قمة طارئة في ستاد الشعب

فلاش باك خليجي: البعث حرك “السنتر” بتلويحة عزة الدوري وآلاف من شباب الفتوة

بغداد – 964

قبل نحو 40 عام، استضاف العراق بطولة الخليج الخامسة، على أرض ملعب الشعب ببغداد، تحت أنظار قادة حزب البعث الذين كانوا يستعدون عام 1979 لشوط طويل من الأحداث الدراماتيكية، طوال عقدين بعد البطولة.

وجاء توقيت “خليجي 5” في لحظة توتر واهتزاز جيوسياسي في المنطقة، بعد توقيع مصر معاهدة سلام مع إسرائيل، ومجيء آية الله الخميني إلى السلطة في إيران، فيما ”عراق البعث“ يتحفز لتكريس الزعيم العروبي، وبدت استضافة فرق دول الخليج في تلك البطولة، دعوة لانتزاع الولاء لهذا المشروع، وبهذا المعنى كانت البطولة بمثابة “قمة كرة قدم طارئة”.

ثمة تسجيل مصور لحفل افتتاح الخليجي الخامس، أنتجه حينها تلفزيون جمهورية العراق، وبدا أن وقوف عزة الدوري على المنصة، بينما تمر من تحته الكراديس على إيقاعات الجوقة العسكرية، قد ألهم البعثيين لاحقاً، وصدام حسين على وجه الخصوص، لابتكار سُنّة الاستعراضات في ساحة الاحتفالات.

*فيديو أرشيفي من قناة يوتيوب عامة

بعد نحو عشر دقائق من انطلاق الحفل، وصلت الكراديس إلى أرضية الملعب ب4 آلاف من ”شباب الفتوة“ و“كتائب الشباب“ وكلية الشرطة، لتطوف بصورتي الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر، ونائبه صدام حسين، هذا الأخير كان يرتدي زي الكلية العسكرية.

المعلق التلفزيوني لم يتحدث كثيراً عن كرة القدم، ولا عن الفرق المشاركة ومستوى البطولة المتوقع، بل أسهب في شرح أهمية التجمع الرياضي لإرساء الوحدة العربية.

وبعد قَسَمْ البطولة الذي ردده رئيس اتحاد الكرة العراقي، هشام عطا عجاج، ألقى رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، مؤيد البدري، كلمة مشحونة ب“الوحدة بين العراق وسوريا، والقمة العربية في بغداد“، التي انعقدت في السنة نفسها لبحث تداعيات اتفاق السلام مع إسرائيل.

وبعد أن منح عزة الدوري الإذن بانطلاق البطولة، تكدست نحو 1000 فتاة من طالبات المدارس المتوسطة، لتشكيل لوحات راقصة على مدى 30 دقيقة من التكرار، أمام نحو 40 ألف متفرج، قبل أن يختم عرضٌ لطلبة كلية الشرطة حفل افتتاح البطولة.

بعد 4 عقود، يبدو المشهد مختلفاً كثيراً، إذ يعول العراقيون على استضافة البصرة لكأس الخليج، في تعزيز العلاقات بدول الخليج وإعادة البلاد إلى “الحضن العربي”، بعد أن شهدت العقود الأربعة الماضية، نزاعات وحروبا وقطيعة ومشاكل أمنية وسياسية عديدة.

وجاء الافتتاح الذي أبهر الوفود الحاضرة والمشاهدين عبر شاشات التلفزة المحلية والإقليمية، بتقنياتٍ حديثة وعرضٍ تفوّق على عروض النسخ الخليجية السابقة، بعيداً عن التذكير بالقضايا السياسية والأزمات الإقليمية.

وبدلاً من تربع ”قائد“ واحد على منصة الشخصيات الرفيعة عام 1979، احتشد عشرات ”القادة“ في مقصورة الشخصيات بجذع النخلة، حتى غصت مقاعدها بعناصر حماياتهم، الذين وصلوا قبل وفود بعض الدول المشاركة، وبدا انهم احتلوا مقاعد ضيوف مهمين، كما حصل مع الوفد الكويتي برئاسة ممثل الأمير، الذي لم يحصل على كرسي للجلوس قبل مغادرته والوفد المرافق، احتجاجاً على ”سوء التنظيم“ كما وصفه بيان الاتحاد الكويتي للكرة.