مليون وردة أسبوعياً إلى بغداد!

شيعة العراق الأكثر طلباً للورد.. هل تعرف كيف ننتج الوردة السوداء؟

ميسون الشاهين – 964

لم تعد تجارة الورود مجالاً كمالياً في العراق.. لقد أصبح سوقاً كبيراً مع متغيرات ثقافية ملحوظة على أسلوب حياة العراقيين، وقد استثمر رجال الأعمال فيه مبالغ كبيرة، كما في المشتل الضخم الذي يُظهره هذا الفيديو، ويزرع مختلف الأنواع ويكاثرها كما يستورد من كينيا والإكوادور وهولندا وبدرجة أقل من تركيا وإيران، والتجار أنفسهم لم يعودوا مجرد باعة، بل مختصين يضبطون حجم الجمبذة عند 5.5 سم المثالي، ويستخدمون طرقاً في الإكثار منها إعادة رأس الغصن النابت حديثاً إلى الأرض عبر طويه بما يقوي الشتلة، والطول المثالي للورد في العراق هو 60 سم بخلاف روسيا مثلاً التي تعتمد 90 سم، ويقول التجار إن مجالهم سريع الربح، فالأموال تعود سريعاً وخلال أقل من أسبوع، وتستعد مشاتل البلاد إلى انعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد عبر زراعة كميات كبيرة.

ولعبت المواسم الدينية دوراً إضافياً في تعزيز ثقافة اقتناء الورد في البلاد، ولذا يقول القائمون على هذا المجال إن زبائن المناسبات الدينية لاسيما أربعينية الإمام الحسين وعيد الغدير ومواليد الأئمة في شعبان وغيره، لعبوا دوراً عابراً لرفع الإقبال، فالورد الأسود لم يعد مقتصراً على مناسبات الطلاق، بل جزءاً رئيساً من الشعائر الدينية، حيث يجري حقن بعض الورود أو صبغها بما يلائم مواسم الأحزان الشيعية، وفي مقابلة أجرتها شبكة 964 مع مقتدى الحلفي وهو من تجار الورد في العراق، يقول إن احتياج السوق العراقي للورود تضاعف كثيراً خلال السنوات الأخيرة، موضحاً أن بغداد لوحدها تستورد أسبوعياً ما يقارب 3 آلاف “كارتونة” من الورود بأنواعها المختلفة، كما تتربع البصرة على رأس القائمة إلى جانب النجف وكربلاء وواسط.

أنور جاء من بغداد إلى تكريت ليبيع الورد في شارع الزهور.....

أنور جاء من بغداد إلى تكريت ليبيع الورد في شارع الزهور.. ومسؤولو الحكومة من زبائنه

ويوضح الحلفي، أن العراق يعتمد في استيراد الورد على كينيا وهولندا بالدرجة الأولى، ثم تركيا وإيران في حال انقطاع الطيران وعدم وصول الشحنات، إذ لا يفضل السوق هذه المناشئ، ويلفت إلى أن الورود تدخل للبلاد حصراً عبر مطار أربيل، إذ يصعب دخولها لمطار العاصمة أو أي مدينة أخرى بسبب قوانين قديمة، ومع تحسن الحركة الاقتصادية في البلاد لوحظ التوجه إلى ورود ذات جودة أعلى من الإكوادور.

وبدأ الحلفي بتجربة زراعة الورد في العراق في بيوت زجاجية بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، إذ يبين أن إسبانيا رائدة في هذا المجال، وعمد إلى استيراد تلك البيوت من مدريد، وبدأ بزراعة نوع “روز” بنظام الهيدروبونيك الذي يستخدم الماء بدلاً من التربة، واعتماد طريقة طي ساق الوردة إلى الأرض لتقوية الغصن وتحفيزه من خلال أشعة الشمس التي تقع عليه بشكل عامودي.

شاهد: رجال بلد يطوفون الشوارع بالدشاديش البيضاء وباقات...

شاهد: رجال بلد يطوفون الشوارع بالدشاديش البيضاء وباقات الورود احتفالاً بالغدير

مقتدى الحلفي، تاجر ورد، لشبكة 964:

أيام محرم وصفر للحزن، كوسط شيعي لا أحد يفرح، لذلك حتى الورد يختارونه باللون الأسود.

ثقافة الورد في السنوات الأربع الأخيرة انتشرت بكثافة خلافاً للسابق إذ كانت تقتصر الهدايا على الحلويات، أما الآن دخلت في صناعة مجالات عدة بينها الحلويات والهدايا، وبات مرافقاً لأي هدية أخرى مهما كانت.

ألوان الأحمر والأصفر تدل على الفرح والبهجة، لذلك في محرم نصبغ الورود، فلا يوجد ورد لونه أسود من تركيبته الوراثية.

نستورد الورد من الخارج إلى مطار إقليم كردستان حصراً، ويصعب استيراده عبر مطار بغداد أو أي مطار آخر في العراق، وهذا من زمن النظام السابق، لذلك نلجأ لكردستان لأنه يسمح باستيراده.

حين تصل الورود إلى المطار يكون مضى على قطفها نحو يومين، وتكون بحالة ذبول وعطش ويسهل صبغها، وفي محرم نجلب الورود الحمراء ونحقنها بصبغة باللون الأخضر، فتتحول إلى الأسود.

غالبية المناطق حتى الصغيرة مثل الصويرة على أطراف بغداد أو هيت، بدأت بافتتاح محلات ورد لأن الطلب في حفلات الخطوبة والتخرج والمناسبات الأخرى يزداد كثيراً، حتى أن كل محل حلويات لديه نحو 3 برادات لحفظ الورد وإرفاقه وبيعه مع الحلويات.

نستورد من كينيا إلى بغداد أسبوعياً بحدود 3 آلاف “كارتونة” تحتوي كل واحدة منها على 30 “ربطة” تضم الواحدة منها 10 وردات، إلى جانب استيراد إكسسوارات الورد من نباتات مثل الداوودي، الكريز، النجمة، ورق الصالون، من إيران وتركيا.

أبررز المناشئ التي نستورد منها الورد هي هولندا، كينيا، إيران، تركيا والإكوادور.

محلات الورد تكيف عملها وتشتري الورد يومين في الأسبوع لأن الطيران إلى أربيل أحياناً يتوقف وغالباً يكون الاستيراد مرتين في الأسبوع فقط، أحياناً تنطلق الطائرة من كينيا يوم السبت وتحط في مطار أربيل مساء الأحد، فيما تصل الورود إلى بغداد فجر الاثنين، وصاحب المتجر تكفيه البضاعة نحو يومين، وصباح الخميس يشتري أصحاب المحال الورد مرة ثانية لتكفيه إلى يوم الاثنين.

نور ومريم.. أول محل ورود

نور ومريم.. أول محل ورود "للبنات" في أبو الخصيب والزبائن عشاق الجامعات (فيديو)

كتاجر جملة في الأيام العادية أبيع بوكيه الورد بـ 5 دولار، لكن حين لا تأتي الطائرة إلى أربيل يرتفع السعر إلى 12 دولار وتصبح أزمة، لأن الشحن يكون عن طريق dhl وأحياناً لا يصل إلى أربيل مباشرة.

الورد الأسود هو فكرة جديدة في العراق عمرها لا يتجاوز سنتين، وبدأت النساء باستخدامها على السوشال ميديا سيما في حالات الانفصال، وأحياناً الزوجة تهدي الزوج بوكيه ورد أسود مع عبارة “ساعة السودة” كنوع من الفكاهة على مواقع التواصل، أما في محرم فالبعض بدأ باستخدام الورد الأسود ووضعه على الطاولات في المجالس.

عادة داخل مزارع الورد في كينيا، يحقنون اللون في الغصن عن طريق الإبر، وفي العراق حين نستورد الورد الأحمر يكون بحالة عطش وذبول وعند حقنها بالصبغة تمتص اللون كاملاً ويصل من الغصن إلى الفنجان.

عيد الأم وعيد الغدير، وشعبان، كلها مناسبات يزداد فيها الطلب على الورد، فمثلاً في عيد الغدير يتبادل الناس الهدايا معايدة للثبات على الولاية، وفي ذكرى مولد الإمام علي، وفي أوقات الزيارات يدخلون إلى الأضرحة حاملين الورد، ومنهم من يصنع “الصواني” ويزينها بالورد، وحتى رمضان الفائت ازداد الطلب على الورد وبات يتم تزيين صينية البخور أو العصير بالورد.

في الأيام الاعتيادية يكون الاستيراد من هولندا وكينيا، ومع تحسن الحركة الاقتصادية في البلد دخلت الإكوادور عل خط تجارة الورد، وبدأ يستورد العراق منها لأنه نوعية أفضل وسعره أغلى.

يوجد سوق للورد في أثيوبيا ودول أخرى لكن السوق العراقي يفضل منتج الإكوادور، هولندا، وكينيا، وفي الأزمات أو توقف الطيران، يستورد من دول أخرى مثل إيران وتركيا، لكن جودة الورد الإيراني منخفضة وأسعاره عالية ولا يحتمل طقس العراق لأنهم لا يضيفون له مواد كيميائية تحافظ على الورد بسبب العقوبات على إيران وافتقارهم لمثل هذه المواد.

الطائرة تنطلق من مطار كينيا الجمعة وتبقى السبت بمطار البحرين أو دبي ثم تصل إلى أربيل.

بعد قطف الورد يحقن بمواد محفزة وكيميائية خاصة تحافظ عليه لمدة 6 ساعات، ثم يحقن بصبغ مائي ويبقى لمدة ساعة، ويحتاج أن يبقى بعد ذلك 24 ساعة في البراد، كي يتكيف على البرودة والأجواء خارج المزرعة.

أكثر الألوان التي يتم صبغها هي الأسود والنيلي والسمائي، نحقن الصبغ الأزرق بوردة اسمها “الأثنة” لونها أبيض مخضر، وهناك وردة نصبغها بـ 7 ألون اسمها “بليمبو” وسعر الربطة منها 35 ألف دينار.

حجم الجمبذة القياسي للسوق 5.5 سم.

داخل البيوت الدفيئة لزراعة الورد، نتبع طريقة لتقوية الأغصان، وهي عندما ينمو ساق الوردة نقوم بطيه إلى الأرض لتحفيزه، لأن الغصن في بدايته يكون رقيقاً سيما في القطفة الأولى، وشتلة الورد تعطي إنتاج لمدة 10 سنوات تقريباً، وهذه الطريقة عند انحناء وطي الغصن تكون الشمس عامودية عليه بالتالي تقع الأشعة وعملية البناء الضوئي على الانحناء، الأمر الذي يقوي الساق، سيما عند الزراعة بالهيدروبونيك “الزراعة بالماء بدلاً من التربة التقليدية”، وتسمى محلياً هذه الطريقة “مطبخ”.

بعد أن يقوى ويطول الغصن يتحكم المزارع بطوله، هناك طول 70، و80 و90 سم، لكن في العراق نستورد طول 60 سم للغضن و5.5 للفنجان، وهناك زبائن خاصين وقلائل يطلبون 70 سم، روسيا مثلاً تطلب طول 90 سم وفنجاناً أكبر.

نحن الآن بدأنا بإنشاء مزارع للورد، استوردنا بيوتاً زجاجية من هولندا وإسبانيا فالأخيرة رائدة في هذا المجال، وبدأنا بإجراء تجارب على الورد، لدينا 3 آلاف متر مربع في أربيل فيها بيتان للورد، ونجرب على أنواع أخرى إذا كانت الزراعة في العراق تنجح على التكنولوجيا الحديثة.

نريد أن نختبر الآن مدى نجاح الزراعة وماذا يطلب السوق العراقي كأنواع، لأنه منذ 3 سنوات تضاعف حجم الاستيراد لسد حاجة السوق، فاليوم هناك أعراس تتطلب تزيين مساحات ضخمة بالورد الطبيعي ومع ذلك السوق لا يستطيع أن يلبي مثل هكذا طلب ويستعينون بالورد الصناعي في الأعراس، كما أن تدوير الأموال في تجارة الورد سريع، لأن البضاعة تباع خلال ساعات عدة، وتعود بأرباحها.

أكثر أنواع الورود تفضيلاً في السوق العراقي الآن، هو الروز الأحمر، البيبي روز، الجبسوفيل، الروز الأبيض، الألوان الوردية.

الآن نستورد نحو 60 “كارتونة” من البيبي روز، والكثير من الفتيات بدأت بافتتاح مشاريعها الخاصة ومن ضمنها محلات الورد ونجحن في ذلك، وكثير منهن مثلاً تصنع الحلويات في المنزل وتزينها بالورود وتسوق عبر السوشال ميديا.

زراعة الورد داخل البيوت الزجاجية على التكنولوجيا الحديثة، توفر تكاليف الاستيراد من الدول، واستثمار مبلغ 5 مليون دولار للزراعة في هذه البيوت، يعود 12 مليون دولار خلال عام أو عامين، فهي تجارة مربحة جداً؟

قريباً سنفتتح البيوت الزجاجية للورد في الوسط والجنوب والموصل، لتلبية حاجة السوق.

السوشال ميديا والحركة الاقتصادية في البلاد، إلى جانب التأثر بالأفلام الأجنبية والمسلسلات التركية، أدت إلى تصاعد ثقافة الورد والاهتمام به والطلب عليه.

مدينة الصدر، فيها الكثير من محلات الورد والطلب عليه كبير، البصرة هي أكثر مدينة لديها طلب على الورد بعد العاصمة، تليها النجف وكربلاء، ثم السماوة ثم واسط.

مناطق البصرة مثل الزبير، أحياناً تستورد الورد من الكويت عند الحاجة، أو خلال الأزمات.

العام الفائت كان الطلب على الورد الأسود خاصاً جداً، أما هذا العام بات حاجة لكل السوق ومع كل شحنة استيراد يجب أن يكون لدي في كل وجبة ألف وردة سوداء، سيما الآن يوجد مجالس ويجهزون الطاولة بجانب الشيخ والقارئ أو الرادود، ويصورون تلك المجالس، حتى داخل البيوت بدأوا يضعون وروداً سوداء داخل “الفازات” في أشهر الحزن.

سعر ربطة الورد الأحمر للتجار العاديين في السوق 5 دولار وعند صبغها تصبح 10 دولار.

ربطة الورد الإكوادوري تكون 20 وردة، في حين أن الهولندي 12 وردة.

تقريباً في السوق كل ألوان الروز يكون سعرها 5 آلاف دينار، أما الأسود والنيلي 7 آلاف دينار.

الحكومة الآن بدأت بالتعاقد مع شركات الورد والتجار من أجل انعقاد القمة العربية في الشهر السابع العام المقبل، لتوفير الورد للمناسبة، ونحن بدأنا بإرسال مبالغ ضخمة لمزارعين في كينيا من أجل تحضيرات رأس السنة.

صور من متجر بائعة الورد أم أمير في

صور من متجر بائعة الورد أم أمير في "بلد".. ثقافة تنتشر أكثر في المدينة

فيديو مع شهد بائعة الورد وقطتها.. من محل صغير إلى أكبر م...

فيديو مع شهد بائعة الورد وقطتها.. من محل صغير إلى أكبر متاجر الموصل

"حنان" تستورد الورد من أربيل إلى الطويسة: حبّچية البصرة كثيرون ومشروعي نجح

أول بائع زهور في الطارمية يطلق تحدياً: لن تجدوا أرخص من ...

أول بائع زهور في الطارمية يطلق تحدياً: لن تجدوا أرخص من "بستوگة" (صور)

أكبر بائع ورد في الكاظمية: أبيع شتلات تطرد الحسد.. والصب...

أكبر بائع ورد في الكاظمية: أبيع شتلات تطرد الحسد.. والصبار الأكثر طلباً (فيديو)

فيديو من الديوانية قبل قليل.. المحلات باعت كثيراً من ال...

فيديو من الديوانية قبل قليل.. المحلات باعت كثيراً من الورد الكيني في عيد الأم