كويسنجق – 964
بدأ حصاد السنابل الخضراء قبل أن تنضج، وذلك لإنتاج “الفريكة”، ويمرّ المحصول بعدة مراحل، فهو يُحرق أولاً داخل الحقل بعد حصاده، ثم يُفرش لتتكفل الرياح بإزاحة الرماد وتصفيته بشكل أولي، وتساهم سيدات قرية “شوقر” في كويسنجق بين أربيل والسليمانية، إلى جانب الرجال في الحصاد وتحضير الطعام وكل مراحل تجهيز “الفريكة” التي تُنتج من نوع قمح خاص يدعى “ذو الزهرة السوداء” ويقول المزارعون إن المناجل بعد حصاده تتحول إلى اللون الأسود، ويمنح الحرق حبوب “الفريكة” مذاق الدخان، ويُطلق على المحصول باللغة الكردية “قره خرمان”، ويُحضر بطريقة تشبه طبخ الرز في مناطق عراقية واسعة منها إقليم كردستان ونينوى وبعض المدن الغربية، إلى جانب بلاد الشام.
فيديو: على جبل كورك في أربيل.. فطر “عملاق جداً” يجعل المزارعين والسواح يرقصون
ويقول مزارعو القرية إن موسم الحصاد يبدأ قبل الصيف، حين تكون سنابل الحنطة خضراء، ثم يترك المحصول تحت أشعة الشمس لساعات قليلة ليجف، ثم تبدأ مرحلة الحرق وبعدها ينثر المحصول في الريح لفصل القمح عن الرماد.
توضع حبات الحنطة في صفائح بلاستيكية لمدة يومين، ثم تصفى من القش في المنخل، وتعاد إلى الصفائح لبضعة أيام أخرى.
ينقل بعدها إلى المنزل للتجفيف حتى يصبح صلباً، ثم يصفى من جديد بالمنخل، وتزال الحجارة الصغيرة وبعض الشوائب باليد، وتكرر هذه العملية 10 إلى 12 مرة، وهي عملية متعبة وشاقة.
ويقول أحدهم، إن القرية لديها زبائن في بريطانيا يرسلون أقاربهم كل عام للحصول على فريكة “ملا فاتح” وهو أحد المزارعين.
وتساهم نساء القرية بجميع خطوات الإنتاج كالحصاد، الحرق، التنظيف، والتعبئة، إضافة إلى إعداد الطعام للرجال، وهي أعباء كبيرة لا سيما في الطقس الحار.