"أجهزتنا البخارية تحفظ الملابس"
ضاري لا يخاف السيدات ويتعبه الأبيض.. أوتجية بغداد بلا نوم لتجهيز الدشاديش والغتر
اليرموك (بغداد) 964
لا يخشى “ضاري عناد” من اندثار مهنة “الأوتجي” بسبب الكوي في البيوت، ويقول إن سيدات المنازل، ليس بإمكانهن إتقان الصنعة مثل أسطوات الكوي، خاصةً وأن الأجهزة البخارية المستخدمة في المحلات، تحافظ على الملابس من التلف، وتظهرها بأفضل حال، ومع حلول الأيام الأخيرة من شهر رمضان واقتراب عيد الفطر، تشهد مناطق مختلفة من العاصمة بغداد مثل اليرموك، إقبالاً كبيراً على محال غسيل وكوي الملابس أو ما يعرف محلياً بالـ”أوتجية”، لتجهيز الملابس وخاصةً الدشاديش والغتر، للتأنق في صباحية العيد.
وعلى الرغم من أن هذه المهنة لم تعد رائجة خلال السنوات الماضية، إلا أنها تنتعش قليلاً بحلول الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية، إذ يستقبل “أوتجية” المنطقة العديد من طلبات الغسيل وتجهيز الملابس التي غالباً ما تكون “دشداشة وغترة”، ويشكو عدد من أصحاب محال الغسل والكوي من ارتفاع أسعار المواد الأولية إلى جانب ارتفاع بدلات إيجار محالهم.
أسطوات المنصور: إزالة أحمر الشفاه من قمصان الرجال أخطر مهمة
ضاري عناد – صاحب مكوى، لشبكة 964:
يزداد الإقبال على محال غسل وكوي الملابس مع حلول الأعياد والمناسبات ولكن الصيف هو الأكثر ركوداً.
بعد ركود طيلة شهر رمضان يزداد إقبال الناس استعداداً للعيد حيث يعتبر العيد موسماً مميزاً لنا وأغلب زبائننا من الرجال وعادة ما يطلبون غسل وكوي الدشداشة والغترة.
أعمل في هذه المهنة منذ عام 2012 ومحلي هذا يعد من أقدم محال الكوي في اليرموك بعد مكوى الرحاب.
هذه المهنة لا تحتمل ارتفاع الأسعار فأرباحها محدودة ولم نرفع الأسعار منذ 2012، وفي المقابل نعاني من ارتفاع الإيجارات بالإضافة الى تزايد مصاريف المواد الأولية للتنظيف والتي تضاعفت بسبب ارتفاع الدولار.
من الطبيعي أن تتعرض بعض القطع للتلف ولكن أكثر ما يضرنا هو السرقة، وقد سبق وأن تعرضت إلى سرقة السجاد العام الماضي فتحملت هذه الخسارة.
نضطر في آخر أيام رمضان للسهر والعمل حتى السادسة صباحاً لنتمكن من إنهاء جميع ما بذمتنا من طلبات.
الألوان الفاتحة وخصوصاً الأبيض هي الأعلى كلفة في التنظيف لأنها تتطلب استخدام مواد مختلفة ويتم غسيلها يدوياً وليس باستخدام الغسالات الأوتوماتيكية، لكننا نتحمل هذه الكلفة المرتفعة ولا نطلب سعراً أعلى لكسب الزبون وعدم التفريط به.
مهنة “الأوتجي” لن تندثر بسبب “مكوى المنزل” كوننا نستخدم المكوى البخاري وهذا لا يسبب تلفاً للملابس بالإضافة إلى أن كوي الملابس هنا يظهرها بشكل أكثر أناقة.
احذر "لا تسهج".. أوتجي الخالص يحكي قصته: زبائني أصبحوا نواباً ثم اختفوا!
علي أحمد – أحد الزبائن، لشبكة 964:
كلفة الغسيل في السنوات الأخيرة ارتفعت بعض الشيء بسبب ارتفاع الدولار.
سابقاً كان سعر غسل وكوي الملابس يتراوح بين 2000 و3000 دينار للقطعة الواحدة بينما وصل اليوم إلى 5000 دينار.
غسل الدشداشة وكويها قبل العيد هو من التقاليد التي تعودنا عليها لسنين طويلة، ولكنها بدأت بالتلاشي تدريجياً في المجتمع بسبب الظروف المعيشية.