من أسطوات العباسية الشرقية
“راحة نفسية” حين تحوّل قطعة صدئة إلى تحفة مجدداً.. فيديو من ورش كربلاء
العباسية الشرقية (كربلاء) 964
لا يرغب “أبو صلاح” بترك مهنة جلي القطع النحاسية التي ورثها عن أبيه، بل صدرها لابنه وحفيده وهم يعملون معاً بالتيزاب (الأسيد) و”السيم” ونشارة الخشب لجلي مختلف الأواني والأنتيكات في ورشتهم التي تتوسط العباسية الشرقية بكربلاء، ويقول صلاح، نجل الأسطة “أبو صلاح” إن “راحة نفسية” تتملكه حين ينهي عمله ويبعث الحياة في قطعة صدئة، ويحيلها إلى تحفة من جديد.
فيديو: حداد الكوفة يصنع السيوف والسواطير بلهيب النفط حصراً.. ويحنّ لباب الشيخ
يدخل في صناعة خمر بعشيقة.. لماذا تصرّ كربلاء على زراعة الزهدي أرخص التمور؟
مهدي علي (أبو صلاح) 57 عاماً – صاحب الورشة، لشبكة 964:
توارثت مهنة جلي النحاسيات عن والدي الذي عمل بها منذ ستينيات القرن الماضي وورثتها أنا ثم ابني الأكبر صلاح، ونحن نعمل معاً في الورشة ونستقبل مختلف الأدوات النحاسية.
نجلي النحاسيات بأنواعها كالمزهريات والأراكيل والقامات والخناجر وأدوات وأواني الطبخ كافة لاسيما المستخدمة في المواكب أيام زيارتي عاشوراء والأربعين، كذلك نجلي القباب المستخدمة في مسيرات العزاء لذلك تعد الزيارات موسما ينشط فيه عملنا.
عملنا باختصار هو وضع الأداة المراد إزالة الصدأ عنها في التيزاب ثم غسلها بالماء ثم نضع عليها نشارة الخشب ثم نجليها بالسيم وبعدها نضع عليها مادة البوليش.
الأسعار تختلف باختلاف كمية الصدأ الموجودة في القطعة، وهي ما بين (5 – 150) ألفاً، فهناك أدوات مطلية نقوم نحن بإزالة، الطلاء لإعادة لونها الأصلي وهذا يتطلب جهداً كبيراً.
أدواتنا المستخدمة هي الماطور ذو الشفتات وفرشاة السيم الدائرية وقالب معجون البوليش والتيزاب والماء ونشارة الخشب.
لدينا زبائن من المواكب الحسينية لأننا نتخصص بجلي القدور الكبيرة والقامات والقباب المستخدمة في مواكب العزاء.
فيديو: كربلاء وفيّة لصوبة علاء الدين.. تصليح بـ 10 دقائق وسعرها يلامس 500 دولار!
شاهد: صناعة نركيلة كربلاء من خشب الصفصاف.. إنه الجيل الثالث في العباسية الشرقية
صلاح – نجل صاحب الورشة:
جدي هو من زرع حب هذه المهنة فينا، ونحن نحرص على عدم تركها والانتقال إلى مهن أخرى، رغم ما تحويه مهنتنا من متاعب بدنية وصحية.
نصحنا الكثير من الناس بعد عام 2003 بتغيير مهنتنا، لأنها غير مربحة، والناس لم تعد تجلي أدواتها وأنتيكاتها القديمة، لكن نحن مولعون بهذه المهنة فهناك شعور جميل يتملكنا حين نجلي أدوات قديمة يعود عمرها إلى عشرات السنين.
نتمنى أن يعتني الناس بأدواتهم القديمة ويسعون لإدامتها فهي جزء من تراث وذاكرة المدينة.
"نور الدين الموصلي" صفّار لن تملّ حديثه عن أسرار النحاس وأدوات العرس و"المعدسة"
صور: كنز من النحاس في بيت حسن البصراوي.. بعض القطع عمرها 200 عام
