"هجمات أعنف بعد الهدنة"
توقعات العراق 2024: قوات أمريكا باقية والفصائل ستواصل الضرب والسوداني دافع الثمن
بغداد – 964
“لن ينسحب الأميركيون من العراق العام المقبل، لن يحدث هذا، خصوصاً لو تطور التفاهم الواعد بين واشنطن وطهران بشأن الحرب على غزة”، هذا ملخص ما يقوله خبراء ومحللون سألتهم شبكة 964 عن توقعاتهم للعام المقبل في ملف الوجود الأجنبي في العراق.
يقول هؤلاء، إن الضرر الأكبر لاستمرار الهجمات المسلحة، التي من المتوقع أن تزداد بعد الهدنة في غزة، سيقع على حكومة محمد شياع السوداني، الذي سيشتبك أكثر مع الإطار التنسيقي، ويواجه تعقيدات متزايدة في ملفات معقدة أصلاً، أبرزها تقلبات الدولار.
لكن بعض الخبراء تحدثوا عن وتيرة هجمات أعلى ضد القواعد العسكرية التي يشغلها الأميركيون في العراق بمجرد أن تنتهي الهدنة في غزة، مشيرين إلى أن الفصائل “لا تجد طريقاً غير المسيّرات لإخراجهم من العراق”، حتى مع وجود قوى شيعية ترفض استمرار الهجمات تجنباً لعواقب تضر بحكومة الإطار التنسيقي.
السوداني عاتب رومانوسكي والتحالف وسأل واشنطن بصراحة: من يحمي من؟! - الشمري
الحكمة: السوداني ليس "زعلاناً" على الفصائل.. وواشنطن لا "تزعل" من بغداد
نحن أمام "حرب استنزاف" والسوداني يحاول إقناع الفصائل لوقف الهجمات.. فؤاد حسين
علي فضل الله، محلل سياسي لشبكة 964:
فصائل المقاومة في العراق أوقفت عملياتها ضد القوات الأميركية في البلاد احتراماً للهدنة بين قوات الاحتلال الاسرائيلي والفصائل في فلسطين.
المتوقع أن تزداد الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق لإجبارها على المغادرة، وهذا سيكون هدف “المقاومة” خلال الأشهر المقبلة، ابتداءً من نهاية الهدنة.
لا سبيل لخروج القوات الأميركية من العراق إلا عبر استهداف القواعد بضربات جوية ومسيّرات خلال الفترة المقبلة.
من الصعب خروج القوات الأميركية من العراق العام المقبل عبر الطرق الدبلوماسية، لأن الجانب الأميركي مصر على البقاء ويعمل على صناعة الأزمات لتبرير الحاجة إليه.
الحكومة الاتحادية ستواجه أزمة أكبر مع الأميركيين ومع قوى سياسية محلية، مع استئناف الهجمات خلال الفترة المقبلة، والتي من المتوقع أن تستمر.
نجم القصاب، محلل سياسي لشبكة 964:
بعد الهجمات الأخيرة على القواعد العسكرية، ظهرت مؤشرات تفيد بأن الأميركيين لن يتمسكوا أكثر بالعراق، حتى مع علمهم بأن عدداً من القوى الشيعية تعارض الهجمات التي تشن ضدهم.
المعطيات تذهب إلى أن القوات الأميركية قد تسعى للانسحاب من العراق العام المقبل.
حكومة السوداني في موقف محرج، لأن الأميركيين أحد أهم الأطراف التي دعمت حكومته، واستمرار الهجمات ضدهم ستضعه في مواجهة أكبر مع حلفائه في الإطار التنسيقي، وتتعقد عليه ملفات معقدة أصلاً، أبرزها تقلبات الدولار.
على عكس ما يردد كثيرون في وسائل الإعلام، فإن التوقعات تشير إلى أن المنطقة تتجه نحو الاستقرار، خصوصاً بعد مساعي التفاوض بين واشنطن وطهران، والموقف المرن من الأزمة الفلسطينية؛ هذا سينعكس على الوضع الداخلي في العراق.
أعياد الطوفان، ضابط كبير في الجيش السابق، لشبكة 964:
قصير النظر وساذج من يتوقع انسحاب القوات الأميركية من العراق، هذا لن يحدث أبداً، خصوصاً أن الاتفاق الأمني بين واشنطن وبغداد منح الحق بوجود 5 قواعد أميركية في البلاد.
خطوة الفصائل المسلحة غير موفقة بشأن اختيار هذا التوقيت لاستهداف الأميركيين في العراق، لأن حكومة محمد شياع السوداني ستدفع الثمن بتعثر العلاقة مع واشنطن سياسياً واقتصادياً.
عدنان الكناني، عميد سابق في الجيش:
انسحاب القوات الأميركية صعب جداً العام المقبل، بسبب نفوذ واشنطن القوي على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري.
لن يكون هناك إجماع سياسي، في الحكومة والبرلمان، على إخراج القوات الأميركية، بل أن البعض يرى وجودهم ضرورة في هذه المرحلة.
الإدارة الأميركية لا تدعم فكرة الانسحاب من العراق، لأنه بلد واعد في مجال الاستثمار، كما أن موقعه الاستراتيجي حاسم في الصراع الإقليمي الذي تنخرط في واشنطن.
من يريد إخراج القوات الأميركية، لا حل أمامه سوى فعل ذلك بالقوة.