"هذه وصية أمي"
كأنهم في العهد الملكي.. فيديو من داخل درابين الموصل مع مسحراتي “عوجات” باب لكش
964 – (باب لكش) الموصل
يحاول الشاب غفران ثامر توعية أطفال منطقة باب لكش في المدينة القديمة بالطقوس القديمة لشهر رمضان، ومنها تجوال “المسحراتي” أو “المسحرجي”، وهو يتجول وسط “العوجات العتيقة” التي وثقتها كاميرا شبكة 964، وقد بدت بحالة جيدة وحافظت على ملامحها القديمة كأنها من العهد الملكي أو ما هو أقدم، ويسرد غفران ثامر قصته مع طبلة السحور، وكيف أن والدته أوصته بالأمر، أثناء علاجه من إصابة تعرض لها خلال فترة سيطرة داعش على المدينة.
ما هذه الأناقة يا موصل؟ رمضان جاء برداء "ملا عثمان" والأطفال ركضوا عبر "العوجات"
غفران ثامر، مسحراتي، لشبكة 964
خلال المعارك التحرير أصبت في بطني ورجلي ونقلت إلى مستشفى غرب أربيل عام 2017 وبقيت تحت العلاج لمدة 6 أشهر.
في أحد الأيام وبالتحديد في سوق شقلاوة، اشتريت طبلاً بطلب من أمي وشجعتني على أن أعيد المسحرجي للمنطقة القديمة بعد أن تهدمت فيها كل الجوامع.
بدأت أول مرة في رمضان عام 2018 رغم وجود عوائل قليلة جداً، فكنت أسير فوق الأنقاض والركام، ولكن عاماً بعد عام أصبحت الحياة هنا أفضل.
رغم وجود الجوامع والمنبه بالهاتف لإيقاظ الناس، لكني أردت إعادة التراث، واستجاب الناس لما أفعله وشجعوني، وخاصة كبار السن، الذين يعودون بالذكريات حين يسمعون صوت الطبل.
منذ 7 سنوات وأنا أقدم هذا العمل وهو لوجه الله تعالى وبجهود ذاتية دون أي دعم.
الشيخ كنعان قصاب باشي، رئيس مجلس منطقة باب لكش، لشبكة 964.
المسحراتي هو من طقوس رمضان خاصة في الزمن الذي لم يكن فيه أجهزة الهواتف ووسائل الإيقاظ، وكان يوقظ الناس بواسطة الطبل أو بالطرق على أبواب منازل المنطقة.
البعض من “المسحرجية” كانوا يتخذونها مهنة، ويأخذون مكافآت من أهالي المنطقة في آخر يوم رمضان وحتى الفقير كان يقدم “للمسحرجي” مواد غذائية أو ما شابه.
اندثرت هذه الظاهرة ولكنها عادت اليوم على يد هذا الجيل ومنهم الشاب غفران الذي يقدم هذا العمل تطوعاً منه.