964 تحدثت إلى الأب أدمون آدم
لا تهدموا كنيسة العذراء.. حناء نساء البصرة على الجدران (صور)
الجمهورية (البصرة) 964
بصمات الحناء من كفوف نساء البصرة ستصادفك قرب باب كنيسة مريم العذراء في شارع الجمهورية وسط البصرة، ورغم هدم أجزاء كبيرة من مبنى الكنيسة وخلوه من أي قداس أو طقوس إلا أنه لم يفقد تأثيره الروحي على أهل المنطقة حتى من غير المسيحيين، فالنساء يتضرعن إلى السيدة العذراء بالحناء طلباً لشفاء المرضى أو قضاء الحوائج، وتحدث مراسل شبكة 964 مع مسؤول الكنيسة أدمون آدم الذي قال إن المكان تابع إلى الكنيسة الشرقية وأنه متروك منذ تسعينيات القرن الماضي حين غادر أغلب المسيحيين إلى خارج العراق بعد الحرب، ثم تم هجرها تماماً لأنها وبقيت بلا قس.
ويستذكر كريم حميد أحد سكنة المنطقة أسماء أصدقائه المسيحيين الذيم ما زالوا بتواصلون معه رغم مغادرتهم البلاد، ويتحدث عن أيام كانت بها الكنيسة عامرة بالمصلين وطالب بإدخالها ضمن التراث البصري كجزء من ذاكرة المدينة والعراق بشكل عام.
شاهد: قيامة المسيح في البصرة "أهم الأعياد" وراهبات لبنان باركن كنيسة العشار
أدمون آدم – مسؤول الكنيسة لشبكة 964:
تأسست هذه الكنيسة في خمسينيات القرن الماضي وكان أول قس لها هو يونان كوركيس وبعد فترة من الزمن نُقلت مهامه إلى إحدى الكنائس في إنكلترا وغادر العراق آنذاك.
بعده عدد من القساوسة كان آخرهم القس كوركيس الذي بقي حتى اندلاع الحرب العراقية الإيرانية حيث غادر العراق.
بقيت الكنيسة من دون قس.. وفي فترة التسعينيات غادر معظم المسيحيين منطقة الجمهورية سواء إلى مناطق مختلفة داخل البصرة أو إلى خارج العراق.
بقيت الكنيسة مهجورة ومتروكة من دون عناية حتى أن البلدية كتبت عليها أنها عرُضة للإزالة أكثر من مرة.
سقف الكنيسة سقط ولم يتبق منها سوى أطلال وهي مهجورة بالكامل.
كريم حميد – احد سكنة المنطقة:
كان لدي أصدقاء كثيرون هنا من المسيح والآن جميعهم سافر إلى خارج البلاد كانوا أناساً طيبين.
يتواصل بعضهم معي إلى الآن وأذكر منهم تومان ويونان وزكون وستيفان وأندريا.
كانوا يشاركوننا جميع محافلنا الدينية ومناسباتنا سواء الأحزان أو الأفراح، والكنيسة كانت عامرة بالمسيحيين وتقام فيها الطقوس.
كانت أكثر من طائفة دينية تسكن في المنطقة منها الصابئة بالإضافة إلى المسيحيين وكنا نتعايش بسلام.
أذكر في إحدى المرات أننا أقمنا عزاء على طريقتنا الإسلامية لأحد الاخوة المسيحيين بعد وفاته هنا في الجمهورية، لم يكن هناك أي فرق بيننا.
ظروف الحروب المتعددة جعلتهم يهاجرون إلى خارج العراق مع الأسف والآن لا يوجد أي مسيحي في منطقة الجمهورية.
ذكراهم موجودة.. وكما تشاهد الكنيسة ما زالت مزاراً لعدد من النساء المسلمات ويضعن الحناء عليها طلباً للتبرك أو قضاء الحاجات، وكمسلمين سنبقى نحترم هذا المكان ونقدسه.
مع الأسف نرى أن البلدية تكتب على جدرانها إنذاراً بالإزالة، مع أن الحكومة يجب أن تدخلها من ضمن آثار البصرة لأنها جزء من تاريخ المحافظة والعراق بشكل عام.