"نراقب النجوم ونتحدث بلا هواتف"
صور: شباب البصرة مع أصدقائهم من السعودية والكويت إلى البر بعيداً عن صخب رأس السنة
الزبير (البصرة) 964
بينما تستعد البصرة لإحدى أكثر أعياد رأس السنة صخباً، بقائمة كبيرة من الحفلات، يقرر بعض شباب المدينة استثمار العطلة والابتعاد عن الصخب عبر التوجه نحو براري البصرة البعيدة، بحثاً عن تجربة التخييم أو “الكشتات”، في جلسات مشتركة مع أصدقائهم من دول الخليج مثل السعودية والكويت، خاصةً بعد أن اخضرت مساحات واسعة من بر البصرة بفعل موجة الأمطار الأخيرة.
رحلة سفاري بين جبال العراق وإيران.. بنات وأولاد البصرة خيّموا في بنجوين (فيديو)
سفرات شتاء البصرة تسعد الحطابين أيضاً.. لم يعد عملنا مقتصراً على صناع الزوارق (صور)
علي كريم – صاحب كشتة لشبكة 946:
نستعد للاحتفال برأس السنة في بر البصرة وتحديداً في منطقة الغزلاني، بعد أن بدأت الأرض تخضر، ونحاول الابتعاد عن حفلات المدينة الصاخبة.
الإقبال على الكشتات بدأ يزداد، فالشباب يبحثون عن الطبيعة، في محاولة لاستكشاف المناطق البرية، وتجربة عيش الحياة البدوية.
أصبحت حياتنا مؤخراً مقيدة بفعل وسائل التواصل، فضلاً عن الملل الذي يصيبنا بسبب ما تبثه من صراعات سياسية واجتماعية.
قبل أيام اتجهت إلى البر بصحبة 14 شخصاً، بينهم طلاب وموظفون ومنتسبون وقمنا بالتخييم هناك، ونقوم بذلك بشكل أسبوعي.
نصنع طعامنا وشرابنا الساخن معتمدين على “الجمرية”، وغالباً ما يكون طعامنا “مجبوس” سواء كان من اللحم أو الدجاج.
صور من كشتات الشتاء في بادية السماوة هذه الأيام.. كبسة وسمك والموبايل ممنوع
حسين المياحي – صاحب كشتة:
لقد عرفتنا الكشتات على أنواع مختلفة من النباتات، مثل “شكره والغضا، غزيل، الغزلاني، حلاوة، ضليلي”.
عادة ما نذهب مع شباب من السعودية والكويت، ممن يمتلكون إقامة في العراق، ونستمتع سوية بالأجواء.
نعمل على تنظيف الأماكن التي نختارها قبل أن نخيم بها، وحتى بعد التخييم للحفاظ على الطبيعة الخلابة.
حبيب نعيم – صاحب كشتة:
أبرز ما نحتاجه في الكشتة هو الخيم البرية، وتتراوح أسعارها ما بين 250 ألف إلى مليون دينار، حسب الحجم والنوعية.
الخيم تباع عادة في ناحية سفوان غرب البصرة، وبعض المحلات الأخرى في الزبير، وأبرز الشركات المصنعة هي “القاضي، السنيدي، الصباحية، بصمان”.
تكلفة الكشتة الواحدة تتوزع على عدد الأفراد، وفي الغالب يدفع كل منهم 25 ألف دينار، لشراء الطعام والشراب.
يمارس الشباب ألعاباً مثل الورق والدومينو والطاولي والشطرنج، وهناك من يستمتع بالموسيقى أو الشعر.
من ضروريات الرحلة توفير الماء والبنزين والثلج والحطب بكميات تناسب عدد الأيام التي سيقضيها الشباب في البر، فضلاً عن الإضاءة والمولدات وحاجات النوم والطعام.
كوكب حسين – أحد المتنزهين:
البرية تمنحك فرصة لاستكشاف النجوم والشُهب بطريقة مبهرة، كما تمنحك هواء نقياً لا يمكن أن تحظى به في المدينة، كما لا يمكنني أن أصف روعة المكان صباحاً.
أعطت الكشتات فرصة للعودة إلى الأحاديث الواقعية، بعيداً عن شاشات الهواتف التي قد تفشل في إيصال المشاعر الحقيقية أثناء الحوارات.