"الرخاء الاقتصادي أنعشهم"
عداي الغريري يطلق نداءً.. 5 سحرة ضمن شارع واحد في بغداد!
آلبو عيثة (بغداد) 964
حاورت شبكة 964 أحد “المعالجين الروحانيين” في منطقة آلبوعيثة جنوب بغداد، وهو الشيخ أحمد اسماعيل، الذي طالب بوضع حد لانتشار السحرة والمشعوذين في المنطقة، وقال إن ارتفاع المستوى الاقتصادي للسكان دفع كثيرين للجوء إلى أعمال السحر رغبة بالحماية من الحسد، أو حتى إيذاء الآخرين، ويقول اسماعيل إن الشارع الذي يسكنه بات يضم أكثر من 5 سحرة يتنافسون بشدة، ويؤكد إسماعيل أنه يعمل على فك السحر الذي يتسبب به هؤلاء عبر قراءة ما يُعرف بـ”الرقية الشرعية” وتقديم ماء زمزم، وتحدثت الشبكة أيضاً إلى رجل الدين البارز عداي الغريري، وقد ذكّر بأن الدين الإسلامي يفرض عقوبات مشددة ضد السحرة، ودعا الحكومة إلى الالتفات لهذا الخطر، وتنشر الشبكة شهادة إحدى زائرات السحرة في المنطقة، والتي تقول إنها أحصت أكثر من 10 أشخاص في قاعة الانتظار لدى أحد السحرة، يدفع كل منهم 40 ألف دينار، أما الخبير القانوني علي التميمي فقد أكد أن عقوبة الساحر في القانون العراقي قد تصل إلى السجن 5 سنوات لكنها ليست عقوبة شديدة بما يكفي، لأن الضحايا يدفعون الأموال بإدراتهم ودون إكراه.
السحر في العراق:
أحمد إسماعيل – معالج من السحر والمس، لشبكة 964:
أعمل في البيت كمعالج لضحايا أعمال الشعوذة وأستقبلهم في بيتي من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الثانية عشر ليلاً حيث أستقبل عشرات الزوار يومياً.
أعالج الزوار بالرقية الشرعية المتعارف عليها بين جمهور المسلمين وهي قراءة آيات من القرآن الكريم وبعض الأدعية وإعطاء المريض بعض الأعشاب وماء زمزم.
انتشرت في الآونة الأخيرة ممارسات السحر بشكل كبير والتعامل مع السحرة بعد استقرار الوضع الأمني في جنوب بغداد ومناطق عرب جبور وآلبو عيثة ومع ازدياد حالة البذخ والثراء لدى كثير من العوائل بعد ظهور المجمعات السكنية التي حولت معظم أهالي هذه المناطق إلى أثرياء، حيث أن كثيراً من النساء يذهبن إلى السحرة لعمل أعمال إبعاد العين والحسد والزواج والحمل أو حتى إلحاق الضرر بأشخاص يرغبن بإيذائهم.
في منطقتي قرب جسر الجمعية هنالك 5 سحرة بنفس الشارع الذي أسكن فيه حيث توجد بينهم منافسة شرسة في الأسعار وقوة السحر والتي يصل فيها سعر العمل إلى 35 ألف دينار أو أكثر.
ضحايا أعمال السحر يعانون من أضرار كثيرة بعضها تكون صحية واضحة وأخرى تتعلق بالعمل والحياة الزوجية.
لا أتقاضى أجوراً على الرقية الشرعية ولكن على العلاج الذي أعطيه للمرضى والوقت والجهد الذي أبذله في العلاج حيث أطلب مبلغ 25 ألف دينار، ومجاناً للعوائل الفقيرة.
نطالب الحكومة بإطلاق عملية أمنية كبرى لملاحقة المشعوذين والسحرة للحد من انتشارهم وكذلك إصدار تخويل لبعض المعالجين بعد خضوعهم لاختبارات مختصة وتزكيات من مراجع دينية.
(س.ج) – من سكنة المنطقة، لشبكة 964:
كنت أعاني من إعياء شديد ودوار مستمر وبعد عدة مراجعات طبية لم تتحسن حالتي الصحية بل كانت تزداد سوءاً عندها اقترحت والدتي زيارة الشيخ في منطقتنا.
بعد زيارة الشيخ في منزله وجدنا ما يقارب 5 رجال و10 نساء وجلسنا وبدأت الرقية وأعطانا شراباً وماءً وطلب مبلغ 40 ألف دينار من جميع المرضى ولم تتحسن حالتي من تلك الزيارة.
أُصبت بصدمة من العدد ومن المبلغ الذي حصل عليه الشيخ خلال جلسة واحدة حيث أنه لم يعطنا سوى ماء مخلوط بالأعشاب كما نعلم أن الشيخ يستمر بالرقية طيلة النهار وفي جميع أيام الأسبوع.
الشيخ عداي الغريري – أكاديمي في العلوم الإسلامية، لشبكة 964:
ظاهرة انتشار السحر تتأثر بعامل الوضع السياسي، فكلما تضعف السلطة تنتشر هذه الأمراض فهي عامل مرتبط بالوضع الأمني حاله كحال الفساد الإداري الذي يعم الدولة.
القضاء على هذه الظاهرة في البلد يأتي من خلال تفعيل الدور الرقابي الأمني ونشر ثقافه التحذير من هذه الظاهرة عن طريق المساجد والجامعات والإعلام.
الدين الإسلامي يفرض عقوبات مشددة على من يمارس السحر.
علي التميمي – خبير قانوني، لشبكة 964:
قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 اعتبر جرائم السحر والشعوذة والحصول على النفع منها جريمة نصب واحتيال وفق المادة 456 من قانون العقوبات.
تصل عقوبة من يمارس هذه الأعمال إلى الحبس لمدة لا تزيد عن 5 سنوات لكل من استخدم طرقاً احتيالية في الكسب.
السبب في عدم تشديد القانون في عقوبة من يمارس هكذا أعمال هو أن المجني عليه يسلم المال إلى الجاني برضاه ودون ضغط عليه.