تراشقت بغداد وواشنطن 3 أيام
جلاء الأميركان سيبدأ من عين الأسد ثم أربيل.. “لا تصدقوا الأجانب”
964
منذ ليل الجمعة، لا يتوقف تراشق التصريحات والمعلومات، وبدأ الأمر حين نقلت وكالة “رويترز” عن 5 مسؤولين أميركيين و3 عراقيين تأكيدات بأن البلدين “توصلا بالفعل إلى اتفاق انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق في أيلول من العام 2025 ليكتمل الانسحاب نهائياً بحلول أوآخر العام 2026، وأن كل ما تبقى هو تحديد موعد الإعلان عن الاتفاق”.
وبادر وزير الدفاع ثابت العباسي إلى تأكيد تسريبات “رويترز” حين ظهر في حوار متلفز وكشف جانباً آخر من المفاوضات، وقال إن “وزير الدفاع الأميركي طلب عاماً إضافياً لكن العراق رفض”، وفي تلك الأثناء حاول سبهان ملا جياد، مستشار رئيس الوزراء كبح تسارع التصريحات، حين نفى التوصل إلى اتفاق مؤكداً أن جولات جديدة من الحوار ستبدأ، لكن المستشار الحكومي فرهاد علاء الدين كان قد أعلن أن المفاوضات انتهت، ثم لم تمض ساعات حتى تحدث مسؤول أميركي من البنتاغون لوسائل الإعلام بأنه “ينفي (أيضاً) التوصل إلى أي اتفاق بهذا الشأن”.
وأثار تسريب مسؤول البنتاغون الأخير غضب ناطق الحكومة العراقية باسم العوادي، الذي عاد لتأكيد رواية “رويترز” ووزير الدفاع العراقي، مشدداً على أن البلدين أكملا الاتفاق على الانسحاب الكامل وأن الأمر لم يعد خاضعاً للنقاش، وبدا واثقاً من إعلان انتهاء جولات التفاوض مع الولايات المتحدة.
متحدث الحكومة لم يكتف بذلك بل عاتب العراقيين الذين يشككون بتصريحات “أبناء بلادهم” ويصدقون تصريحات ناطقين من البنتاغون أو البيت الأبيض قد لا يكونون على اطلاع حول المجريات، واستطرد في تفاصيل من قبيل أن الانسحاب سيبدأ من قاعدة عين الأسد في الأنبار وتكون نهايته مغادرة قاعدة حرير في أربيل.
وتجنب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في إطلالته الأخيرة التعليق على تقرير “رويترز” والجدل حوله، ولكن في المحصلة يمكن القول إن المسؤولين العراقيين يتحدثون بثقة عالية عن أن “الأمر قُضي” بالفعل، وأن لا شيء تسبب بتأخير الإعلان الرسمي عن الاتفاق إلا تطورات المنطقة “فالعالم قال لنا.. عمي صلوا على النبي.. المنطقة تتجه إلى حرب وأنتم تتكلمون عن اتفاق.. دعونا نقوم بتأجيل الأمر”.
مستشار السوداني: "الإرهاب دولي".. كيف نواجهه بلا "تحالف دولي"؟
باسم العوادي – ناطق الحكومة في حوار مع الإعلامي علي عماد تابعته شبكة 964:
كانت هناك حملة قاسية وظالمة ضد الحكومة منذ يوم 20-8 إلى اليوم، وعبّر الجميع عن آرائهم بما فيهم الأطراف الظلية والمواقع والجيوش الالكترونية وضخمت قضية غير موجودة في الأصل بالرغم من أن مجلس القضاء الأعلى قال إن كل ما يطرح هو مجرد تكهنات وتحليل سياسي لا يستند على معلومات حقيقية.
كان هناك انتظار شعبي كبير جداً لظهور السيد رئيس الوزراء والحديث مع الشعب العراقي ومع الأطراف السياسية أيضاً، لذا أكد رئيس الوزراء على أن الحكومة حكومة الجميع وهي أيضاً حكومة المكون الوطني الأغلب، وحسب فهم السيد رئيس الوزراء فإن هدف الحكومة هو إعادة الثقة بالعملية السياسية وتقديم الخدمات لذا ابتدأ رئيس الوزراء الخطاب بتعداد هذه الخدمات، وأراد رئيس الوزراء أيضا أن يؤكد أن الحكومة ماضية بهذا الطريق ولن تتحول إلى حكومة منابزات وخلافات سياسية والمعيار هو رضا الشعب، والحكومة ماضية بهذا الاتجاه ولن تلتفت للمشاكل السياسية.
رئيس الوزراء هو الأقل ظهوراً إعلامياً في محاولة لتجنب أن تكون الحكومة حكومة مناكفات سياسية.
لماذا لا يستجيب رئيس الوزراء لبعض رغبات الاطار؟ والجواب هنا هو أن الاطار ليس كتلة واحدة، فهناك سبع أطراف أساسية في الاطار تجتمع وتحضر اللقاءات وهناك 7 أطراف ثانوية لا تحضر فالاطار الأوسع هو 14 جهة.
الاجتماع الأخير للإطار كان ناضجاً جداً وبالمحصلة كان هناك تفاهم ووضوح وصراحة.
بعض قيادات الإطار مثلي ومثلك وسمعوا من الاعلام عن القضايا، وسألوا عن كيفية تعاطي الحكومة مع مجلس القضاء الأعلى وأكد السيد رئيس الوزراء على أنه خول القضاء العراقي المستقل والسلطة القضائية العليا بمتابعة الملفات فالسيد رئيس الوزراء يدعم القضاء العراقي وسيلتزم بمقرراته وبالتالي عندما كتب بيان الاطار طرح السؤال التالي “هل مازلتم كأطراف في الإطار تعتبرون الحكومة ممثلة للإطار أم لا؟ فقالوا نعم”. ولم تطرح شروط سياسية وكان هناك فقط حوارات مركزة وبصراحة عالية.
رئيس الوزراء لا يريد أن يفرض التغيير الوزاري فإذا كان هناك تغيير وزاري سيتم بالتوافق والتراضي مع الأطراف السياسية الأخرى.
إن كان هناك شخص أوقف تداعيات ملف عقد الشركة العامة للسكك الحديد فهو السيد رئيس الوزراء وقد تم الانتباه له وايقافه منذ أشهر عدة وقبل طرحه في الاعلام وقد تم إيقاف العشرات من هذه العقود لكن السيد محمد شياع السوداني هو ليس رجل استعراض، فوالله يستطيع بالملفات التي أوقفها أن يتحول إلى بطل قومي تهتف به الجماهير في الشارع العراقي لكنه يفكر بالنتيجة بأن كثرة الحديث ستتحول إلى خلافات سياسية وهو ما يقود إلى عدم الاستقرار وهذا يعني الإضرار بالعراق وبمشروع الحكومة لذلك تتم الأمور بغاية السرية والسكوت.
في قضية نور زهير يجب ألا تكون هناك اتهامات بتحميل الحكومة العراقية نتائج عدم تحقق شيء في هذا الملف لأنه ملف قضائي ويجب أن نحترم إرادة القضاء العراقي، فالحكومة تقيم وزناً عالياً للقضاء ولرئيس السلطة القضائية في العراق وبقية القضاة في العراق.
ملف الانسحاب الأميركي:
اكتملت المفاوضات بخصوص انسحاب التحالف وكان من المفترض أن يعلن قرار الانسحاب في نهاية الشهر، ولكن وزير الخارجية الأمريكي في اتصاليه الأخيرين (طلب التأجيل) بسبب اندلاع أزمة حرب غزة واغتيال إسماعيل هنية والاغتيالات في لبنان والضربات في اليمن.
“كل العالم قالوا.. عمي يا ناس صلوا على محمد خلي شوية نتفاهم.. المنطقة ذاهبة باتجاه الحرب الشاملة وأنتم في العراق تتحدثون عن اتفاقيات فأجلوا هذا الموضوع”.
الاتفاقية تمت ولكن الإعلان عنها تأجل. سنبدأ بعين الأسد ثم ننتقل إلى حرير.
أستغرب كيف يصدق البعض المتحدث باسم البيت الأبيض أو البنتاغون عوضاً عن تصديق حكومتك وابن بلدك وهو لا يكذب ولا يخفي عنك شيئا في هذا الموضوع فالمتحدث باسم البيت الأبيض أو باسم البنتاغون ليس لديه اطلاع، لا أفهم لماذا تضع ابن بلدك في موضع الجهة الأضعف؟ هل وصلنا إلى مرحلة عدم الثقة بيننا؟
نقول إننا في بغداد لدينا أيضا حسابات سياسية فتوقيت بغداد المناسب الذي يرفع سمعة وكرامة العراق سيتم الإعلان عنه وفق ما يناسب العراق وأتمنى أن لا يتجاوز نهاية شهر أيلول الحالي.
مستشار السوداني: الفصائل قالت إنها ستلقي السلاح فور مغادرة الأميركان
سبهان ملا جياد مستشار رئيس الوزراء:
عدم وجود أي اتفاق حتى الآن على موعد ثابت لإنهاء مهام التحالف الدولي في العراق وإخراج القوات الأميركية.
الحوارات في هذا الإطار بين بغداد وواشنطن ستعود مجدداً خلال الأيام القادمة.
لم يُحدد أي موعد زمني للانسحاب الأميركي من العراق، لكن هناك توجهاً للحكومة العراقية، بإنهاء مهام التحالف الدولي.
ستشهد الأيام المقبلة جولات حوار جديد بين العراق وأميركا، حتى يكون هناك تهيئة للانسحاب الجزئي.
نكرر.. لم يُحدد أي موعد لهذا الانسحاب لغاية الآن.
المالكي أمر النواب بالتغيب عن جلسة "إخراج الأمريكان".. مستشاره
تقرير رويترز:
توصلت الولايات المتحدة والعراق إلى تفاهم بشأن خطط لانسحاب قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق وفقا لمصادر متعددة مطلعة على الأمر.
وقالت المصادر إن الخطة، التي تم الاتفاق عليها على نطاق واسع ولكنها تتطلب موافقة نهائية من العاصمتين وموعداً للإعلان، ستشهد مغادرة مئات الجنود بحلول سبتمبر 2025، على أن يغادر الباقون بحلول نهاية عام 2026.
وقال مسؤول أمريكي كبير “لدينا اتفاق، وتبقى الآن فقط مسألة موعد الإعلان عنه”.
وتسعى الولايات المتحدة والعراق أيضا إلى إقامة علاقة استشارية جديدة يمكن أن تشهد بقاء بعض القوات الأمريكية في العراق بعد الانسحاب.
وقالت المصادر إنه كان من المقرر في البداية إصدار إعلان رسمي قبل أسابيع ولكن تم تأجيله بسبب التصعيد الإقليمي المتعلق بالحرب الإسرائيلية في غزة ولتسوية بعض التفاصيل المتبقية.
تشمل المصادر خمسة مسؤولين أمريكيين ومسؤولين اثنين من دول التحالف الأخرى وثلاثة مسؤولين عراقيين تحدثوا جميعا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بمناقشة الأمر علنا، وقالت عدة مصادر إن الاتفاق قد يعلن هذا الشهر.
فرهاد علاء الدين مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء العراقي قال إن المحادثات الفنية مع واشنطن بشأن انسحاب التحالف قد انتهت.
وبموجب الخطة، ستغادر جميع قوات التحالف قاعدة عين الأسد الجوية في غرب محافظة الأنبار وتخفض بشكل كبير وجودها في بغداد بحلول أيلول/سبتمبر 2025.
ومن المتوقع أن تبقى القوات الأمريكية وقوات التحالف الأخرى في أربيل، في إقليم كردستان الشمالي شبه المستقل، لمدة عام إضافي تقريبا، حتى نهاية عام 2026 تقريبا، لتسهيل العمليات الجارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
ومن المرجح أن يمثل الاتفاق، عند الإعلان عنه، انتصارا سياسيا للسوداني لأنه يوازن موقف العراق كحليف لكل من واشنطن وطهران. وستنتهي المرحلة الأولى من الانسحاب قبل شهر واحد من الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في أكتوبر 2025.
وقال مسؤول أمريكي إنه بالنسبة للولايات المتحدة، يوفر الإطار الزمني لمدة عامين “مساحة للتنفس”، مما يسمح بإجراء تعديلات محتملة إذا تغير الوضع الإقليمي.
"أسمعوا المتفاوضين مع الأميركان.. كلا كلا أميركا".. مقتدى الصدر يلهب جمهوره (فيديو)
وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي:
اللجان العسكرية العليا بين الجانب العراقي والأميركي توصلت إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف على مدى سنتين، وتحويل العلاقة إلى شراكة أمنية مستدامة، وتم الاتفاق على إنهاء مهمة التحالف على مرحلتين، المرحلة الأولى تبدأ هذا العام وتستمر حتى 2025، في حين تنتهي المرحلة الثانية في 2026.
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أعرب عن اعتقاده بأن مدة عامين غير كافية للانسحاب مطالباً بإضافة سنة أخرى، لكن بغداد رفضت التمديد.
تم تأجيل الإعلان عن الانسحاب بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة والانتخابات الأمريكية.
الحكومة ماضية بخطتها في إنهاء مهمة التحالف الدولي ووضعت تفاهمات لذلك، والأيام المقبلة ستشهد التوقيع على التفاهم الذي جرى في واشنطن.
العراق لا يسعى إلى قطع العلاقات مع واشنطن لكنه وضع الأسس البديلة لهذه العلاقة، ونسعى إلى تطوير العلاقة مع الولايات المتحدة وفق وجهة نظر الحكومة.