صور قد تبدو من الثمانينات
ملخص تاريخ الحلاقة في كربلاء.. العم عادل عاصر الخنافس والمارينز باليدوي والشحن
العباسية (كربلاء) 964
إذ سألت عن العم عادل الحلاق في الجزء المجاور لدائرة الجوازات بمحلة العباسية الشرقية بكربلاء، سيرشدك الصغير قبل الكبير إلى محله المتواضع في ركن الحي، فرؤوس جميع أبناء المحلة مرت من تحت يديه التي أمضت في هذه المهنة أكثر 50 عاماً.
التفاصيل:
عُرف العم عادل حسين بأسعاره الرمزية منذ افتتاحه لمحله الخاص، ورغم تنقل محله من مكان إلى آخر داخل المدينة القديمة في كربلاء، إلا أن أسعاره “لم ولن تتغير” حسب قوله.
الحلاق عادل حسين لشبكة 964 :
جئت إلى كربلاء قادماً من الكاظمية عام 1988، وافتتحت أول محل خاص بي للحلاقة، ومنذ ذلك الحين أحرص على جعل أسعاري زهيدة ورمزية، فأنا أرى أن لكل مهنة جانب أخلاقي وواجب إنساني علينا القيام به.
في بداياتي كنت أحلق بنصف دينار للكبار، وربع دينار للأطفال بالوقت الذي يتقاضى الحلاقون الآخرون دينارين على الصغار.
اليوم أُحلق الرأس والذقن بألف دينار، وأحياناً 500 دينار، أو مجاناً للفقراء وأطفال العوائل المتعففة، كما أذهب إلى منازل المرضى لاسيما كبار السن، بالإضافة الى دور الرعاية الاجتماعية.
أعمل بمهنة الحلاقة منذ كان عمري 11 عاماً في الكاظمية مع والدي الذي كان حلاقاً أيضاً، وفي فترة أدائي للخدمة العسكرية في الحرب العراقية الإيرانية كان الضباط يحرصون على أن أُحلق لهم.
شَهِدتُ على التحولات التي حصلت في هذه المهنة منذ المكائن اليدوية ولغاية الكهربائية والشحن، وكذلك حلاقة “كصة اليد” أي مسك الشعر بإصبعي السبابة والوسطى التي أدخلها المصريون للعراق في الثمانينيات ولم تكن معروفة قبل ذلك.
عاصرت مختلف الاذواق ابتداءً من “البُكلة” و”الجارلس” و”الخنافس” و”السبورت” و”ثمانية شباط” وانتهاءً بالـ “مارينز” وأخواتها في وقتنا هذا.
مصطفى مهدي – أحد أبناء الحي:
منذ طفولتي وأنا أُحلق عند العم عادل، فهو أكثر من كونه حلاقاً بل هو بمثابة أب ومربي فاضل لجميع شباب المحلة، ويحرص على متابعتهم وتوجيههم.