جلسة بيت المدى للثقافة
مئوية إبراهيم السامرائي.. شغلته العلاقة بين العرب وبابل وأبهر الهند ومصر (فيديو)
شارع المتنبي (بغداد) 964
بمناسبة 100 عام على ولادته، استذكر بيت المدى للثقافة والفنون، بشارع المتنبي، المحقق الكبير الراحل إبراهيم السامرائي الذي يحظى باحترام عربي واسع، في جلسة تحدّث خلالها مختصون عاصروه وتتلمذوا على يده، وقدّمها الباحث رفعت عبد الرزاق.
فيديو: مناظرة مع بلجيكا في بيت المدى.. بنت العود وأمّ الغيتار آلة موسيقية انقرضت
التفاصيل:
يعد السامرائي من اللغويين النادرين الذين ظهروا في العراق خلال القرن العشرين، وانتزعوا احترام مجامع اللغة العربية والجامعات في المنطقة، خصوصا مع تعمقه في “فقه اللغة” وعلاقة تاريخ العربية مع عائلة اللغات الساميّة مثل البابلية واليهودية والآرامية والسريانية (لغات الكنيسة وعيسى المسيح)، وسواها.
ولد السامرائي في العمارة عام 1923، بعد أن نزح أهله إليها من سامراء، وتخرج من دار المعلمين العالية ببغداد عام 1946، حتى حصل على بعثة علمية إلى جامعة السوربون بباريس عام 1948.
تحصل على الدكتوراه عام 1956 في تخصص فقه اللغة والنحو المقارن في رسالة، «الجموع في القرآن مقارنة بصيغ الجموع في اللغات السامية».
لم يتحصل على عضوية المجمع العلمي في العراق، لكنه كان عضوا في المجمع اللغوي بالقاهرة، والمجمع العلمي العربي الهندي، وجمعية اللسانيات في باريس.
انصرف منذ الخمسينيات إلى البحث والتحقيق والادب، ترك العراق عام 1981 وتنقل بين جامعات عديدة في الدول العربية حتى استقر بعمان وتوفي فيها عام 2001.
سعيد عدنان – اكاديمي:
درس السامرائي تاريخ اللغة العربية، كما درس علاقتها مع الساميات، وأزعم أن المنهج التاريخي مازال نافعاً وأن المعرفة لا تقوم على أساس سليم من دون منهج تاريخي.
تشرّب السامرائي المنهج التاريخي وأخذ ينظر إلى العربية في تاريخها وكتب في ذلك من معجم المتنبي ومعجم الجاحظ، وقد درس استعمالاتهما للألفاظ في أصلها، وهذه سابقة تحسب لأستاذنا السامرائي في الدرس اللغوي.
هو من أوائل من درس في لغة الشعر وله كتابان في هذا المجال هما “لغة الشعر” و”لغة الشعر بين جيلين”.
محمد حسين آل ياسين – رئيس المجمع العلمي العراقي:
كتب الدكتور نوري حمودي القيسي، مقالة مضمونها أن الأساتذة في الجامعة نوعان، نوع يبذل جهده ووقته كلّه في البحث والتدقيق والدراسة، لكن محاضرته ضعيفة، لأنه لم يبقِ من الوقت والجهد ما يُغني المحاضرة، ونوع قليل التأليف لكن محاضرته غنية وباهرة ومدهشة. وهذا ينطبيق على الدكتور إبراهيم السامرائي، الذي انصرف للتأليف والتحقيق بينما كانت محاضرته ضعيفة.
كان يهتم بالسلامة اللغوية ويركز عليها، ونقل لنا ذات يوم، إنه عندما كان طالبا في باريس، قررت الجامعة أن تنظم مسيرة كبيرة نصرةً لاستقلال الجزائر، وعندما حان موعد التحرّك للمسيرة غاب أكبر استاذين في الجامعة، ثم بررا ذلك بأنه لا يمكن حضور مسيرة في بيانها الخطابي اثنان من الأخطاء اللغوية.