى تحقيق متطلبات الانضمام إلى المجموعة حتى مع اقتصادها المتنوع الذي يعتمد على الريع النفطي بـ 65%، عكس الاقتصاد العراقي المعتمد بشكل شبه كلي على إيراد النفط، فضلاً عن مجموعة من العوامل الجيوسياسية التي تعرقل انضمامه، لكنه ينصح بإعادة التوازن إلى العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا والصين، عبر الاتفاقات الاستراتيجية الثنائية، والاستفادة من التجربة الإماراتية باعتماد مبدأ “صائدي الجوائز” بين العالمين الغربي والجنوبي.
إذا انضم العراق إلى "بريكس" هل تحمينا روسيا من أميركا؟.. خبير يناقش
عقيل المحمداوي، في حوار مع الإعلامي قيس المرشد، تابعته شبكة 964:
تكتل دول بريكس تسعى إلى الانتقال من كونها دول صاعدة، إلى دول مؤثرة في التفاعل الاقتصادي العالمي، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 40% من سكان العالم، وبعد انضمام 4 دول جديدة، صارت تشكل 32% من إجمالي النواتج المحلية حول العالم، حيث تفوقت على مجموعة الدول الصناعية السبع البالغ إجمالي نواتجها المحلية 30.7%.
تشكل دول بريكس تحدياً كبيراً للدول الصناعية السبعة، حيث تتمدد المجموعة الجديدة نحو الدول الناشئة حيث الاقتصادات الواعدة، خاصة بعد انضمام الإمارات وإيران وأثيوبيا ومصر، إلى جانب السعودية التي تدرس خيارات الانضمام أيضاً.
أهم التحديات التي تواجه دول بريكس تتمحور حول العملة الموحدة، والمنصة الرقمية للتسويات التجارية فيما بينها، إضافة إلى إمكانية طرح الروبل الرقمي، في إطار خططها إلى خلق توازنات جديدة في النظام العالمي الحالي.
القمة الأخيرة تعكس جدية في التأسيس لواقع اقتصادي عالمي جديد، وهذا واضح على مستوى تمثيل الدول، حيث نادى الرئيس البرازيلي باعتماد العملات الوطنية للتبادلات التجارية، مع التشديد على ضرورة طرح العملة الموحدة للمجموعة، بموازاة اتساع المجموعة، حيث تلقت نحو 20 طلباً للانضمام من دول مختلفة حول العالم، في مؤشر واضح على تحدي هذه الدول لهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي.
بحسب المؤشرات والظروف الحالية التي يعيشها العراق، فمن الصعب أن يدخل إلى المجموعة، وهنا نورد الجزائر مثالاً والتي لم تصل إلى متطلبات الانضمام، حتى مع تنوعها الاقتصادي الكبير حيث تعتمد على النفط بنسبة 65%.
يستطيع العراق أن ينضم بوصفه عضواً مراقباً، شريطة تحقيق بعض المتطلبات، مثل تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وضرورة التخلص من هيمنة الفيدرالي الأمريكي على اقتصاده، مع أن قرار الانضمام لا يتوقف على العراق، فالمجموعة تضع الكثير من المحددات للموافقة، فكل الدول المحيطة بنا قدمت طلبات، لكن هناك أبعاد جيوسياسية أيضاً تعمل كمحددات لعمل البريكس.
حالياً، بإمكان العراق العمل على إعادة التوازن في علاقاته الاقتصادية، بإعادة تفعيل علاقاته واستثمارها مع الصين وروسيا، أو اعتماد النموذج الإماراتي الذي يتبنى مبدأ “صائدي الجوائز” بالعلاقات بين الغرب وجنوب العالم.