"لا لوم على القائد بالاعتزال"

إمام جمعة الكوفة لكبار القوم: مالكم أهلكتم أنفسكم على الدنيا وبعتم أبناء شعبكم

بغداد – 964

وجه خطيب وإمام صلاة الجمعة في مسجد الكوفة هادي الدنيناوي، خطاباً إلى كبار القوم في العراق يسألهم فيه لماذا أهلكوا أنفسهم على الدنيا وبعوا أبناء شعبهم، مؤكداً أن لا لوم على زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في اعتزاله دنياهم ورئاستهم.

ونقل بيان للإشراف العام على صلاة الجمعة والجماعة جانباً من الخطبة، تلقته شبكة 964:

وقال الدنيناوي: كثيرون هم أحباب الدنيا الفانية المؤثرون لها على الآخرة الباقية، الذين يعملون في الدنيا لأجل الدنيا، متناسين الموت الذي يأتيهم بغتة فيقطع دابرهم، ويورثهم إلى حفر من نار، وخصوصًا أولئك المتربعون على دكات الحكم.

وتسائل: فمالكم يا كبار القوم أهلكتم أنفسكم على الدنيا وبعتم أبناء شعبكم من أجل حطامها دون أن تكونوا محتاجين لها، أتأملون البقاء مترأسين على فقراء يطويهم الجوع والإرهاب والقتل، فلا لوم على سيدنا القائد بما صنع من اعتزال دنياكم ورئاستكم.

وأضاف: إن سماحة القائد السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) حاول الإصلاح ما استطاع، ولكنكم لم تعينوه لا بورع واجتهاد ولا عفة وسداد، وأكثركم يزعم أنه من اتباع صاحب هذه المقولة، فما هي إلا الخيانة العظمى للأمانة التي أودعت في اعناقكم.

وتابع خطيب جمعة الكوفة: فرفضتم حكومة الأغلبية التي تعزز العراق، والتجأتم إلى المحاصصة التي تمزق العراق، ولعمري لقد كان ابن الصدر ولا يزال خلاً ودوداً لكل العراقيين على اختلاف مشاربهم، ولم يفرق بين أحد منهم.

وأوضح: وما اعتزاله إلا شعورًا منه بالمسؤولية تجاه أبناء وطنه، فمن أين تأتي الثقة للاشتراك معكم، فما أكثر خلف الوعود التي وعدوا الشعب العراقي بها، فأي وعد قطعوا ووفوا به، فإن خلف العهد والوعد ليس من أخلاق الكرام.

وختم الدنيناوي: وأما أنتم يا أبناء الصدر فستبقون على عهدكم وصدقكم وحبكم وولائكم وطاعتكم لقائدكم فيما يأمركم وينهاكم، وحافظوا على تماسككم ووحدتكم ومقاطعتكم للمفسدين وللانتخابات، والشكر موصول لعشائرنا ورؤسائها الكرام بتلبية دعوة السيد القائد للمقاطعة.