"قبل ابتلاع الصين كل شيء"
“هدية عراقية” ضرورية لإيران ويقدمها الأميركان! وصية من New Lines
964
قدم تقرير نشره موقع “نيو لاينز” New Lines المهتم بالسياسة الخارجية الأمريكية، عدة توصيات للبيت الأبيض، بشأن مراجعة قواعد التنافس مع إيران داخل العراق في المجال الاقتصادي، واقترحت على واشنطن أن “تصمم هدية” لإيران، مثل منحها مشروعاً كبيراً لمدة 20 عاماً في العراق، كتسوية، وإلا فإن طهران سيمكنها إدارة الأمور بشكل يقصي المصالح الأمريكية وقد بدأ النفوذ الصيني يتوسع بالفعل، كما كشفت جولات التراخيص الأخيرة، وقصف منشآت الغاز العراقية التي تحميها وتدعمها الولايات المتحدة وشركاتها، وفقاً للتقرير .
تحذير أمريكي من وساطة بغداد بين أردوغان والأسد: العراق سيدفع الثمن بعودة داعش
نفط العراق شغل العالم 3 أيام.. كل ما نعرفه عن جولة التراخيص ورقعتنا البحرية
الصورة مع أردوغان "مخزية" وبغداد تحيرني هل هي مع واشنطن أم طهران؟.. صالح المطلك
تقرير نيو لاينز، ترجمته شبكة 964:
جاءت نقطة التحول في السياسة الخارجية العراقية مع زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة في نيسان ولقائه الرئيس جو بايدن، وعدد من قادة الأعمال الأمريكيين، مما أدى إلى توقيع العشرات من مذكرات التفاهم التي ركزت على التجارة والطاقة لتقليل الاعتماد على واردات الغاز الطبيعي.
وبعد فترة وجيزة من عودته، استضاف السوداني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اجتماع تمخض عن عشرات الاتفاقيات، بما في ذلك اتفاق يتعلق بمشروع البنية التحتية لطريق التنمية، ثم أعقبها بمحادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ركز على توسيع التعاون الاقتصادي الثنائي.
ويوحي حضور وفدي الإمارات وقطر في حفل توقيع الاتفاق بين العراق وتركيا، بالدور المحتمل لهما في تمويل هذا المشروع، إذ يوجد لدى تركيا وقطر طموحات لبناء خط أنابيب عبر العراق لنقل الغاز الطبيعي القطري إلى الأسواق التركية، ومع الاستثمارات المناسبة، فقد يصبح العراق مصدراً للغاز إلى تركيا.
تشير هذه التطورات إلى تحول كبير في النظرة الاستراتيجية للحكومة العراقية المتمثلة في التوافق مع السياسة الأمريكية وجيرانها في الخليج والتي تهدف إلى تقليل اعتماد بغداد في مجال الطاقة على إيران.
وتروج بغداد للاستثمارات الأمريكية كحل ضروري لنقص الكهرباء المزمن الذي يجعل التعامل مع حرارة الصيف الحارقة أكثر صعوبة ويولد عدم استقرار اجتماعي، وتعد مشروع طريق التنمية كمحاولة لتنويع اقتصادها، لكن إيران تفسر الأمرين على أنهما مناورات استراتيجية ودفع من الولايات المتحدة لإضعاف نفوذها في العراق والمنطقة. وحفاظاً على استثماراتها السياسية والاقتصادية الطويلة الأمد في العراق، استخدمت إيران القوة الناعمة والصلبة عندما أدركت أن هيمنتها مهددة.
هجوم قاتل
وفي خضم التواصل الدبلوماسي للسوداني مع منافسي إيران الجيوسياسيين، أدت غارة لطائرة بدون طيار في نيسان الماضي، إلى شل الإنتاج في أضخم موقع لإنتاج الغاز الطبيعي وهو حقل “خور مور”، وألقت حكومة كردستان، اللوم على الميليشيات الإيرانية، وقد أدى هذا الهجوم إلى قطع إمدادات الوقود اللازمة لتوليد 2500 ميغاواط من الكهرباء، التي تغذي الشمال، وقد حمل الهجوم رسالة صارخة مفادها؛ “وجود نية كبيرة لتخريب الجهود الرامية إلى إبعاد العراق عن واردات الغاز من إيران”.
تضاءلت الحماسة
في أعقاب زيارة السوداني إلى واشنطن، ظهرت فرصة سانحة لتجديد الاستثمار الأمريكي في قطاع النفط والغاز في العراق، وأرجأت وزارة النفط العراقية جولتي التراخيص الخامسة والسادسة في البلاد، والتي كان من المقرر إجراؤها في نيسان، إلى أيار، في خطوة من المرجح أن تستهدف جذب شركات الطاقة الأمريكية، ومع ذلك، لم تتقدم أي شركة أمريكية بعروض، وحصلت الشركات الصينية على 10 من أصل 13 عقداً، وتشير هذه النتيجة إلى أن الجهود المبذولة لتقويض ثقة الولايات المتحدة في مناخ الاستثمار العراقي كانت ناجحة.
يمكن أن يساعد الاستثمار الصيني في مجال الطاقة، العراق على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء على المدى الطويل، لكن دون أن يكون له نفس التأثير الاستراتيجي على الفصائل الموالية لإيران داخل العراق أو النفوذ الجيوسياسي لطهران، بالتالي تعمل بكين بمثابة ثقل موازن للنفوذ السياسي والاقتصادي الأمريكي في العراق.
يعد هجوم خور مور بمثابة تذكير قوي لشركات الطاقة الأمريكية والقوى الإقليمية مثل تركيا بالمخاطر التي ينطوي عليها الاستثمار في قطاع الطاقة، ورسالة مفادها “المغامرة في العراق على مسؤوليتك الخاصة”.
نتيجة المنافسة
الإدارة الأمريكية كانت تعمد إلى تعزيز استقلال العراق في مجال الطاقة لمواجهة النفوذ الإقليمي الكبير لإيران، وقد تضمن هذا النهج الدعوة إلى تعاون أقوى في مجال الطاقة بين حكومتي إقليم كردستان وبغداد، إلى جانب الدعم الأمريكي لزيادة إنتاج غاز خور مور لتلبية احتياجات منشآت الكهرباء في جنوب العراق، علاوة على ذلك، لعبت الولايات المتحدة دوراً فعالاً في تسهيل ربط الكهرباء بين العراق ودول الخليج العربي، كخطوة نحو تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الإيرانية.
لقد أعاقت هذه المنافسة الجيوسياسية بشدة التنمية الاقتصادية في العراق وأثرت على مواطنيه. ومن الواضح أن إيران تبدو وكأنها تكسب هذه المعركة. هذه الهيمنة هي نتيجة لعدة عوامل. لقد تعثرت الشركات الأمريكية بسبب الفساد المستشري في الحكومة العراقية، والبيروقراطية المفرطة، واللوائح المعقدة، مما يجعل من الصعب العمل في البلاد. وقد أدت المخاطر الأمنية، بالإضافة إلى النفوذ السياسي المتزايد للجماعات الموالية لإيران، إلى تثبيط الاستثمار. وأخيرا، لم تكن عقود الحكومة العراقية مواتية لمصالح الشركات الأمريكية، مما يجعل الشركات الصينية شريكا أكثر جاذبية. ونتيجة لذلك، قررت الشركات الأمريكية التي كانت لها عمليات في العراق بالفعل بيع حصصها لمنافسيها الصينيين.
مقترح للحل: هدية لإيران
بدلاً من التنافس على الهيمنة، تستطيع واشنطن وطهران التوصل إلى إطار عمل في العراق. ويمكن تحفيز طهران من خلال منحها صفقة طاقة طويلة الأجل في العراق، وهو ما يشبه اتفاقية مدتها 20 عامًا بالإضافة إلى الإعفاءات من العقوبات الأمريكية، والتي من شأنها حماية مصالحها الاقتصادية الحالية مقابل التعهد بالسماح باستثمار أمريكي آمن في الطاقة. قطاع. ويمكن بعد ذلك تسخير الخبرة الأمريكية لمساعدة العراق على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الطاقة من خلال صفقات لتطوير أنظمة الطاقة المتجددة.