زبون يعاتب الغائبين

لم يكترث للشهرة والمال ومزج الناصرية والبصرة وبغداد في أغانيه.. من تأبين علي جودة

بغداد – 964

أقامت نقابة الفنانين العراقيين، اليوم الأحد، أمسية تأبينية للفنان الراحل علي جودة، استعادت فيها شيئاً من محطات الراحل، الذي توفي قبل أيام بعد معاناة مع المرض.

نجم التسعينيات رحل في بغداد عن 62 عاماً.. نقابة الفنانين ...

نجم التسعينيات رحل في بغداد عن 62 عاماً.. نقابة الفنانين تنعى علي جودة

التفاصيل:

أقام أعضاء نقابة الفنانين، جلسة تأبين لزميلهم الراحل علي جودة، في أمسية حضرها بعض أفراد عائلته، فضلاً عن فنانين ومثقفين وجمهور متنوّع، وقرأ الفنان محمد شامي آيات من القرآن، ترحماً على روح الفنان الراحل.

سامي نسيم – موسيقي، لشبكة 964:

علي جودة كان ابن الولاية، وأقصد بهذه التسمية أنه كان واحداً من أهالي الناصرية، شأنه شأنهم، ولم يكن يرى نفسه أكبر منهم أو متميزاً عنهم.

تعرفت عليه منتصف السبعينات، وكان شاباً لطيفاً ورائعاً، وفي العام 1980 مع بداية الحرب العراقية الإيرانية، التقينا في معهد الفنون الجميلة بالبصرة، وكنا في دورة واحدة، ثم انتقلنا إلى بغداد بواسطة عميد المعهد مخلد مختار.

درس جودة عند فنانين كثر، منهم معتز محمد صالح، على آلة العود، لكنه كان يهتم بصوته أكثر، لأن الصوت موهبته الأساس، وكان من المفترض أن يشكل حضوراً أكبر مما وصل إليه، لكنه كان يحب البقاء في الظل.

رغم كون أغاني علي جودة قليلة، ربما عشرين أغنية أو تزيدها قليلاً، لكنها سجلت حضوراً رائعاً.

قدم أول أغنية وهي “لعيونك الحلوات عمري وشبابي”، ونجحت نجاحاً باهراً، وكانت بالأصل للمطرب فتاح حمدان، لكنه قدمها بأسلوبه الجميل والرشيق، بعد ذلك فازت أغنيتاه “شي غريب” و”حتى أنت” في برنامج “أصوات شابة”.

محمد زبون – فنان، لشبكة 964:

عتبنا على الكثير من الفنانين الذين لم يأتوا الى مجلس عزائه، ولا حتى إلى هذه الجلسة التأبينية.

علي جودة كان صديقاً للجميع، ومحباً من قبل الجميع، فضلاً عن كونه فناناً كبيراً قدم للأغنية العراقية الكثير.

سامر المشعل – صحفي، لشبكة 964:

كان علي جودة شخصية استثنائية، في الفن وفي خارجه، وأعده أنموذجا عالياً في الرقي والالتزام.

لم يكن يهتم بالجانب المادي، وعندما كنت احثه على الغناء في بعض الأماكن كان يرفض محتجاً على ما آل إليه الغناء في الفترة الأخيرة.

كان يغني بمزاج خاص، وللنخبة المثقفة. وقد كُرم في العام 1975 من قبل ملكة النرويج، في مهرجان فني أُقيم آنذاك.

تشبع بموسيقى الناصرية وتراثها الغنائي الثري، وذهب الى منطقة ثانية نهل منها، وهي البصرة، وشاركهم غنائهم الجميل، ثم جاء الى بغداد متسلحاً بثراء غنائي رائع.

كان يمتلك مساحة صوتية ممتازة وواسعة، لكنه لم يكن يمتلك هدفًا نحو الشهرة أو المال، بقدر ما كان يضع مبدأه الإنساني فوق كل الاعتبارات.

حصل على المركز الأول بأغنية “حتى إنت”، في العام 1987 في استفتاء شارك به كاظم الساهر وغيره من المطربين الكبار.