غاب الحزب والدولة بالمعنى العلمي

نديم الجابري: قصف كردستان لا يحرج السوداني وأمريكا أقوى من إيران في العراق

بغداد – 964

قال السياسي والأكاديمي العراقي نديم الجابري، إن الهجمات المتكررة على إقليم كردستان بالطائرات المسيرة، مستمرة قبل حكومة محمد السوداني لذلك فإن من المستبعد ان يكون المقصود بها إحراجه، معربا عن اعتقاده بأن على بغداد أن تتحدث بقوة مع طهران ومع واشنطن التي تبدو “أكثر حسماً” على الأرض العراقية.

نديم الجابري – أستاذ العلوم السياسية، في حديث مع الإعلامي سيف علي، وتابعته شبكة 964:

لا ننظر لما حدث في أربيل من قصف من منظور أمني صرف، وإنما من منظار الخلفية السياسية التي تنتج مثل هذه الاعمال، فهذه الأعمال المسلحة من كل الأطراف هي عمل متكرر وليس مفاجئاً، وهو قصور في الأداء السياسي، الذي لا يرتقي إلى تقاليد الدولة.

ما يحدث من قصف على أربيل، لو افترضنا أنه حدث في عهد السيد السوداني حصراً، لقلنا إنها ممارسات لإحراج السيد السوداني، لكن مثل هكذا أحداث سبق وأن وقعت في حكومات أخرى، لذا هي ليست إحراجاً للسوداني.

اذا ما اردنا معالجة هذا الملف، فعلى الدولة أن تحتكر القوة القاهرة لتجنب تحول العراق إلى ساحة صراع إقليمية ودولية، وهذا مبدأ مقبول واعتقد أن جميع الأطراف تقبله، ولن نكون دولة إن لم تكن الدولة تسيطر على القوة القاهرة.

على الحكومة العراقية أن ترتب علاقتها بشكل أفضل سواء الدولية أو الإقليمية، فالعراق ساحة صراع بين أمريكا وإيران ولكل منهما تطلعات لا علاقة للعراق بها، فالملف النووي الإيراني هو محور الصراع، فهو أساس كل هذا الصراع، وكل من الطرفين المتنازعين يضغط على الآخر لانتزاع مصالحه، لذلك على الحكومة العراقية أن ترتب علاقتها.

لدي معادلة ثابتة ولا زالت هذه المعادلة تعمل، الحسم في الشأن العراقي لا زال بيد الولايات المتحدة الأمريكية، والتأثير الأقوى في دول الإقليم لإيران، فإيران تؤثر بالعراق لكن ليس لديها القدرة على الحسم، الولايات المتحدة لديها القدرة على الحسم، وتجربتنا اليوم نتاج للاحتلال الأمريكي.

يجب أن يكون هناك حديث صريح مع الولايات المتحدة، فقد صدر تصريح من الولايات المتحدة، قالوا فيه إنهم بلغوا الحكومة العراقية بحقهم في الدفاع عن أنفسهم، والحكومة العراقية سكتت، وكان من المفترض أن تقول الحكومة العراقية لأمريكا بأن أمريكا لديها الحق في الرد عندما يكون الاعتداء على أرضها، فحق الرد مكفول على الأرض الوطنية وليس على أرض أخرى.

وعلى الحكومة العراقية أن تبلغ أمريكا، أنها ستقاتل نيابة عنها، إذا تعرضت السفارة أو الممثليات الدبلوماسية الأخرى للهجوم، لكنها لن تقاتل بالنيابة عن القواعد العسكرية الموجودة هنا وهناك، ولا أعرف لماذا لا تتعاطى الحكومة العراقية مع الامريكان بضعف؟ حتى مع إيران يجب أن يكون هناك حوار صريح، حتى نخرج العراق من هذه اللعبة الدولية والإقليمية التي ندفع ثمنها، فما ذنب كردستان أن يتعرض للأذى بهذه الطريقة؟

لدينا تجمعات انتخابية وليس لدينا أحزاب سياسية، فالأحزاب تصنع القيادات وتؤطر الرأي العام وتصنع السياسات العامة وتنتج نظريات وفكراً سياسياً، ولديها رؤية في شؤون الدولة الداخلية والخارجية، لكن كل هذا لم نلمسه في أي حزب من الأحزاب العراقية.

قانون الأحزاب وضع جملة من الشروط كأنها شروط توضع لتولي وظيفة معينة، حيث تتقدم مجموعة من المواطنين بطلب تأسيس حزب، فيتم تأسيسه، حتى لو كان مؤسس الحزب لا يملك أي ممارسة سياسية، وهم مجموعة أشخاص يملكون أموالاً كافية، ويحصلون على الرخصة.

هذا لا يمثل سياقاً صحيحاً في نشوء الأحزاب، وهنا لا اتحدث عن إلغاء أحد، لكن هذه الطبيعة السياسية والاجتماعية للأحزاب، فالأحزاب يجب أن تركز على مسوغات للوجود، حيث يجب أن يكون هناك هوية تميز الأحزاب عن الأحزاب الأخرى، فالسؤال الآن ما الذي يميز الأحزاب الشيعية عن بعضها؟ ما الذي يميز الأحزاب السنية أيضاً، والكردية كذلك، ولا تختلف أيضاً في زعاماتها ورمزياتها.