المعلم معروف يشرح البرمجة

بغداد “تتجسس”.. بكالوريا كردستان “تتحدى” الشرق الأوسط في بث تلفزيوني ولا غش

964 – أربيل

في البث المباشر الذي نقلته الغالبية العظمى من القنوات الكردية، تحدث وزير التربية آلان حمه سعيد عن طريقة مبتكرة لتنفيذ امتحانات البكالوريا في إقليم كردستان وقال بثقة: “نحن فخورون بأن النظام الذي نستخدمه قد حقق العدالة، هذا النظام الذي نستخدمه للامتحانات موجود فقط لدينا في كل الشرق الأوسط”.

جاءت تصريحات وزير التربية مساء يوم الجمعة في وقت كان 120 ألف طالب وأولياء أمورهم ينتظرون نتائج البكالوريا للسادس الإعدادي.

في غرفة أخبار 964، بحثنا تفاصيل العملية، وقدمنا شرحاً لبعض المعلومات الدقيقة للغاية والتي قد لا تكون واضحة للجميع.

ما هو النظام وكيف يعمل؟

ما كان يستغرق حوالي مائة معلم وشهرًا كاملاً في الماضي يمكن إنجازه الآن بنقرة واحدة في غضون 40 دقيقة. يعرف الطالب درجاته بعد 24 ساعة من انتهاء الامتحانات، وإذا كان لديه شك في أي درجة، فيمكنه إدخال الرمز الخاص به ورؤية جميع الأوراق التي تحتوي على إجاباته.

هردي معروف سعيد هو مدير الامتحانات في وزارة التربية وعضو اللجنة العليا للامتحانات. كما يقولون، هو خبير في إدارة العملية ولا أحد يعرف ذلك أكثر منه. لقد أنشأ النظام بنفسه وطوره. سألت شبكة 964 الأستاذ هردي عن كيفية عمل النظام، وشرح كل شيء بالتفصيل.

استخدم هذا النظام للامتحانات منذ حوالي ثماني سنوات، ولكن تم تطويره سنة بعد سنة. مدير الامتحانات يشعر برضا كبير عن السنوات الخمس الأخيرة، وقال وزير التربية نفسه إن هذا العام هو الأفضل على الإطلاق.

عندما يدخل الطالب قاعة الامتحان، يتم إعطاؤه ورقتين: الأولى هي ورقة الأسئلة وتحتوي على 50 سؤالاً، والثانية هي ورقة الإجابات التي تسميها وزارة التربية “سوما”. لماذا سوما؟ لأن الدوائر السوداء التي يتم ملؤها تشبه حدقة العين البشرية واسمها باللغة الكردية “سوما”.

أسئلة الامتحان مقسمة إلى (26) مجموعة، لذلك لا يمكن للطلاب الغش أو تبادل الإجابات. فإذا كان هناك 26 طالباً في قاعة واحدة، فلن يكون لدى أي منهم نفس الأسئلة أو نفس ترتيب الأسئلة، لكل طالب نسخة فريدة.

بعد قراءة الأسئلة، يختار الطالب الإجابة الصحيحة على ورقة (سوما)، ويملأ الدوائر التي يعتقد أنها صحيحة بقلم رصاص.

من هنا، لا يوجد تدخل بشري ولا يبقى لأحد يد في العملية. يتم إدخال جميع الإجابات في جهاز خاص داخل غرفة التحكم، حيث يقوم الجهاز بمسح الأوراق واحدة تلو الأخرى وإدخال اسم الطالب ورمزه وإجاباته في الخادم الإلكتروني “سيرفر”.

لا يكشف السيد هردي معروف، عن تفاصيل برامج الجهاز ويقول إن “هذا هو سر العملية وقد ربطنا الأشياء باستخدام برامج خاصة”.

عمل شهر كامل يختصر بـ40 دقيقة

في نظام البكالوريا القديم، كانت تشكل عدة لجان من المعلمين الخبراء يصل عددهم إلى 100 معلم، ويحتاجون إلى شهر لمراجعة جميع الإجابات ووضع الدرجات وإصدار النتائج. في تلك الأيام لم يكن عدد الطلاب أكثر من أربعين ألف طالب، أما الآن فلا يستغرق الأمر ساعة واحدة بينما هنالك 120 ألف طالب.

قال مدير الامتحانات في وزارة التربية لـ 964: “بعد انتهاء جميع الامتحانات، نعطي الإجابات للسيرفر، الذي يضع الدرجات الصحيحة لجميع الطلاب في غضون 40 دقيقة”.

هذا العام، شارك 122 ألفًا و15 طالبًا في امتحان الصف السادس إعدادي، وقام كمبيوتر الوزارة بتحديد الصواب والخطأ للجميع، في أقل من ساعة.

يقول هردي معروف: “انتهت الامتحانات يوم الأربعاء، وكان بإمكاننا إعلان النتائج يوم الخميس، لكننا أجلناها إلى يوم الجمعة”.

ما يفخر به الأستاذ هردي وزملاؤه هو أنهم صمموا هذا النظام بأنفسهم ولم يستعينوا بأي شركة. هردي معروف، نفسه مهندس برمجيات ويعرف الكثير عن هذا المجال.

ماذا أضيف هذا العام؟

بعد بضع دقائق من حديث الوزير عن العملية، تم تفعيل الموقع الإلكتروني الذي أنشأته الوزارة والخاص بالنتائج. كان الطالب يدخل رمزه الخاص ويحصل على درجاته، ولكن هذا العام تم إضافة شيء آخر. هناك موقع إلكتروني آخر للإجابات، حيث يمكن لأي طالب كتابة رمزه وتسلسله ورؤية جميع أوراق الإجابات “سوما” الخاصة به. جميع الأوراق تحمل بصمة الطالب ويمكنه التأكد من أنها تخصه. يمكنه معرفة ما هو صحيح وما هو خاطئ، وإذا لم يكن راضيًا، يمكنه تقديم شكوى.

يقول هردي معروف: “لسنا مخطئين إذا قلنا إن هذا النظام غير موجود في عموم الشرق الأوسط”.

اختفاء الغش والنقل

من بين 122 ألف طالب في جميع أنحاء إقليم كردستان، كانت هناك 51 حالة غش. كشف عن هذه المعلومة الوزير آلان حمه سعيد، الذي قال: “أشرفت بنفسي على إنهاء الغش”.

يقول هردي معروف: “هذا النظام الذي نستخدمه لم يترك مجالاً للغش. كل ورقة تحمل رمزاً سرياً، وإذا تم تسريب أي جزء من الأسئلة، فسنعرف في غضون دقائق قليلة، لأي طالب تعود ومن أي مدرسة وأي محافظة”.

لقد لفت النظام انتباه بغداد أيضًا، حيث جاءت لجان اتحادية مرتين وشرح لهم هردي معروف كل الحكاية. يضيف: “إذا أرادوا استخدامه، فسنقدم لهم كل المساعدة”.

Exit mobile version