بغداد – 964
قالت الفنانة أميرة جواد، إن الفنان العراقي اليوم مثل “جندي في ساحة حرب”، لا سيما مع “تشوه” معايير النجاح، مشيرة إلى أن مخرجين باتوا يتجاهلون الأعمال الناجحة للفنان ويبحثون عن رصيده على السوشيال ميديا، فيما أعربت عن ندمها على الانفصال من زوجها الفنان الراحل صبحي العزاوي، ودافعت في الوقت نفسه عن دورها الجريء في الفيلم العراقي “افترض أنك سعيد”.
شذى سالم: مهرجان بابل مختلف هذه المرة.. العراقيون “جرو نفس شوية”
بغداد: شذى حسون تجمع نجوم العراق والعرب في ساحة الاحتفالات.. فيديو من المهرجان
جانب من حديث أميرة جواد للوكالة الرسمية، تابعته شبكة 964:
الفنان حين يعتلي خشبة المسرح يكون فارساً يقود ما لا يقل عن 500 متفرج من الجمهور الكريم، وأنتظر نصاً مسرحياً جيداً، ومخرجاً من فرسان المسرح لكي أعود إلى العمل من جديد.
نمر بمرحلة صعبة في ما يخص معايير النجاح، الفنان العراقي أصبح كالجندي الذي يقاتل في ساحة الحرب من حيث مواجهة التحديات الكثيرة منها المنافسة الشرسة، وصراع مواقع التواصل الاجتماعي، والمعايير غير الحقيقية في النجاح وغيرها من العقبات، إذ أصبحت للأسف أحد معايير النجاح المشوهة هي متابعات الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي فكلما كانت المتابعات مرتفعة كانت حظوظ الفنان وفيرة في اشتراكه في الأعمال الفنية وهذا ما يبحث عنه بعض المخرجين، الفنان الحقيقي الذي لديه رصيد من الأعمال الناجحة والمؤثرة لن يحتاج لهذه البهرجة ولن يحتاج لمن يبحث عنه بل تأريخه واسمه هما من يدلان عليه للاشتراك في الأعمال الفنية.
دوري في فيلم “افترض نفسك سعيداً” (العراقي) كان مرشحاً للفنانة المصرية ناهد يسري إلا أنها اعتذرت عن المشاركة في الفيلم لأسباب أجهلها، الفنان قاسم الملاك والفنان وجيه عبد الغني اتصلا بي وأبلغاني المجيء إلى الشركة وعرضا علي دوري الجريء في الفيلم وكنت أعمل حينها في مسرحية (البيتونة)، وبعد قراءتي للشخصية انتابني شيء من الخوف لجرأة الدور، بعدها أبلغت الفنان قاسم الملاك ترددي وخوفي من تجسيد الدور وقال لي: “أميرة لا تخافي نحن معك ولا نقبل أن تتضرري اطمئني”، كنت حينها في خصام مع زوجي وعلى وشك الانفصال ما زاد خوفي أضعافاً بأن يساء فهم اشتراكي في الفيلم، شجعني الفنان قاسم الملاك للاشتراك وفعلاً جسدت الدور وكان أجري الأعلى حينها وحقق نجاحاً ساحقاً ولم يستطع أحد أن يوجه سهام الانتقاد نحوي كوني عملت الدور بصورة مهذبة غير مبتذلة (الممنوع المرغوب) ونال الدور تعاطف واستحسان الجمهور.
أحلم بأن تكون لدي أسرة كبيرة من أولاد وبنات، الآن أسرتي تضم بنتي وأنا فقط، بعد وفاة ابني الوحيد (علي)، لذا حلمي أن أنتمي لأسرة كبيرة يسندوني عندما أكبر ويحملون عني عبء الحياة، حينما كنت شابة لم أفكر بأن يكون لدي أبناء، الآن وبعد تقدم العمر بدأت أشعر بقيمة الأبناء وألفة الأسرة.
لو عاد بي الزمن لن أنفصل عن زوجي الفنان الراحل “صبحي العزاوي”، كان من الممكن أن نصلح الأمر بيننا واعتبر انفصالي غلطة عمري وقرار كان متسرعاً بسبب غياب الحكمة نتيجة تراكمات من المشاكل.
ربما زمننا هو زمن الأقنعة لكن ليس بشكل مطلق مازالت الطيبة والأناس الجيدون موجودين بيننا لكن لو شخص يرتدي القناع فلدي القدرة على التمييز ما بين الوجه الحقيقي من الوجه المزيف، وكشفت كثيراً من المختبئين وراء القناع.
المسرح الجماهيري موجود في كل العالم، في فترة من الزمان أحيينا المسرح الجماهيري في بغداد وكنا نقدم فناً استعراضياً هادفاً برفقة الفنانة ليلى محمد على مدى ست سنوات تلك العروض التي كانت تحظى بحضور وقبول كبير من قبل الجمهور، قدمت ثلاث مسرحيات لا تنسى مثل (حافي ومتعافي) و (حرامي السيدية) و (الخشابة)، وكل مسرحية استمر عرضها لسنتين متتاليتين، نعم المسرح الجماهيري تلاشى وانقرض في العراق للأسف، كنت أتمنى أن تظل مسارحنا تحفل بالعروض المسرحية الهادفة البعيدة عن الابتذال والسذاجة سواء كان مسرحاً جماهيرياً أو جاداً، أو كوميدياً.
الجيل الفني الجديد متفاوت في السلوك والأداء، بعضهم يستمع للملاحظات من الفنانين الذين سبقوهم برحابة صدر والبعض الآخر لا يستمع ولا يتقبل الملاحظة أصلاً، فعلى سبيل المثال كانت هناك أسماء كثيرة من الفنانين الجدد في مسلسل خان الذهب معظمهم كانوا أصحاب موهبة ونجحوا كالفنانة سارة والفنانة رويدة وأميمة وآخرين.