964 مع حفيد مؤسس سوق "الخشيبين"

علاقة حميمة بين الموصل وشجر التوث.. كانوا يبحرون إلى البصرة مع هذا الخشب

أيسر الموصل (نينوى) 964

قبل أن تظهر أول سيارة في العراق، كانت الزوارق ترسو على كتف دجلة الأيمن وتحمل ألواح الخشب من سوق الخشابين أو “الخشيبين” كما تنطقها الموصل، وتُبحر بها إلى آخر شواطئ العراق جنوباً لتصل إلى ورش بغداد والبصرة وسواهما، وقد انتقل السوق إلى جانب المدينة الأيسر بأمر السلطات عام 1972، وبقي حتى اليوم يشكّل بورصة الجذوع العملاقة القادمة من غابات دهوك، ليتم نشرها وتجهيزها وإرسالها جنوباً، ومنها أخشاب البلوط الصلبة، لكن بين المدينة وشجرة التوث أو التوت علاقة خاصة فقد كانت زراعتها في البيوت تقليداً موصلياً شائعاً، لأنها الشجرة المفضلة لدودة القز صانعة الحرير الذي تفننت الموصل بنسجه وغنّت له في “يردلي”، وخشب التوث واحد من الأصناف الأكثر تفضيلاً، ومازال السوق عامراً حتى الآن، والتجار والأسطوات مطمئنون لاستمراره رغم منافسة المستورد “سيبقى السوق مادام لنا زبائن يقدّرون جودة أخشابنا في بغداد والبصرة والناصرية وكربلاء..”.

آخر لمسة على صرح الموصل العملاق.. مشاهد من كراج بغداد وت...

آخر لمسة على صرح الموصل العملاق.. مشاهد من كراج بغداد وتفاصيل كاملة

دريد محمد – أقدم بائع في سوق الخشابين، لشبكة 964:

عمري 70 عاماً، وأعمل هنا منذ صغري، جدي الملا إبراهيم الخشاب هو الذي أسس هذا السوق، نأخذ الخشب من الإقليم بالذات من زاخو ومدينة العمادية والمناطق المجاورة لمدينة أربيل.

السوق سابقاً كان في الجانب الأيمن في سوق السمك الحالي عند باب الجسر القديم، لأن حركة الخشب كانت تعتمد على النقل النهري.

انتقلنا إلى الجانب الأيسر عام 1972 بقرار من الدولة واليوم يوجد 32 محلاً في السوق، 5 منهم فقط من القدماء.

نصنع من الأخشاب الأبواب، والشبابيك، والمهد، وحتى في البناء كان يستخدم الخشب لكن مع التطور العمراني قل استخدامه، وتراجع عمل سوقنا لأن أغلبية المحلات أصبحت تبيع الخشب المستورد.

أكثر نوع خشب موجود هو الإسفندان لأن إنتاجه وفير، وكذلك الزان، والجوز ولكنها قلت مع قرار منع قطع الأشجار المعمرة في الإقليم.

كانت الموصل تتميز بخشب التوث (أو التوت) وكان في كل منزل شجرة توث لأن أهل الموصل كانوا مشهورين في صناعة الحرير وكانوا يربون دودة القز التي تتغذى على أوراق التوث، وزراعة هذه الشجرة في المنزل كان تقليداً موصلياً.

حالياً يوجد خشب مستورد من ماليزيا، وأوكرانيا، وروسيا، وتركيا مثل الجام، والمعاكس، والجاوي.

سوق الموصل للخشب هو السوق الرئيسي لكل العراق وكان هناك سوق في أربيل واندثر، وسوق السليمانية على وشك الانتهاء، وأحذر من زوال سوق الموصل بسبب ضعف الحركة الاقتصادية.

في السنوات الأخيرة بدأنا ننتج النشارة التي تستخدم في حقول الدواجن و”حلفات المبردات”.

أنا بكل ثقة أفضل مَن يصنع المهد في الموصل.. فيديو مع

أنا بكل ثقة أفضل مَن يصنع المهد في الموصل.. فيديو مع "نبود" وسط سوق الخشابين

رعد سلطان – أسطة:

أعمل بالسوق منذ 50 عاماً ومطرقتي بريطانية عمرها 100 سنة، وهذه المهنة متوارثة من الآباء والأجداد ومن الصعب أن تندثر طالما المحافظات الجنوبية تستورد الخشب من هنا، أبرزها البصرة، وكربلاء، والنجف، والناصرية.

محمد الربيعي – صاحب محل:

أعمل هنا منذ 40 سنة ولدي القصب الذي يستخدم في تشييد المضايف التي تكون على سفوح النهر أو في القرى، واستورد “الحصيرة” المصنوعة في أهوار الناصرية.

خشب الصفصاف نادر في أم الربيعين ويستخدم لصناعة الدف والغربال، إلى جانب خشب البلوط الذي يستخدم لمعدات البناء لمقاومته للظروف الجوية الصعبة.

الحركة الاقتصادية للسوق ضعيفة، ورواده هم من استطاعوا الحفاظ عليه رغم ذلك، واعتزاز أصحابه بهذا التراث هو ما جعله يستمر إلى يومنا هذا.

شاهد: السيارة تسحق قصب الهور لتظهر المادة البيضاء وتُص...

شاهد: السيارة تسحق قصب الهور لتظهر المادة البيضاء وتُصنع "البارية"

شراء مباشر من الفلاح.. الصباح في سوق

شراء مباشر من الفلاح.. الصباح في سوق "اليابسات" الموصلي وأصل التسمية

رائحة الخشب وتاريخ الموصل تملأ المكان.. شاهدوا سوق الحد...

رائحة الخشب وتاريخ الموصل تملأ المكان.. شاهدوا سوق الحدادين والنجارين من الداخل

(فيديو) سوق التنكجية في الموصل غاضب جداً: يزيلوننا من رأ...

(فيديو) سوق التنكجية في الموصل غاضب جداً: يزيلوننا من رأس الجادة بمهلة ظالمة

فيديو من داخل سوق الدفء والمدافئ في باب السراي.. كان تجم...

فيديو من داخل سوق الدفء والمدافئ في باب السراي.. كان تجمعاً لتنكجية الموصل