أبو زينب مشغول جداً لدخول شعبان

فيديو: أرقى وسائد القطن وجودليات الصوف في الخالص بخبرة 50 عاماً منذ أيام الوشاش

2024-02-16 | 15:30

الخالص (ديالى) 964

قضى الحاج علي عبيد 50 عاماً من حياته بين أكوام القطن العراقي والصوف، من أيام محل والده القديم في وشاش الخالص إلى الشرقية، ثم محله الحالي وسط المدينة، ولا يبدو أنه يتأثر كثيراً بمزاحمة المستورد، فبالكاد تمكن مراسل شبكة 964 من حجز موعد لإجراء المقابلة، لأن الطلبيات مزدحمة على الحاج أبو زينب، خاصة مع دخول شهر شعبان وكثرة الأعراس.

ذاكرة القطن في السماوة عند حجي حميد وسط شارع باتا.. يحنّ إلى منتوج الحويجة (فيديو)

صور من سوق الندافين في العمارة.. صناعة يدوية فاخرة وحنين إلى أيام القطن الطبيعي

النداف علي عبيد حبيب لشبكة 964:

ورثت هذه المهنة أبا عن جد وشهرتنا المعروفة في الخالص “بيت النداف” وأنا أعمل فيها منذ أن كان عمري 10 سنوات ومستمر فيها منذ نحو 55 عاماً.

كان موقعنا في سوق الخالص القديم المعروف ب “سوق الوشاش” ومن ثم انتقلنا إلى المنطقة الشرقية بعد وفاة والدي والآن نتمركز هنا وسط المدينة منذ 5 سنوات.

في السابق كان يوجد القطن العراقي فقط ليس كما الآن، وبعدها دخل القطن المستورد المعروف باسم “الفانيلة” وأيضا من نوع ال “شراحي” وبعد الحصار دخل “الديباج” المعروف حالياً.

أفضل وأجود أنواع القطن هو العراقي لأنه صحي ولا يتسبب بأمراض “الحساسية الجلدية” وكذلك لا يترك أضراراً في فقرات الظهر، حيث كنا نجهز العرسان بهذا النوع من القطن.

من يأتي إلينا نقدم له النصيحة بأفضل أنواع القطن ونشجع على العراقي لا الصناعي المستورد.

قبل أن تدخل إلينا المكائن كنا نعمل بآلة تسمى “الگوز” وهي قطعة من الخشب مربوطة بأسلاك وتتولى مهمة “ندف القطن” من خلال الضرب على السلك.

بمرور الزمن تطورت المهنة وامتلكنا مكائن الحلاجة والندافة، حيث تسهم الحلاجة بفصل القطن عن حبوبه أو بذوره، كما نقوم بإعادة الحياة للقطن المستعمل بآلة “الندافة”.

تعاملنا مع الزبائن من خلال الكيلوغرام، حيث نقوم بتجهيز مفرش السرير “الدوشك” بالكيلوغرام، وغالباً يكون بوزن 20-25 كغم للمنام الزوجي المخصص لفردين فيما يكون للشخص الواحد من 7-8 كغم والوسادة تصنع ب 1.5 كغم من القطن.

في السابق كان الكيلوغرام بنصف دينار، أما الآن فنجهزه ب 5 آلاف دينار.

ندّاف مدينة الصدر يقول "الحمدلله والشكر".. لا يشكو اندثار المهنة ولا المستورد!

فيديو: ندافو البصرة يصنعون الفراش من قطن الحويجة.. وسوقهم عامر رغم المستورد

يتابع النداف علي عبيد:

بالنسبة للصوف، فكثيرون يستخدمونه في صناعة فراش الأرض المعروف باسم “الجودلية” لأنه يتخلص من المياه بسرعة بعد الغسل.

نشتري الصوف على الوزن والآن على “الجزة” وهو رخيص الثمن وتباع “الجزة” ب 1000 دينار أو 1500 دينار، فيما نشتري القطن مع بذوره الكيلوغرام ب 1000 دينار وبعد تصفيته تصبح كل 5 كيلوغرامات كيلوغراماً واحداً.

استخدام الصوف في الوقت الحالي قليل جداً مقارنة في السابق، حيث يضطر بعض أصحاب الأغنام إلى رميه أو حرقه، بينما كان في السابق يباع إلى معامل حكومية في النهروان وغيرها وتقوم الحكومة باستخدامه بصناعات معينة وتسوقها.

زراعة القطن تراجعت وأصبحت قليلة ليست مثل السابق، حيث كان سابقاً يزرع في الخالص عند الأطراف والقرى.

كان عملنا في السابق يدر أرباحاً كبيرة، لكنه الآن تراجع نتيجة إغراق الأسواق بالأفرشة الجاهزة وإقبال المواطنين عليها وخاصة مع قلة القطن العراقي وارتفاع أسعاره.

حاليا من أبرز الزبائن لدينا هن النساء الكبيرات من أمهاتنا، حيث تأتي وتطلب تجهيز احتياجات أعراس البنات والأبناء.

عملنا يتركز على المناطق الريفية، وهي تفضل القطن القديم والصوف، حيث تأخذه العوائل وتقوم بغسله وتنظيفه وتجلبه إلينا لصناعة الأفرشة منه.

بعد تحضير القطن والصوف، نجهز الشلتة، وهو عبارة عن قماش كنا نقوم بخياطته بأيدينا لعدم وجود مكائن ونعبئ فيه القطن قبل تسليمه للزبون.