"الطيور" هاجرت و"الگنطرة" ابتعدت

كل الأغاني انتهت و”المشتهى ما انتهى”.. سيل من الرثاء العراقي للموسيقار كوكب حمزة

بغداد – 964

شكل رحيل الفنان الكبير والموسيقار كوكب حمزة، شبه نهاية لجيل التجديد في اللحنية العراقيّة، ونعى فنانون ومثقفون، عبر تدويناتهم، رحيل حمزة في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، مشيرين إلى بصمته الكبيرة في تطوير الأغنية العراقية واكتشافه أبرز نجومها، فضلاً عن تلحينه أعمال الفنانين العراقيين والعرب من مائدة نزهت حتى عبد الله رويشد وأسماء المنور.

رحلت

رحلت "الطيور الطايرة".. مات كوكب حمزة

التفاصيل:

حضر ضمن كلمات الرثاء، نص من صديقه الراحل شاعر الحداثة العراقي والعربي الأبرز سعدي يوسف، كاستعادة “صوفية” مؤثرة منذ فجر الأربعاء، واسترجعوا القصيدة الملهمة لسعدي:

“منيّت نفسي وقلت المشتهى ما انتهى

يا واصل الأهل خبّرهم وقل ما انتهى

كل الأغاني انتهت إلا أغاني الناس

والصوت لو يشترى ما تشتريه الناس”.

وكوكب حمزة موسيقار عراقي من مواليد مدينة القاسم، في بابل، 1944، ولحن العديد من روائع الأغاني مثل: يا نجمة، والقنطرة بعيدة، ويا طيور الطايرة، وقدم العديد من الأعمال الغنائية والمسرحية، وقد ساهم في اكتشاف جيل بارز من الفنانين خصوصاً في البصرة حيث قاد هناك نهضة فنية مطلع السبعينات، وعايش ظهور مواهب رياض أحمد وفؤاد سالم وسيتا هاكوبيان، كما زامل كبار الملحنين العراقيين يومذاك، فضلاً عن دراسته الموسيقى على يد أسماء كبيرة في جمهوريات الاتحاد السوفيتي.

كان الراحل مناضلاً في صفوف قوى اليسار وانتمى مبكراً للحزب الشيوعي، وتعرض للسجن والمطاردة، واضطر إلى البقاء في المنفى منذ عام 1979، حتى رحيله.

وعُرف عن كوكب، تجديده للأغنية العراقية منذ بداية السبعينيات من خلال الأسلوب الموسيقي والإيقاعي الخارج عن القوالب السائدة آنذاك، وكذلك من ناحية المضمون من خلال تعاونه من شعراء غنائيين مُحدّثين أمثال ذياب كزار وزهير الدجيلي وكاظم الركابي.

ويمثل كوكب حمزة قامة بارزة ضمن ما عُرف في العراق بـ”الجيل السبعيني” وضم عدداً من الملحنين أبرزهم طالب القره غولي ومحمد جواد أموري وطارق الشبلي ومحسن فرحان وكمال السيد، وآخرهم رائد التجديد بهذا الجيل، كوكب حمزة.

من أبرز ألحانه “يا نجمة”، “يا طيور الطايرة”، “هوى الناس”، “محطات”، “الگنطرة بعيدة”، “شوگ الحمام”، “تانيني”، “مكاتيب” وغيرها.

لحن للعديد من الفنانيين العراقيين والعرب أمثال مائدة نزهت، سعدون جابر، حسين نعمة، ستار جبار، فاضل عواد، كريم منصور، فؤاد سالم، أصالة نصري، عبد الله رويشد، أسماء المنور وغيرهم الكثير.

حسين نعمة – فنان:

ليس وداعاً كوكب حمزة، ستبقى راسخاً في ذاكرة وضمير المنتمين للعطاء اللحني، حينَ كنت تغدق علينا بأجمل واروع الألحان، منها أغنيَتي الأُولى “يانجمة” دون مقابل مادي.. فقدكَ الجميع أيها المبدع الصادق في روعة عطائك. كوكب الوديع والمشاكس بجنون الصمت والصبرِ والتحمل.

علي حمود الحسن – كاتب وناقد سينمائي:

“كل الاغاني انتهت، إلا اغاني الناس”.. ما مات من انحاز لهموم الناس ولآمالهم المضاعة.. رحيل طيب ذات وصائغ “أغاني الناس” العراقي الجميل كوكب حمزة.. له الذكر الطيب والسلام الابدي بقدر ما اسعدنا ورمم ارواحنا المنكسرة.

ياسين النصير – ناقد:

منذ أن خطونا بأفكارنا الفنية والسياسية في البصرة أواسط الستينيات، كان كوكب حمزة حاديًا في هذه المسيرة، يا إلهي لماذا تختار مثل كوكب حمزة لجوارك في السماء؟ هل أنت بحاجة إلى موسيقى يانجمة، ياطيور الطايرة؟

ترحل ياكوكب، نعم، كلنا سنرحل، ولكن من ينشد الألم العراقي؟ من يقول كلمة لا تتكرر في صوت أو لحن؟ أيها الفقد لكم أنت قاس، ولكنك هذه المرة كنت أكثر القساة ظلمًا علينا.

د. حكمت البيضاني – منتج درامي، لشبكة 964:

ما زالت موسيقى وكلمات “الگنطرة” و”الطيور الطايرة” تدور في وجداننا، كأنّها قطرات مطر تلامس قلوبنا.. نم قرير العين كوكبنا الساطع، هكذا ستظلّ في سمائنا وذاكرتنا.

د. حيدر سعيد – باحث وكاتب:

لا أقول شيئاً عن إبداعه كموسيقار، ولكن ينبغي أن أقول ما عرفت من عمق وصدق وضمير وتكبر عن الديماغوجيا، هذه الأمور التي جعلت كوكب قريباً من أجيال عدة من المثقفين العراقيين على تنوعهم، واختلاف توجهاتهم، وجعلت ضميره في قلب تطلعات هؤلاء نحو عراق أحسن، ظل كوكب يحلم به، في المنفى والوطن على حدّ سواء.

كنت أكرر سماع أغنيته “أمشي واگول وصلت والگنطرة بعيدة”، التي أحب سماعها بصوته حصراً، وكنت أرسلها إلى عدة أصدقاء ليشاركوني سماعها، لا فقط شوقاً لكوكب، بل تميمة أخرى عن طريقنا الطويل.. الطويل.. الطويل.

رحلت يا كوكب، ولم نصل بعد.

زهير الليثي – كاتب وصحفي:

كوكب حمزة أول من خلط الزغاريد بالمشانق، والمقابر بالأغاني، وكوكب حمزة المشاكس أول من أدخل الموسيقى الصامتة في المآتم ومواكب تشييع الشهداء ودوي الطبول في جنازات المنفيين وأول من أدخل الطيور في السياسة وعلّمها كيف تطير إلى بيوتنا القديمة: يا طيور الطايرة مري لهلي.

رياض النعماني – شاعر:

أيها العمر كن رفيقاً بصاحبك، ويا أيها التعب المر الطويل أعد وجع السفوح لورد أعراس ما كانت ولن تكون إلا درجا صاعداً بفتنة الألم حتى نهايات ذرى ظلت شاهدة على هباء لم ينقطع يوماً عن تزويد البداية بصراخ غربة لا تنتهي بغير هذه النهاية التي تضع الآن جسد كوكب حمزة في أول التيه.

سامي كمال – فنان:

أخي ورفيق الدرب الطويل.. يصعب عليّ أن أنعيك رغم أنها محطتنا والتي لا مهرب منها، ولكنك فرد من العائلة ستظل باقيا بيننا بذكراك العطرة، بأعمالك الفريدة.. خبر رحيلك أدمى قلبي العليل، سلملي على من ستلقاهم.

عواد ناصر – موسيقي:

ماذا أقول؟ ليس لدي الوقت لكي أختصر.

شخصيتان لم أبكهما: أمي وأنت، لأن حزني، الآن، أكبر من دموعي. لكنك عبرت “الگنطرة” البعيدة وسأعبرها بعدك حتماً، نحن المحملين بـ”هوى الناس” عبر “محطات” الناس، محطاتنا الموحشة مهما اخترعنا لها من فرح وغناء وشعر وموسيقى. أنت تعرف كم أحبك.

البرلمان يعزي العراقيين بوفاة كوكب حمزة: رحل صاحب الأل...

البرلمان يعزي العراقيين بوفاة كوكب حمزة: رحل صاحب الألحان العذبة