فصائل المقاومة العراقية: لم نقتل جنديين إسرائيليين في الجولان

964

نقل موقع “ميدل إيست آي” اللندني، عن المتحدث باسم كتائب “سيد الشهداء” في العراق، كاظم الفرطوسي، أن المقاومة لم تعلن عن تنفيذ عملية الجولان التي أدت لمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة أكثر من 24 آخرين، ولم تتبن المسؤولية عنها كما تردد، مؤكداً: “لو نفذناها لأعلنا عنها”، كما نقل تقرير الصحيفة عن قيادي في الحشد الشعبي حضر اجتماعاً لممثلين عن الفصائل الثلاثة “سيد الشهداء” و”كتائب حزب الله” و”حركة النجباء”، قال إن الثلاثة نفوا تنفيذهم للعملية، ويرجحون إما أن تكون العملية مفبركة، أو أن فصيلاً مسلحاً آخر، غير الفصائل الثلاثة المعروفة، نفذ العملية من خارج الأراضي العراقية”، ويعتقد المسؤولون العراقيون أن إسرائيل تروج لفكرة أن فصيلاً عراقياً هو الذي قتل الجنود من أجل تمهيد الطريق لهجوم على أهداف مرتبطة بإيران في العراق.

المقاومة العراقية تبث فيديو لعملية المسيرة التي قتلت وأصابت 27 جندياً إسرائيلياً

إعلام إسرائيلي: تل أبيب تخطط لتنفيذ ضربات في العراق رداً على هجوم الجولان

تقرير “Middle East Eye“، ترجمته شبكة 964:

قال زعماء فصائل مسلحة ومسؤولون من العراق لموقع “ميدل إيست آي” إن ادعاء إسرائيل بمقتل اثنين من جنودها في مرتفعات الجولان المحتلة في هجوم بطائرة عراقية بدون طيار يوم الخميس هو افتراء.

قررت القوى السياسية والمسلحة العراقية الأسبوع الماضي النأي بنفسها عن المعارك بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، وتركيز جهودها على تقديم الدعم الإنساني والمالي للمتضررين من الهجمات الإسرائيلية في لبنان وفلسطين.

ومع ذلك، واصلت كتائب “حزب الله” وحركة “النجباء”، وهما مجموعتان مسلحتان عراقيتان ضمن تحالف “المقاومة الإسلامية في العراق”، تنفيذ هجمات منتظمة تستهدف مناطق مختلفة في عمق إسرائيل، فضلاً عن مرتفعات الجولان، بحسب ما قاله قادة لموقع ميدل إيست آي.

وتقدم كتائب سيد الشهداء، وهي فصيل أصغر، الدعم اللازم للعمليات عندما تكون هناك حاجة لذلك.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إن طائرتين بدون طيار محملتين بالمتفجرات استهدفتا قواته في الجولان في وقت مبكر من صباح اليوم السابق. وأضاف أن ضابطين من الكتيبة الثالثة عشرة في لواء جولاني قُتلا وأصيب 24 جندياً آخرين.

وبحسب إسرائيل، تم اعتراض الطائرة المسيرة الأولى، لكن الثانية انفجرت قبل أن يتمكن الجنود من الاختباء، وقالت إن فصيلاً مسلحاً عراقياً مدعوماً من إيران كان مسؤولًا عن ذلك، وأن الطائرات المسيرة أطلقت من العراق.

لكن زعماء الفصائل الثلاثة التي تواصل استهداف إسرائيل، وكذلك مسؤولون عراقيون، نفوا الرواية الإسرائيلية وقالوا إنهم لم يقصفوا الجولان في ذلك اليوم.

وقال كاظم الفرطوسي، أحد قيادات كتائب سيد الشهداء والمتحدث باسم الجماعة، ل “ميدل إيست آي”: منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، نفذت المقاومة الإسلامية في العراق أكثر من 160 عملية استهدفت الداخل الإسرائيلي والمناطق المحتلة في الجولان، لم تعترف إسرائيل بمعظمها لأسباب مختلفة.

وأضاف أن “المقاومة تعلن عن العمليات التي تنفذها فور وقوعها، ولم تعلن المقاومة عن هذه العملية أو تتبنى مسؤوليتها عنها كما تردد”، وأكد: “لو نفذناها لأعلنا عنها”.

وقال مسؤول كبير في هيئة الحشد الشعبي -المظلة الحكومية التي تشرف على الفصائل المسلحة العراقية، بما في ذلك تلك المدعومة من إيران- لموقع ميدل إيست آي إن اجتماعاً عقد يوم الجمعة في أعقاب المزاعم الإسرائيلية، وضم ممثلين عن كتائب حزب الله وحركة النجباء وكتائب سيد الشهداء، بهدف معرفة الحقيقة وراء ادعاء الضربة على الجولان، مبيناً أن الفصائل الثلاثة نفت تنفيذها العملية.

وقال المسؤول الذي حضر الاجتماع لـ “ميدل إيست آي”: “الفصيل المسلح العراقي الوحيد القادر على تنفيذ مثل هذه العملية هو كتائب حزب الله، وقد قالوا صراحة إنهم لا علاقة لهم بالعملية ولم يكونوا وراءها”.

“تحليلنا هو أن العملية إما مفبركة، وهو أمر مرجح لعدة أسباب، أو أن فصيلاً مسلحاً آخر، غير الفصائل الثلاثة المعروفة، نفذ العملية من خارج الأراضي العراقية”.

هجمات متكررة ولكن في مكان آخر

ويعتقد المسؤولون العراقيون أن إسرائيل تروج لفكرة أن فصيلاً عراقياً هو الذي قتل الجنود من أجل تمهيد الطريق لهجوم على أهداف مرتبطة بإيران في العراق.

ويعتقدون أيضاً أن هذا يقلل من أهمية المقاومة الشرسة التي تواجهها القوات الإسرائيلية من جانب حزب الله أثناء غزو إسرائيل لجنوب لبنان.

وبحسب تحليل أجراه موقع ميدل إيست آي لتصريحات الفصائل العراقية والجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى أدلة مفتوحة المصدر، نفذت جماعات مسلحة من العراق 45 هجوماً منذ منتصف سبتمبر/ أيلول باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ كروز.

واستهدفت معظم هذه الهجمات مناطق في “شمال الأراضي المحتلة” و”جنوب الأراضي المحتلة”، كما وصفتها الفصائل، بما في ذلك حيفا وغور الأردن والجولان وإيلات ووسط إسرائيل.

وتم وصف هجوم واحد فقط بأنه استهدف “قاعدة مراقبة تابعة للواء جولاني” في 23 سبتمبر/أيلول، لكن الفصائل لم تحدد مكان تلك القاعدة.

ومن الواضح أن “المقاومة الإسلامية” تميز بين الجولان، وهو جزء محتل من سوريا شمال إسرائيل، وما تصفه بـ “جنوب الأراضي المحتلة”، والذي تعني به جنوب إسرائيل.

ويشير بيان التحالف الصادر في 3 أكتوبر/تشرين الأول والذي يوضح هجماته إلى أن العملية الوحيدة التي نفذها في ذلك اليوم كانت تستهدف موقعاً “جنوب الأراضي المحتلة” وكانت في المساء.

وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لـ “ميدل إيست آي” إننا كحكومة لا نعلق على الأنشطة التي جرت خارج العراق، لكنه لم ينكر أن الادعاء الإسرائيلي كان مثيراً للقلق.

وقال المستشار “نحن لا نعلم أين وقعت العملية ولا كيف، وليس لدينا سيطرة على ما يحدث خارج العراق”.

“الإسرائيليون والجميع يعرفون الموقف الرسمي للحكومة العراقية، نحن ضد توسيع الصراع بين حزب الله وإسرائيل، وتنصب جهودنا على الجهود الدبلوماسية لمنع المنطقة من الانزلاق نحو الحرب”.