تأسس في الزبير منذ العشرينات

معبر “القجق” بين البصرة والكويت.. “سوق البنات” انتهى وبقيت حلوى الخليج (صور)

الزبير (البصرة) 964

عاش العراق خلال السبعينات والثمانينات، قيوداً شديدة على الاستيراد، لكن سوق البنات الشهير في الزبير لعب دوراً في توفير البضائع النادرة، حيث تأتي مهربة أو عبر المسافرين من الكويت المجاورة، فتوفر كل شيء من السكائر الأمريكية والعطور حتى أجهزة الفيديو، أو فاكهة “الموز” وبيبسي كولا (الأصلي)، أما بعد الانفتاح الاقتصادي فصار هذا المكان يؤدي أدواراً أخرى، حيث يأتي بمنتوجات كويتية وخليجية نادرة مثل البخور وحلوى “الدربيل” التراثية، فضلاً عن تصدير المنتوجات العراقية إلى تلك البلدان، وهي تجارة تحميها العلاقات العائلية المتجذرة بين أهل الزبير ومناطق نجد والحجاز والكويت.

شاهد ما يحصل في دروب الزبير و

شاهد ما يحصل في دروب الزبير و"سكة ملا عدنان" ليلة الكركيعان

تفاصيل:

تغيرت ملامح سوق البنات الشهير على مدار عقود، ويوما بعد يوم صارت محال “العرائس” وصالونات التجميل وتجهيز العرائس سمته البارزة، ومنذ عشرينات القرن الماضي وحتى الثمانينات حفل السوق ببضائع نادرة تأتي من الكويت عن طريق التجار والمسافرين او التهريب، ومنها السكائر الأجنبية والألبسة التي مازالت حاضرة الى جانب البخور والعطور وغيرها من البضائع ذات الطابع الخليجي.

عدنان أبو خالد -صاحب محل لشبكة 964:

هذا السوق موجود منذ العشرينات، وكان يضم مطاعم ومحال للملابس النسائية ذات التصميم الخليجي، فغالبية سكان الزبير في ذلك الوقت تربطهم جذور عائلية بمناطق نجد والحجاز والكويت.

التجار “الزبارة” أسسوا هذا السوق، مثل بيت البريه والنغيمش والصوالح والمزروع والإبراهيم وبيت الرشيد، وكان يضم محال بيع الأقمشة، وبالقرب منه بعض المعامل للمواد الغذائية.

الآن تغير الشارع كثيرا وغلبت عليه صالونات التجميل وتجهيز العرائس.

الكثير من البيوت والدكاكين هنا ملك لأناس يسكنون الخليج حالياً، البعض لديهم وكلاء يتسلمون الإيجارات، وكثير منهم أبقوها كأمانة لدى شاغليها بدون مقابل، أنا مثلا مستأمن على 3 منازل أسكن فيها مع أولادي منذ سنة 1980 ولغاية هذه اللحظة، وهذا حال الكثيرين من أهالي الزبير.

هؤلاء أهل الزبير القدامى (رغم انتقالهم إلى الخليج) يحتفظون بعلاقات طيبة مع الناس هنا، وعندما يعلمون بوجود عائلة فقيرة من معارفهم لا يقصرون بدعمها، حتى أولادهم يفعلون ذلك براً بآبائهم الراحلين، وهذا يرجع لوجود علاقات عائلية عميقة بين الطرفين، لا سيما أن أغلبهم تزوجوا من عراقيات من أبي الخصيب والبصرة وسواها، وكانوا يرونهن “أمهات بيوت”.

أبو عبد الرحمن -صاحب سوبرماركت:

لدي صلة عاطفية مع هذا المكان؛ وعلاقتي بالزبائن تمتد لـ30 سنة، كان سوق البنات زاخراً بالبضائع المهربة من الكويت لا سيما في الثمانينات، أو ما يأتي عن طريق المسافرين المحملين بـ”الصوغات”.

ما يزال الطابع الخليجي غالبا على السوق، وشاهد كلامي تصاميم الملابس، ابتداءً من العباءة الخليجية ومروراً بالعطور والمستحضرات والبخور الخليجية وصولاً إلى “الشحاطات”، حتى الأطعمة كخبز رگاگ الكويتي والحلويات الكويتية مثل الصيداوي والنصر والدرابيل والمعبوچ.

لكن الزبير هذه الأيام فيها تنوع كبير، فهناك نساء كبيرات السن يلبسن “البوشية” ويمشين مع بناتهن ممن يرتدين الجينز.

عمر حامد – من أهالي الزبير:

أتذكر أني كنت أشتري سجائر الروثمان الأميركية من هنا في السبعينيات، كانت تأتي من الكويت، وكذلك بناطيل الكاوبوي (الجينز)، وكان هذا السوق مقصداً لأهل البصرة وعدد من المحافظات القريبة، لأن بضائعه غير موجودة في أسواق أخرى، أهل “القجغ” كانوا يزودون السوق ببضاعة فريدة من نوعها.

صور: شارع الأهواز في البصرة بدل شارع الكويت.. سيدات إيرا...

صور: شارع الأهواز في البصرة بدل شارع الكويت.. سيدات إيران يبعن العسل

طعام العيد في دروب الزبير وسككها..

طعام العيد في دروب الزبير وسككها.. "حوّل" كلمة السر لتذوق كل شيء (فيديو)

صور من قصر مُضحي: بناه سعودي عشق طبيعة الزبير.. والبصرة ...

صور من قصر مُضحي: بناه سعودي عشق طبيعة الزبير.. والبصرة تبحث عن خارطته في بغداد

حفريات

حفريات "خطوة الإمام علي".. جامع البصرة القديم بأسرار العرب و"طابوقة يوم القيامة"